هنا اسرائيل من دمشق نظرية غير قابلة للتطبيق .. بقلم عشتار
أعلم أن العنوان مخيف ومعقد ونتاج لعملية ولادة قيصرية لأم اسمها جزيرة العرب والابن المدلل اسرائيل من جديد ومشروعها (حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل) ..حيث حين عجزت اسرائيل عن المضي قدماً في احتلال أراضٍ عربية أخرى عملت على بث الفتن بين الشعوب العربية وتاريخها معروف لكل مطلع كيف تفعل اسرائيل حين لا تجد مخرجاً لها من مآزق الرمال المتحركة التي تضع نفسها بها حيث كلما خرجت من مأزق دخلت بمأزق أكبر منه وما خسارتها في حرب تموز عام 2006 إلا أكبر المآزق في الجنوب المقاوم التي حشرت أنفها به وخُيِّل إليها أنها “بساعات” ستمضي في لبنان وتحكم السيطرة عليه من ثم تلف على سورية (آخر قلاع المقاومة وينبوعها ومصدر وطريق دعمها)………..
حين نجد العالم يقف على قدم واحدة بانتظار ما سينضح به وعاء الامريكي الناتاوي بشأن العدوان على سورية والتهديدات والحسابات المترتبة على المجتمع الدولي من هكذا عدوان والنتائج الكارثية التي (فرملت ) عجلة أوباما لتكون طريقاً الى لجوء اوباما الى” الاستخارة الكونغريسية” علماً يحق له ان يقدم على قرار الحرب على اي دولة في العالم بحكم الدستور الامريكي ولكنه حبَّذَ الهروب إلى الأمام لأنه أيقن أن الحرب على سورية هي الطريق الى مصير مجهول المعالم بل مظلم بكل المعايير..هذه الفرملة وهذا الكم الهائل من رفض العدوان على سورية من أغلب بلدان صناع القرار و التي كانت صفعة من صفعات متتالية تلقاها أوباما شخصياً
حيث وعلى مدى مايسمى محاولة اسقاط النظام السوري عدَ هو وغيره من المتآمرين أيام الأسد وهاهي تأتي حكومات وتذهب حكومات والاسد باقٍ كالصخرة على قلوبهم .
هذا الصمود وتحدي الرئيس الأسد ومن ورائه قوى دعم خط المقاومة في العالم لهذا العدوان المفترض جعل من بريطانيا وفرنسا تعد الى المليون قبل ان تقف مع أمريكا بل محنة سورية جعلت منهما ومن اغلب الدول الاوروبية يرجع لهم بعضاً من ماء الوجه الذي أريق على مر الزمن حيث في كل قرار لأمريكا في اي عدوان على اي بلد كانوا السباقين في التعاون العسكري والسياسي واللوجستي (كرهاً لا طوعاً)إلا على سورية وقفوا وقفة تفكر ليس حباً في سورية بل لنفس السبب (لجهلهم بالمصير الذي ينتظر العالم من بعد العدوان عل ىسورية)حيث يعرفون نقطة البداية ولكن نقطة النهاية والطريق المعبد بالشوك هم أصغر وأضعف من ان يحتملوه هم وشعوبهم .
كل نتائج حسابات هذه الحرب الكارثية إضافة الى موقف خط المقاومة والممانعة الى جانب سورية الداعم لها بكل شيء سواء من حزب الله او ايران أو من قوة مقاومية في العالم والذين توعدوا المعتدين أنهم لن يقفوا على الحياد في حال تم العدوان ..يأتي ملوك الاعراب الصهيونية لكي يصبوا الزيت على النار بدل ان يعملوا على درء وقوع هذه الحرب العدوانية بل كانوا السباقين في هذا الدعم ايضاً مالياً وسياسياً وعسكرياً وإرهابياً منذ البداية .. ولكن حان الوقت لترجمة مواقفهم العدائية تجاه سورية والرئيس الاسد ليتبلور بالتصريح لكيري على انهم مستعدين على ان تكون أراضيهم مقراً ومنطلقاً لعمليات الناتو العسكرية وملاذاً آمناً برتبة خمس نجوم لهم ..إضافة الى ذلك ما تسرب عن نقاشات وتصادمات بين المجتمعين بالجامعة الاعرابية الصهيونية بين كثير من المؤيدين لهذا العدوان وقلة لا حول لهم ولا قوة ممن يرفضون هذا العدوان ولعل ملوك الخليج عموماً هم من كانوا أشداء على سورية رحماء مع الامريكان ودافعوا عنهم وعن موقف عدوان الناتو واعتبروه حقاً مشروعاً له في هذه الحرب..بالطبع كل هذا المشهد الدراماتيكي الذي صوروه في الواقع السوري كله كرمى لعيون اسرائيل حيث أول ماصرح أوباما أنه وضع بعين الاعتبار “أمن اسرائيل” والنتائج السلبية عليها من جراء هكذا اعتداء.فما كان من امر ملوك الاعراب الا أن عبّدوا الطريق لأوباما محاولة منهم تأمين غطاء عربي بفتوى (حلال) تفتي بهذا العدوان .
موقف هؤلاء الاعراب هذا ليس مستغرباً وهذا الدفاع المستميت عن دعم العدوان الناتاوي على سورية ليس مستغرباً أيضاً
لأنهم كشروا عن أنيابهم منذ حرب تموز 2006 وماهذه المغامرة العدوانية من قبلهم إلا عود على بدء للرد على مفاجآت حرب تموز 2006 ومفاجآت الجيش السوري “المدهشة” بالتالي على مدى سنتين ونصف ..
موقف ذلك الذي صرخ بوجه الصحفي الاسرائيلي في شمال سورية (لو إجا شارون وقال أنا ضد بشار أضع يدي بيده) والاتصالات التي جرت وتجري بين الارهابيين والعدو الصهيوني على قدم وساق وتنسيق ووجود صهاينة على الارض السورية في أماكن يوجد فيها ارهابيون الذين لم يكونوا ليجرؤوا يوماً على تخطي أي حدود مع سورية على مدى 40 عاماً والاعتناء بالارهابيين الجرحى في مستشفيات اسرائيل ودعم اسرائيليين للمسلحين بالمال والسلاح والخبرات العسكرية والمخاباراتية كما ورد على قناة الميادين تقرير عن مستوطنين يساعدون الارهابيين في سورية ..ودعمهم من خلال المظاهرات المؤيدة في ارض الكيان الغاصب
كل هذه العوامل والاسباب وزيادة لو استمرت وسمح بها السوريون بالاستمرار بتحقيق اهدافهم الهدف تلو الآخر ولو رضخ السوريون ولم يتعايشوا مع المؤامرة الارهابية على سورية وتصدوا لها بعنف وقوة وجعلهم الجيش العربي السوري ومن ورائه الرئيس بشار الاسد ممثلين عنهم في حمايتهم واعادة الامن والامان الى سماء وارض هذا الوطن لكنا اليوم نسمع إذاعات تبث عبر العالم (هنا اسرائيل من دمشق) بدعم ومؤازرة عربية للأسف الشديد
كان العنوان (هنا تل أبيب من دمشق) ولكن آثرت ان يكون هنا اسرائيل من دمشق لاني حين أقول تل ابيب من دمشق فهذا يعني اني اعترف بعاصمة للكيان الصهيوني وبالتالي اعترف به كدولة لها عاصمة في هذا العالم ولكن يجب ان لا ننسى أن هذا الكيان مصطنع من شتات والكيان المصطنع ليس كالكيان الاصلي وبالتالي ليس المستوطن كصاحب الارض وبالتالي ليس الارهابي “مجاهد النكاح” الآتي المغتصب للأرض كالسوري صاحب الارض السورية ..إذن كما أوتي بكم أيها الارهابيون لتحلوا محل الشعب السوري ستهزمون وستسحقون كالحشرات الزاحفة..وستبقى دمشق عاصمة المقاومة تبث عبر الاثير هنا سورية قلب العروبة النابض…ولن يكون لعلم العدو الصهيوني مكاناً له في سماء سورية.هكذا كان وهكذا سيكون وهكذا عرف التاريخ سورية وهكذا ذكرها في مدونته الذهبية حيث عرفها الفينيق الذي لا يهزم وهكذا ستبقى ..وعلى هذا فإن نظرية هنا اسرائيل من دمشق نظرية غير قابلة للتطبيق في ظل معادلات الانتصارات والمفاجآت التي ظهر لنا منها شيء وغابت عنا منها أشياء وأشياء .
سيريان تلغراف | عشتار
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)