سورية .. لحظة وطن لم ولن يجبُن . .لمن تقرع الطبول ؟
يبدو أنّ رجاءات وتوسلات المعارضة لتدخّل الناتو في سورية ، وجدت أذناً صاغية ، بعد عامين ونصف من الاستجداء … الآن جاء من يترجم هذه التوسّلات إلى ما حلمت به قوى المعارضة الناتوية والخليج وتركيا وإسرائيل .
بندر بن سلطان ، الراعي الرسمي لما يجري الآن في سورية ، عرف كيف يستجلب التدخل الناتوي ، لكنّ أوباما المتردّد والقلق من تاريخ العدوان الأمريكي ، والذي اخترقت “خطوطه” الحمراء بيد مرتزقته ، وجد صيغة تنقذه من الإحراج والضغط، وفي الوقت ذاته ، لا يضطرّ إلى التورط في حرب مباشرة تعيد سيرة سابقه بوش ؛ صيغة حفظ ماء الوجه الأمريكي ، من خلال استهداف بعيد لبعض المواقع التي تعود عليه بحصاد إعلاميّ وفير !
أوباما وإدارته أجروا حسابات العدوان بدقّة ، لكنّهم لم يحسبوا ردود فعل المعتدى عليه : الجيش والشعب السوريين …
الجيش الذي أصبح ، باعتراف العدو قبل الصديق ، أكثر احترافية ، وأكثر مرونة في تطبيق كلّ الخطط وتبديلها حسب الظرف .. وسلاحه ، الذي يعرف كثيرون أيضاً أنّه في الجزء الاستراتيجي منه خاصة ، والذي ينتظر استخدامه في مثل هذه الحالة تحديداً ، مازال بألف خير .. وهو على أهبة الاستعداد لردّ الصاع صاعين ..
أمّا الشعب السوري، فهذه قصّة أخرى.. شعب صمد قرابة ألف يوم في مواجهة أعداء الداخل المتخفين بألف لون ولون؛ أعداء حاربوه في حياته وأمنه وتنقلاته وسفره، في قوته وحاجاته الأساسية وعملته الوطنية، على مقاعد الدراسة، وفي مكاتب العمل، داخل المصانع والمساجد والكنائس، وو.. هذا شعب لا يخاف تهديدات ولا يخشى “ضربات” أو اعتداءات..
إنّه شعب يسخر منكم ومن تهديداتكم، ولسان حاله يقول لكم جميعاً: لن نجبن ولن ننحني.. نحن سوريون وكفى.. سنبقى هنا وسندفع عنّا الموت بكلّ ما أوتينا من حبّ لهذا الوطن.. وإن تطلّب الأمر فسنموت هنا.. فهل تظنّون – وكلّ ظنكم إثم – أنّ طبولكم التي تقرعونها ستثنينا عن سوريتنا؟ أبداً أيها المغفلون.. “المبلل ما يخاف المطر”.
سيريان تلغراف | علي حسون – بلدنا