تحقيقات وتقارير

سورية .. لحظة وطن لم ولن يجبُن . .لمن تقرع الطبول ؟

يبدو أنّ رجاءات وتوسلات المعارضة لتدخّل الناتو في سورية ، وجدت أذناً صاغية ، بعد عامين ونصف من الاستجداء … الآن جاء من يترجم هذه التوسّلات إلى ما حلمت به قوى المعارضة الناتوية والخليج وتركيا وإسرائيل .

بندر بن سلطان ، الراعي الرسمي لما يجري الآن في سورية ، عرف كيف يستجلب التدخل الناتوي ، لكنّ أوباما المتردّد والقلق من تاريخ العدوان الأمريكي ، والذي اخترقت “خطوطه” الحمراء بيد مرتزقته ، وجد صيغة تنقذه من الإحراج والضغط، وفي الوقت ذاته ، لا يضطرّ إلى التورط في حرب مباشرة تعيد سيرة سابقه بوش ؛ صيغة حفظ ماء الوجه الأمريكي ، من خلال استهداف بعيد لبعض المواقع التي تعود عليه بحصاد إعلاميّ وفير !

AFP EXCLUSIVE Syrian troops celebrate as they take control of the village of Western Dumayna, some seven kilometers north of the rebel-held city of Qusayr, on May 13, 2013. Syrian troops captured three villages in the strategic Qusayr area of Homs province, allowing them to cut supply lines to rebels inside Qusayr town, a military officer told AFP. AFP PHOTO/JOSEPH EID

أوباما وإدارته أجروا حسابات العدوان بدقّة ، لكنّهم لم يحسبوا ردود فعل المعتدى عليه : الجيش والشعب السوريين …

الجيش الذي أصبح ، باعتراف العدو قبل الصديق ، أكثر احترافية ، وأكثر مرونة في تطبيق كلّ الخطط وتبديلها حسب الظرف .. وسلاحه ، الذي يعرف كثيرون أيضاً أنّه في الجزء الاستراتيجي منه خاصة ، والذي ينتظر استخدامه في مثل هذه الحالة تحديداً ، مازال بألف خير .. وهو على أهبة الاستعداد لردّ الصاع صاعين ..

أمّا الشعب السوري، فهذه قصّة أخرى.. شعب صمد قرابة ألف يوم في مواجهة أعداء الداخل المتخفين بألف لون ولون؛ أعداء حاربوه في حياته وأمنه وتنقلاته وسفره، في قوته وحاجاته الأساسية وعملته الوطنية، على مقاعد الدراسة، وفي مكاتب العمل، داخل المصانع والمساجد والكنائس، وو.. هذا شعب لا يخاف تهديدات ولا يخشى “ضربات” أو اعتداءات..

إنّه شعب يسخر منكم ومن تهديداتكم، ولسان حاله يقول لكم جميعاً: لن نجبن ولن ننحني.. نحن سوريون وكفى.. سنبقى هنا وسندفع عنّا الموت بكلّ ما أوتينا من حبّ لهذا الوطن.. وإن تطلّب الأمر فسنموت هنا.. فهل تظنّون – وكلّ ظنكم إثم –  أنّ طبولكم التي تقرعونها ستثنينا عن سوريتنا؟ أبداً أيها المغفلون.. “المبلل ما يخاف المطر”.

سيريان تلغراف | علي حسون – بلدنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock