أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن برنامج السلاح الكيميائي السوري هو أكبر برنامج من هذا النوع في منطقة الشرق الأوسط كلها وأن لدى المخابرات الأمريكية معلومات مؤكدة عن أن النظام السوري استخدم هذا السلاح ضد المدنيين.
وفي خطاب متلفز يوم 30 أغسطس/آب أشار كيري إلى أنه من المهم أن تستشير الإدارة الأمريكية شعب البلاد قبل أن تتخذ قرارها بشأن الرد على استخدام الكيميائي في سورية. وأضاف ولهذا الغرض تقوم المخابرات الأمريكية بإعداد تقرير غير سري ستقدمه للشعب حول الموضوع.
وشدد كيري على أن المخابرات الأمريكية قامت “بمراجعة وإعادة مراجعة التقارير” عن استخدام الكيميائي في سورية، وجرى ذلك بشكل أدق بكثير مما جرى في الشأن العراقي في وقته “كي لا تتكرر التجربة العراقية”.
وأكد أن التقارير المخابراتية تشير إلى أن عدد القتلى الذين سقطوا في الهجوم بغوطة دمشق 1429 ، بينهم 426 طفلا على الأقل، وأن الصواريخ الحاملة للسلاح الكيميائي أطلقت من مناطق يسيطر عليها النظام، وأن كبار المسؤولين في نظام الأسد كانوا على علم مسبق بالهجوم الكيميائي.
واتهم كيري المسؤولين السوريين في محاولة إخفاء وقائع استخدام السلاح الكيميائي، مشيرا إلى أنه قال في حديث مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعيد الهجوم إنه، “إذا لم يكن للنظام السوري شيء يريد إخفاءه، فليسمح للمفتشين بدخول المنطقة”.
وواصل: “لكن النظام كان يقصف المنطقة بالمدفعية خلال أربعة أيام متواصلة لتدمير الأدلة المادية، وكانت كثافة القصف تزيد بأربعة أضعاف الكثافة التي كانت المدفعية السورية تقصف بها خلال الأيام العشرة السابقة. وفي النهاية، عندما سمحوا للمفتشين بالدخول، كان هذا السماح محصورا ومراقبا عليه”.
وأضاف: “ان عدم الرد سيؤثر على مصداقية الولايات المتحدة والمجتمع الدولي”، مشددا على أن “مصداقية أمريكا على المحك” الان.
وواصل: “لن نتحرك لوحدنا ضد نظام الأسد”، مشيرا إلى أن “أي إجراء ضد سورية لن يشبه ما حصل في العراق وأفغانستان وليبيا”. ولمح إلى أنه لن يكون هناك تدخل بري، وأن العملية ستكون محدودة وهدفها سيكون منع تكرار استخدام هذا السلاح الخطير.
كما اتهم كيري روسيا في عرقلة اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارا يرد بشكل مناسب على استخدام السلاح الكيميائي في سورية، وقال: “بسبب الموقف الروسي لا تستطيع الأمم المتحدة تفويض الدول الكبرى على تنفيذ إجراءات الرد كما يجب”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستتخذ قرارها بنفسها، مشيرا إلى أن هذا القرار سيعتمد على “القيم والمصالح الأمريكية”.
سيريان تلغراف
