نبوءة أليشع , والعدوان على سوريا .. بقلم محمد جهاد إسماعيل
جاء في العهد القديم أو في تناخ اليهود, وتحديداً في سفر الملوك الثاني, أن الجيش السوري في قديم الزمان كان قد حاصر السامرة. فمن شدة الحصار الذي فرضه الجيش السوري بقيادة بنهدد, أصابت يهود السامرة مجاعة عظيمة, فراحوا يأكلون لحوم موتاهم, وصاروا يبتاعون رأس الحمار بثمانين قطعة من الفضة.
ضاق ملك اليهود ذرعاً, بالنكبات والفواجع التي حلت بالسامرة على أيدي السوريين. فأرسل إلى أليشع ليعاقبه على تأخر الرب عن نصرة الإسرائيليين. إلا أن أليشع جاء للملك ببشارة, إذ تنبأ له بأن الجيش السوري في اليوم التالي سوف ينسحب من محيط السامرة, وسوف يولي عائداً إلى دمشق.
وما هي إلا ساعات قليلة حتى تحققت نبوءة أليشع, فقد جاء أربعة رجال سامريين برص مهرولين, ليبشروا أهل السامرة, بأن الجيش السوري قد أخلى معسكراته وانسحب من محيط السامرة. وتقول الرواية الإسرائيلية للعهد القديم تعليلاً للانسحاب السوري المفاجئ, بأن الرب قد جعل الجيش السوري يسمع صلصلة مركبات, وصوت وقع حوافر خيل, وجلبة جيش كثيف. فظن حينها الجنود السوريين أن الإسرائيليين قد حشدوا لهم, وأنهم ربما جاءوا بالحثيين والمصريين وجيوش أخرى كي تقاتلهم. وتؤكد الرواية الإسرائيلية للعهد القديم, أن الجيش السوري ارتبك جراء ذلك ( الإرهاب الإلهي ), فولى منسحباً إلى دمشق.
أما في هذه الأيام فيتربص المتربصون بسوريا, ويكيدوا لها المكائد, كي يفتوا في عضدها, ويهلكوها هلاكاً عاجلا.
يتربص العملاء والمستعمرين بسوريا, كي يفتكوا بجيشها القوي الفتي, وكي يجعلوا تدميرها وخرابها عبرة, لكل من يفكر من العرب بالتمنع وإعداد العدة والتسلح.
أعطيت آلاف تأشيرات السفر التركية ولا تزال تعطى, للإرهابيين من شتى أرجاء العالم, كي يفدوا إلى سوريا. استقبلت المطارات التركية ولا زالت تستقبل, الآلاف من الإرهابيين. إذ تدفع بهم الدولة التركية بشكل منظم وممنهج إلى داخل الحدود السورية, كي يمارسوا أفانين القتل والترويع في شعب مطمئن وآمن. وكي يهدموا دولة قوية عزيزة النفس, هي من آخر قلاع وحصون الكرامة العربية.
في آخر إصدارات هوليوود, من أفلام الخيال العلمي, خرج إلينا الغرب الصهيوني المأفون, مشدداً ومؤكداً على إبادة النظام السوري لشعبه, عبر استخدامه للأسلحة الكيماوية !!.
خرج إلينا هؤلاء البغاة المتآمرين بفبركات وأكاذيب وخرافات, لا يمكن للعقل البشري أو حتى عقل البهائم أن يصدقها. عجبي من هؤلاء المعتدين المخنثين, عجبي كيف يختلقون أكاذيب وفبركات, بهذه السخافة والرثاثة, وبهذا الإسفاف والهبوط !!. تباً لهم ما أغباهم, ليتهم أحسنوا صياغة افتراءاتهم الواهية, وأكاذيبهم المضحكة !!. تباً لهم ما أغباهم, ليتهم جاءوا بمسرحية جديدة, غير تلك المسرحية الساقطة البالية, التي ساقوها قبل غزو العراق !!.
لا ندين الغرب وحده في إدارة هذه المؤامرة الخسيسة, والتي تستهدف بدورها الوصول بسوريا إلى نموذج ( العراق الحجري ), والذي أصبح منذ سنوات واقعاً يخيم على حاضر ومستقبل الأخوة العراقيين, أعانهم الله وخفف بلاءهم.
بالتأكيد ليس الغرب وحده هو المدان, فهناك المهرج التركي أردوغان, والوكلاء الحصريين للعمالة في عالمنا العربي.
نقر بكل أسى وأسف أن هناك عرباً ومسلمين, يتسببون في قتل إخوانهم السوريين الآمنين المستأمنين, من أجل عرض الدنيا الزائل, وبعض امتيازات حقيرة, يلتمسونها من أسيادهم في المحافل الماسونية.
طبول الحرب على سوريا بدأت الآن تدق وبقوة, وثلة من البهاليل بدأت تتنبأ بسقوط وشيك, للنظام السوري والدولة السورية. كثرت التنبؤات وكثرت الثرثرات. والأهم من هذا هو تنبؤات الغرب وأمريكا لإسرائيل, بأن سوريا ونظامها سيسقطان عما قريب !!.
تحاول أمريكا أن تتنبأ لإسرائيل بسقوط سوريا في وقت قصير, في محاولة منها لتقليد نبوءة أليشع للإسرائيليين القدماء. ويحاول جميع العملاء والمعتدين والناعقين, إطلاق نفس النبوءة الأمريكية الحاقدة.
لكني أقول لهم أن الجيش السوري لن ينهزم ولن ينسحب, والبرص الجدد من الأمريكان والأوروبيين المعتدين, لن يجدوا طريقهم إلى داخل معسكرات الجيش السوري. فنبوءة أليشع لن تتكرر مرة أخرى, والتاريخ في هذا الموضع لن يعيد نفسه من جديد. فلو ظهر أليشع في أيامنا هذه, لما وسعه إلا أن يدعم ويساند سوريا, وجيشها العربي الفتي. فالجيش السوري الآن هو تماماً على الحق, والله معه بإذنه تبارك وتعالى. نحن مع سوريا ظالمة أو مظلومة, فلا نامت أعين العملاء الجبناء, والله أكبر فوق كيد المعتدي.
سيريان تلغراف | محمد جهاد إسماعيل
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)