بلدنا اليوم

الجيش السوري يفشل مخطط سعودي للهجوم على دمشق ويكسر العمود الفقري للمسلحين

بعد أن سلمت الولايات المتحدة مهمة إدارة الملف السوري للمخابرات السعودية، وسحبته من يد المخابرات القطرية، كان هناك اجتماع صغير هادئ، بدون ضجة، يجري في اسطنبول بين مسؤولين سعوديين وثلاثين قائدا من قيادات ما يمسى بـ”الجيش الحر”. محور هذا الاجتماع كان يتلخص بطلب سعودي واضح، اما معركة كبرى يسيطر فيها المسلحون على دمشق، او سيتوقف الدعم المالي. تلك المعلومات لم تتوقف عند هذا الحد، فبحسب معلومات حصل عليها موقع “العهد” الاخباري فان هناك كمية كبيرة من الاسلحة تم ادخالها الى الاردن ومن ثم تم نقل جزء منها الى داخل الاراضي السورية.

ظن المسلحون ومن خلفهم السعودية، أن هذا التغيير سيؤثر على أرض الواقع، لذلك بدأت المجموعات المسلحة على مختلف توجهاتها الاعداد لهجوم على مدينة جرمانا على اعتبار أنها الاقرب لقلب العاصمة دمشق. تجمع المسلحون في محيط بلدة جربا بالغوطة الشرقية، وبشكل سري، بدأ المسلحون الذين دربتهم القوات الامريكية في الاردن، بالتسلل عبر الحدود، مئات المسلحين يسقطون في كمائن في محيط الغوطة الشرقية، بعد أن اكتشف الجيش السوري تلك المعابر وخطة المسلحين، وكانت الضربة الكبرى.

الجيش-السوري-يفشل-مخطط-سعودي-للهجوم-على-دمشق-ويكسر-العمود-الفقري-للمسلحين

لكن الجيش السوري اتخذ القرار بعملية عسكرية استباقية، حدد زمانها هو، بعد رصد جميع التجمعات والاهداف. ويتلخص هدف العملية بكسر العمود الفقري للمسلحين في ريف دمشق وإبعادهم عن أحياء العاصمة التي بات الوصول إليها بمثابة الحلم الذي يراود قادتهم، استكمال الطوق الامني المضاعف وعلى شكل نصف قوس يقابل الطوق الامني المفروض من الغوظة الشرقية، هذا الطوق الامني يحيط بالعاصمة دمشق من الداخل، ويتلاقى مع الطوق الامني المفروض في الغوطة الشرقية في نقطة الطريق الدولي الواصل حمص بدمشق.

بداية الخطة كانت استهداف قادة المسلحين، على اختلاف مجموعاتهم والويتهم وكتائبهم، خلال ساعات سبقت العملية، واستخدم الجيش السوري فيها أحدث التقنيات العسكرية لتحديد المواقع واصابة الاهداف بدقة كبيرة، وكان آخر هذه العمليات استهداف قائد ما يسمى “لواء أحفاد الرسول” في ريف دمشق، والغاية منه فقدان المسلحين في ريف دمشق للقادة الميدانيين العارفين بطبيعة المنطقة، والذين تشكلت لديهم خبرات عسكرية خلال الفترة الماضية، ما يجعل المسلحين في حالة فقدان توازن.

وكانت كثافة التعزيزات العكسرية للجيش السوري في الايام الماضية دليلا على اقتراب العملية العسكرية، تحديداً، في مناطق داريا والمعضمية ودوما وعمق الغوطة الشرقية، وصولاً الى درعا والسويداء، مزودة ببنك أهداف واضح للقادة العسكريين.

قبل الفجر كان ساعة الصفر، حيث بدأ الجيش السوري باستهداف تجمعات المسلحين ومقارهم العسكرية، في عدة مناطق بريف دمشق وغوطتها الغربية والشرقية، دفعة واحدة، خصوصاً معظمية الشام وزملكا وجوبر كفربطنا والمليحة، وبيت سحم وعقربا وعربين ومحيطها ودوما ومحيطها وصولاً إلى القابون وبرزة، والهدف الأبرز، منع المسلحين من التواصل الجغرافي فيما بينهم، وحتى قطع طرق الامداد التي كان يستخدمها المسلحون بين تلك المناطق، وخلق صدمة ادراكية تجعلهم يتخبطون، بالوقت الذي تتقدم فيه وحدات المشاة إلى عمق المناطق.

أما في جوبر فقد استهدف الجيش تجمعات لمسلحي جبهة النصرة في عدة مناطق حساسة، أهمها بالقرب من سوق المانطو ودورا المناشر وسط تقدم للجيش باتجاه مبنى برج المعلمين مع انهيار جزء من ذلك المبنى الذي تحصن فيه عدد من القناصة منذ أكثر من سبعة أشهر، حيث كانوا يستهدفون المناطق السكنية بشكل متواصل في وقت نفذ الجيش عملية عسكرية كبيرة في منطقة السبينة بالغوطة الغربية مع استهداف الجيش لتجمعات المسلحين في الحسينية مع استمرار الاشتباكات على محور حي غربة في حجيرة والحسينية والذيابية. وهذه العملية هي المرة الاولى التي يعمل فيها الجيش السوري على عدة محاور دفعة واحدة مع تنسيق بين كل الوحدات التي تخوض العمليات على الارض ليتقدم الجيش السوري على محاور كان أهمها محور المعظمية والقابون وبرزة، تحديداً في برج المسطاح بالحي، وايضاً في حي جوبر وعربين.

تقدم الجيش السوري دفع المجموعات المسلحة لقصف دمشق وأحيائها القريبة من مسرح العمليات بقذائف الهاون، في باب توما، القصاع، العباسيين من ناحية جوبر، ساحة التحرير، السادات، التجارة، حديقة تشرين، وذلك بما يزيد عن الثلاثين قذيفة، في محاولة لرفع معنويات مقاتليهم، في دليل على مدى التأثير للعمليات العسكرية على معنويات تلك المجموعات.

وخلال سير العمليات العسكرية لفت انتباه المحللين الدقة التي وصفت بها عمليات الجيش السوري كونه استخدم فيها مختلف انواع التقنيات الحديثة في الرصد والتعقب بالإضافة الى نوعية الاسلحة المستخدمة الفائقة الدقة وألوية النخبة وفرق القوات الخاصة التي كانت تعمل على الأرض. وأكد مصدر عسكري سوري لموقع “العهد” أن الجيش السوري لا يزال يحقق تقدماً في عمق مسرح العمليات، تحت غطاء ناري كثيف، إلى أن تنتهي العمليات في كامل الريف في وقت ليس ببعيد وسيكون ختامها يوم إحكام الجيش سيطرته على قرى رنكوس وعسال الورد وجوارهما الممتد على طول الحدود مع لبنان.

سيريان تلغراف | العهد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock