أوباما يشرّع حقوق التدخل بالشؤون العربية الاسلامية وحقده على الأسد أعمى بصيرته .. بقلم دنيز نجم
لقد تعمقت دراسة الاستخبارات الأميركية المتخصصة بالحرب النفسية بشأن إسقاط سورية و النظام السوري و ركزت اهتمامها على استهداف شعبية الأسد التي تشكل حاجزاً كبيراً في وجه مخططاتهم و عملت هذه الاستخبارات بمساعدة الاستخبارات الدولية على استغلال نقاط ضعف هذا النظام بمحاصرته اقتصادياً و سياسياً و دولياً و استهدفت الكوادر السياسية و العلمانية و العسكرية فيه بعمليات الاغتيالات و عملت على تكثيف جهود شيوخ الفتنة لتعزيز التطرف و التعصب الديني لاستهداف ما تبقى من الشعب في الداخل الذي ما زال متمسكاً بشخص الرئيس الأسد و ما زال يؤيده .
اغتالت الأيادي الصهيونية الممتدة إلى الداخل السوري الشخصيات البارزة علمانياً و دينياً و عسكرياً و سياسياً بطريقة لا يقبلها حتى الأميركي نفسه و توسعت الاغتيالات لتكون بطريقة جماعية كالمجازر فهي الطريقة الأمثل للتمهيد للحرب فاغتالت أيادي الصهاينة مجموعات كبيرة من الجيش العربي السوري و من المدنيين طالت النساء و الأطفال و العجز و رجال الدين .
و هذه المجازر و الاغتيالات طالت الشعب السوري بجميع أطيافه للتخلص من شبيحة الأسد و مؤيديه بتعصب ديني و جهل أحمق أعمى بصيرتهم فقتلوا العلوي و الشيعي و الدرزي و السني حتى وصلت هذه الأيادي إلى النصارى لتحصد أرواحهم و قد استخدم الغرب وسائل الإعلام الممولة خليجياً و الفاقدة للمصداقية في غسيل الأدمغة باستخدام الصور الفنية الملفقة من حروب سابقة و بالفيديوهات التي أعادوا إخراجها و إنتاجها ليتم استخدامها كأدلة حاسمة من أجل الضغط على الرأي العام حتى يشرعوا لأنفسهم التدخل الانساني مع العلم أن التدخل الانساني هو نفسه التدخل العسكري لقوات الناتو و لكن بغلاف ظاهري يخدم مصالحهم و يسرّع بعجلة الحرب التي بدأت تدور بسرعة جنونية سرياً و علنياً لإسقاط سورية بحجة إسقاط نظام الأسد .
و من الصدف الغريبة هو أن معظم المجازر في سورية كانت مرفقة بقدوم وفد أجنبي من الخارج فإن أردت أن تعرف أسباب المجازر في سورية و عددها عليك أن تعرف كم وفد زار أو سيزور سورية .
اقد غطت الدماء مساحات كبيرة من التراب السوري و تلونت الدماء بجميع الطوايف و التعصب الديني لحس عقول الجاهلين فهم لا يرون أبعد من أنفوهم و حقدهم الأعمى لم ينصب سوى على أبناء جلدتهم و لم يدركوا أنهم ينفذون إحدى المخططات الصهيوأميركية التي سيبرزها بدوره كدليل مادي ملموس و يستخدمها ضدهم أمام الرأي العام لتكون السلاح الأمثل لفرض التدخل العسكري الخارجي عن طريق التدخل الانساني و من ثم سيرميهم في محرقته بعد انتهاء مهامهم .
لقد حاصروا النظام من جميع الجهات حتى يتم إسقاطه من الداخل قبل الخارج بحرب نفسية سرية و علنية حرب استخدم فيها الغرب جميع أنواع الأسلحة عدا السلاح الحقيقي ليسقطوا الهيبة السورية في المنطقة كما عمل الغرب بمساعدة آل سعود و قطر و غيرهم من الدول العربية على زرع بذور الفتنة في الوطن و خاصة في سورية و هيئوا لها الأرض الحاضنة حتى بدأت تتكاثر و تنتشر بشكل مكثف في أنحاء الوطن العربي فأصبح حوارهم حوار دماء و ثقافتهم ثقافة السيف و لغتهم هي المجازر و الاغتيالات حتى يقنعوا الشعب السوري أن خلاصهم من الاخوان و العصابات الهمجية لن يكون على يد النظام الذي فشل في تحقيق إعادة الأمن و الأمان لشعبه بل على يد أميركا ملاك السلام الذي حلّ على العرب بداية من العراق وصولاً إلى سورية و الذي يتدخل بالشؤون العربية و خاصة الاسلامية و عمل الغرب أيضاً على تشويه صورة الدين الاسلامي و التي لا يقبلها المسلم قبل غيره حتى يشرعوا لأنفسهم التدخل الانساني الخارجي في الشؤون السورية و هذا التدخل هو ليس إلا الوجه الآخر للتدخل العسكري و إعلان الحرب على سورية .
و بعد أن فشلت جميع المحاولات لإسقاط النظام السوري جاء قرار بوتين بالتخلي عن الأسد كالصفعة على وجه أوباما الذي ما زال يحلم بشعبية تشبه شعبية الأسد و بالرغم من تعامله مع جميع الاستخبارات الدولية لاقناع الشعب السوري بالتخلي عن الأسد و عن المقاومة الاسلامية فشل و بدأ السحر ينقلب على الساحر و زادت شعبيته دعماً لمواقفه بين الشعوب العربية .
و تمسك الشعب في سورية و الشرفاء بالوطن العربي بسيادة الرئيس الأسد لم يعد تمسك بشخصه بل بمواقفه السياسية كقائد عربي أخذ على عاتقه محاربة الارهاب على أرضه حتى لا يمتد إلى الوطن العربي فسورية هي قلب العروبة النابض و الارهاب هو السرطان الذي يجري بجسد هذه الأمة و إن لم يتم القضاء عليه بسورية فسيمتد إلى جميع الدول المجاورة و سيصبح العرب عبيداً للصهاينة و لا سبيل للشعوب العربية بالخلاص من هذا الارهاب إلا على يد القائد المقاوم بشار الأسد الذي نهج خط المقاومة و الممانعة و التحدي و الصمود في وجه الحرب الكونية التي تستهدف الوطن العربي و تستهدف ضرب محور المقاومة سورية .
سورية بقيادة الأسد هي خشبة خلاص الأمة العربية من الصهاينة و أوباما و من لف لفيفه لن يكونوا ملاك السلام الذي سيخلص هذه الشعوب العربية من الارهاب بل هم المهلكة و المحرقة التي ستحرق الأخضر و اليابس في المنطقة العربية و إزالة الأسد من سورية تعني كارثة على الشرق الأوسط و على الأمة العربية الاسلامية .
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)