الجيش العربي السوري هزم المشروع الصهيوأميركي و سيعيد تشكيل خارطة الشرق الأوسط .. بقلم دنيز نجم
لقد انتهزت الولايات المتحدة الأميركية الفرصة الذهبية بالمماطلة من أجل إيجاد الحل السياسي لتقدم المساعدة لاسرائيل سراً و تدعمها بالمعلومات الاستخبارية الدقيقة عن المنظومة العسكرية في سورية و اسرائيل بدورها تقدم الدعم العسكري الاستراتيجي المباشر للمعارضة بالاشتراك مع بعض الدول العربية المتصهينة من أجل تحقيق هدفهم الأساسي و هو التدخل العسكري في سورية لإسقاط النظام و الإستيلاء على سورية و خيراتها الباطنية و من ثم تقسيم الشرق الأوسط .
و لكن المخطط الصهيوأميركي فشل في الوطن العربي و بدأ السحر ينقلب على الساحر و الدليل هو السقوط المدوي لعصابات الاخوان في مصر على يد الجيش و الشعب معاً و فشل المخطط الصهيوأميركي بضرب المقاومة الاسلامية في لبنان و محاولة زجهم في مؤامرة تنقل الحرب من سورية إلى لبنان .
صمود سورية الأسطوري في وجه المؤامرة الكونية عليها و ثبات مواقف القيادة السورية و نجاح الرئيس الأسد ببقائه في السلطة و المساندة و الدعم المزدوج من قبل روسيا و الصين لنسقه السياسي و ثبات مواقفهم أصبحت سورية في موقف الأقوى و حققت نصف النصر على الصعيد السياسي و نجاحات الجيش العربي السوري في الدفاع و الهجوم على أرض المعركة حققت النصف الآخر من النصر على الصعيد العسكري و كان بداية انتصارات الجيش السوري العقائدي في درعا التي كانت بمثابة الباب الواسع الذي دخل منه ثوار الدم و من بعدها وضع يده على مفتاح لغز المؤامرة في القصير و بدأ يقضي على عش الدبابيرفي حلب و سيج دمشق بسمائها و أرضها من بابها لمحرابها بقبضة من حديد و أعصاب فولاذية و بانتصاراته هزم المخطط الصهيوأميركي و حطم رؤوس صناع الحرب الذي اصطدم بجدار عزيمته و جبروته و أوقع الخصوم في دهاليز من التخبط السياسي الملحوظ و حقق النصر العسكري و أجبرهم على إعادة ترتيب أوراقهم فهيمنتهم الاستراتيجية على الشرق الأوسط ستهزم من دمشق و من أبوابها السبعة سيرفع الجيش العربي السوري رايات النصر .
و استراتيجياً تشكل هذه العواصم دمشق – طهران – بغداد رؤوس المثلث الفولاذي في الشرق الأوسط و اتحادهم يشكل قوة يصعب هزمها و الخطة الصهيوأميركية أو الربيع العبري نجح في الوصول إلى بغداد و من ثم إلى دمشق و لكن عند حدود ايران تنتهي الهيمنة الصهيوأميركية و ينتهي معها الربيع العربي أو يكمل مساره في الطريق المعاكس ليرتد على صناعه فأي خطة سيبدأ حلفاء الناتو بتنفيذها في ايران سيكون الرد بالنووي و ستندلع حرب لا يحتمل خسارتها أحد فإيران لن تترك أية محظورات تتقيها و القواعد الأميريكية المنتشرة في بعض الدول العربية كالعراق و دول الخليج النفطي ستصبح أهد افاً مشروعة لا محال و كذلك سورية تمتلك كيان فولاذي قادر على قلب الطاولة فوق رؤوس أعدائها و قادرة أن تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد و ستقتلع الصهاينة من جذورهم و تزيل اسرائيل من الوجود و كما ذكر ثعلب أميركا المحنك سياسياً هنري كيسينجر سابقاً أنه لن يكون هناك ما يسمى إسرائيل بعد عشر سنوات فلهذا السبب ستبذل أميركا جهودها كي تتحالف مع سورية من أجل إيجاد الحل السياسي للأزمة بدلاً من أن تتحالف سورية ضدها مع ايران و تنهار استراتيجية الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط فسورية تشكل المحور الأساسي لهذه القوى و محور للمقاومة الاسلامية و كل الطرق تؤدي إلى دمشق و بالتالي جميع الحلول ستنطلق من دمشق و الربيع العربي وصل إلى طريق مسدود عند حدود ايران فإما أن تندلع حرب نووية أو أن يجدوا الحلول السياسية للأزمة السورية لأن السيناريو الذي حصل في سورية و العراق و مصر و غيره من الدول العربية يستحيل تكراره في ايران فالاعتماد على قوى ضعيفة مفككة كالعصابات الهمجية لن تجدي نفعاً في دولة عظمى كإيران .
و كما شهد التاريخ على زيارة كلينتون للقائد الخالد حافظ الأسد سيتكرر المشهد نفسه و سنرى أوباما يزور دمشق ليصافح القائد بشار حافظ الأسد و إن غداً لناظره قريب .
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)