نيزافيسيمايا غازيتا : قمة بغداد .. الأولى بعد “الربيع العربي”
نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” يوم 27 مارس/آذار مقالا عن القمة العربية المزمع عقدها في بغداد، جاء فيه أن هذه القمة ستكون الأولى بعد بداية “الربيع العربي”، وستغيب عنها العديد من الشخصيات المعروفة سابقا مثل بن علي والقذافي ومبارك . ومما لا شك فيه أن الوضع في سورية سيكون المادة الرئيسية للنقاش في هذه القمة، فثمة خلافات جدية بين العرب حول هذه المسألة. إن أنظمة الحكم الخليجية المحافظة تصر على ضرورة تسليح خصوم النظام في دمشق، بينما تدعو بلدان عربية أخرى، من بينها العراق، إلى حل سياسي. وثمة مسألة هامة أخرى هي إعادة هيكلة الجامعة العربية بحيث تكون أكثر فاعلية.
وتعيد الصحيفة إلى الأذهان أنه كان من المقرر عقد هذه القمة قبل عام من الآن، غير أنها أجلت بسبب أحداث الربيع العربي. وبالنسبة لرئيس الوزراء العراقي نور المالكي فإن نجاح القمة مسألة كرامة شخصية ، وسيتوجب عليه إظهار أن السلطات العراقية الجديدة قادرة على ضبط الوضع دون مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية. إن هذه القمة تعقد في ظرف صعب بالنسبة للعراق، فبعد انسحاب القوات الأمريكية اندلعت أزمة سياسية شلت عمل البرلمان ووضعت البلاد على شفير نزاع طائفي جديد. لقد أودت التفجيرات والهجمات الإرهابية منذ كانون الأول / ديسمبر الماضي بحياة المئات ، وتأزمت العلاقات بين السنة والشيعة إلى درجة جعلت المراقبين يتحدثون عن نذر حرب أهلية قريبة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن العديد من الخبراء لا يتفقون مع نزعة التشاؤم التي تسود في وسائل الإعلام. وتدعو البروفيسورة يلينا ميلكوميان إلى عدم التهويل بشأن الوضع في العراق، فالصراع السياسي في هذا البلد قديم العهد ولن يتوقف قريبا. وتضيف الخبيرة الروسية موضحة إن انسحاب الأمريكيين خلق اجواء مناسبة لتصفية الحسابات، و”القاعدة ” شعرت بمزيد من حرية الحركة، غير أن ذلك ليس إلا ظاهرة عابرة ، فالعراقيون تعبوا (كما تعب الليبيون والجزائريون قبلهم) من عدم الاستقرر والصراعات المسلحة. وهم لا يريدون العودة إلى ما كان عليه الوضع في العامين 2006 و2007.
وتضيف ميلكوميان موضحة أن النزعات الانفصالية تظهر فعلاً بين الحين والآخر في المناطق الكردية والسنية، ولكن معظم العراقيين يؤيدون المحافظة على الوحدة الوطنية لأنهم يدركون أن تفتت بلدهم سيجلب لهم المزيد من إراقة الدماء. وتعليقا على الشائعات حول التطلعات الفردية لرئيس الوزراء العراقي الحالي تلمّح ضيفة الصحيفة إلى تعذر نجاحه في ذلك لأن “العراقيين ملتزمون بالإجراءات الديمقراطية، ولديهم عدد كبير من القوى والأحزاب السياسية المختلفة”. وتؤكد البروفيسورة أن القمة المرتقبة تتصف بأهمية كبيرة، لأنها تعني عودة العراق إلى الحلبة الإقليمية، و”المشاركة النشطة في حل المشاكل العربية، وسوف تظهر أمامها فرص حقيقية لتسوية العلاقات مع جيرانها في منطقة الخليج، وخاصة مع الكويت”.