تحقيقات وتقارير

المغتربون السوريون : “سنرجع يوماً”

بعد الغربة حلم بالعودة.. وبعد الأزمة تخوين بحجم الألم..
حنين وحسرة على ذكرى غادروها على أمل.. فلا الذكرى ظلّت ولا الحنين زال..

على الرغم من كلّ محاولاتهم للتعويض عن الوطن في بلاد الغربة، اعتبرت هذه المحاولات فاشلة بامتياز..
ليس ثمّة مغترب سوري واحد يستطيع أن ينسى أول حقيبة سفر رافقته في رحلته الأولى إلى المجهول، مغترباً عن تراب بلاده ومائها وهوائها، عن حاراتها وأناسها، وهموهم المشتركة، وكيف ينسى أنّه حين رأى حقيبته فارغة أمامه فكّر في قرارة نفسه بألم وحيرة: “كيف يمكن لشخص مسافر أن يحمل وطنه في حقيبة سفر؟”

واغتربوا، وقاسوا مرارة الغربة، وإن بدرجات متفاوتة، تبعاً للوضع الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي لكلّ منهم، لكنّهم، جميعاً، تجرعوا مرارة الحياة بعيداً عن متنفس الوطن، والاختناق في تفاصيل ذكرياتهم التي كثيراً ما استرجعوها على ضفاف تشتّتهم وتفرّقهم في بلدان اغترابهم، أسوةً بأشقاء لهم في الوطن اقتتلوا واختلفوا وناصبوا بعضهم العداء تأثراً بالأزمة المستجدة على وطنهم سورية..

في بلدان الاغتراب، قصص لمعاناة مغتربين سوريين، حدّدوا ميولهم واتجاهاتهم ممّا يحدث في وطنهم، وكثيرون منهم ظلوا، رغم مواقفهم السياسية التي تبنوها، مخلصين لوطنيتهم، ورغم ذلك اتهموا بالتحيز لفريق ضدّ آخر، وبالتنظير من وراء شاشات حواسيبهم الشخصية، وبالاستعراض بعيداً من “معاقلهم” الأوروبية والأمريكية، بعيداً عن ألم الوطن وتناثر أشلاء أبنائه المقيمين الذين رفضوا بفخر مغادرته، بل إنّ بعضهم يحلو له أن يَسِمَ المغتربين السوريين بـ “الجبناء”، مقارنةً بصمود الشعب السوري أمام مظاهر القتل اليومية.

“بلدنا” استبانت آراء عدد من المغتربين السوريين، عبر أسئلة طرحتها على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك: “هل تفكّرون في العودة إلى سورية، ماذا يمكن أن يقدّم المغترب لبلده في الأزمة، ولا سيما أنّ بعض الناس يتّهمون المغتربين (ظلماً) بإهمال أزمة وطنهم، وتحييد أنفسهم عنها، فما رأيكم؟ كيف تنظرون إلى سورية مستقبلاً؟”، كما تواصلت هاتفياً مع عدد من المغتربين في دول أوروبية، وطرحت الأسئلة ذاتها، وأتاحت الفرصة عبر الإجابة عن هذه التساؤلات للتعبير عن كلّ ما يجول في خواطرهم، في ظل أزمة تدمي قلوب السوريين، وبالأخص البعيدين عن الوطن”.

المغتربون-السوريون-سنرجع-يوماً

لم نتركه بإرادتنا!!

محمد الباشا، وهو مغترب في السويد، ويعمل في مجال الهندسة، يقول: “نحن ـ المغتربين ـ لو أردنا أن نشارك في الوقوف إلى جانب بلدنا بكلمة أو رأي يأتينا الجواب طاعناً من إخوتنا الذين يعيشون هناك: “ارجع إلى بلدك، وبعد ذلك استعرض “مراجلك””، ويطالبونني بأن أتوقف عن التنظير في الأزمة من وراء شاشة اللابتوب، أو في أحايين كثيرة، كما هو الحال في الآونة الأخيرة؛ أي بعد مرور العامين على الأزمة، بات إخوتي يوجهون لي نداءات من أرض الوطن بأن أصمت تماماً، لأنّ صوتي كمغترب نشاز عن صوت من هم في الداخل، ومن قبيل هذا الكلام..
والسؤال هنا، يضيف محمد: هل غادرنا بملء إرادتنا، ضاربين بعرض الحائط رغد العيش والرفاهية والحضن الدافئ وفضلنا حياة الاغتراب والعمل كالآلة ليل نهار؟
ويتابع: أنا وأيّ مغترب سوري آخر تعيّرونه باغترابه اليوم، وبعده عن الوطن في محنته، وتخلّيه عنه في ظروفه الأليمة تلك، مرضنا كثيراً، ولم نجد يداً تمدّ له كأس ماء، أو حبة دواء، حلمنا كثيراً بوطن يفتح ذراعيه لاستقبالنا مشتاقاً، بينما كنتم تتذمّرون من الوطن نفسه “الذي تنكرون محبته علينا اليوم” ليل نهار..

وللتوضيح، يقول المغترب محمد: أنا لا أتحدّث هنا عن من اتخذ قرار البقاء طواعية في الوطن ولم يغادره منذ سنين، بل عن أولئك الذين قضوا عمرهم في التذمر من كلّ شيء هناك، وعلى أبواب السفارات، ولم يفوّتوا فرصة للبحث عن مخرج، أو عمل في أي بلد، الآن، لعدم قدرتهم على المغادرة يشنون حرباً كلّما تحدّث أحد المغتربين بشوق عن بلده، يحاكمونه لأنه غادر منذ سنوات، وشاء القدر أن يكون اليوم بعيداً عما يجري على أرض الوطن وأنّهم وحدهم يعانون ما يعانون من تداعيات ما يحدث.. هل نسيتم أنّ أهله وذويه بينكم، وأن باله وفكره وأعصابه مشدودة دوماً إليكم، فلا تقللوا من أهمية ما يشعر به تجاهكم، أرجوكم، فقد أجل أحلاماً وسعادة ظنّاً منه أن السعادة تدّخر كما المال إلى حين، ليستمتع بها لاحقاً على أرضه بينكم، لكن أين، هو لم يعش الغربة، ولن يعيش في الوطن. أجّل الأحلام والسعادة التي سئمت الانتظار..

وناشد المغترب محمد المصري إخوته في الوطن أن يحاولوا قدر المستطاع مشاطرة المغترب عن سورية ألمه في الغربة، وأن لا يشعروه بكلامهم الجارح واتهامهم إياه بالغربة مرّة أخرى، وبأنّ هذا الوطن ليس له، وأنه رفضه مجدداً، كما كان حين غادره، فتجبرونه على تركه عنوةً للبحث من جديد عن وطن في غربته..

دمعة حزن وأمل..

المغتربة في السويد، سمر شقرة، تقول إنّ جسمي معي، لكنّ روحي وعقلي وقلبي في سورية الوطن الجريح المتعب من نزف دمه، ودموعي لاتقف حزناً على أناسٍ كانوا بأمانة وراحة بال، وأصبحوا الآن مشرّدين جياع ومهجرين..

إنّ ماحصل من أناس فسّروا الحرية على طريقتهم، وأناس في الغربة خوّنوا الجيش العربي السوري دون أن يكونوا على أرض الحدث، ويروا مستوى الإجرام على أرضنا من إرهابيين اتهموا الشعب وحاربوه بلقمة العيش، وهي أبسط شيء، وحرقوا وشرّدوا أهله الآمنين.. وتقول شقرة إنّ الإعلام في بلاد الاغتراب شوّه حقيقة ما يجري وأساء إلى سوريتنا جميعاً..

ومع ذلك، تؤكّد سمر شقرة أنّها ستعود إلى وطنها، وإلى رائحة ياسمينه، ومهما فعل الدهر والطغاة، ومهما طال زمن الإرهاب، سوف يذهب الجميع وتبقى سورية وطناً صامداً يذرف الدموع على أبنائه لما فعلوه فيما بينهم، قتلوا أنفسهم ويقتلون وطننا آلاف المرات في اليوم..

زينة ورد، المغتربة في دبي، تقول: سورية أجمل بلدان العالم، وأتمنّى العودة إليها اليوم قبل الغد، لأنّ الغربة صعبة ومؤلمة، ولا أكشف سراً هنا حين أقول إنّ عذاب المغترب لما يحصل في بلده أصعب من عذاب الذين يعيشون فيه الآن؛ لأنّ المغترب لم يعد لديه من وطنه بعد غربته عنه سوى ذكريات احتفظ بها في ذاكرته، ويصبر نفسه على أمل العودة إليها ليشكّل صورتها من جديد، ما يعزّز حزنه في الأزمة أنّ ذكرياته ذهبت ووطنه الذي غادره آمناً مستقراً طيباً بأهله قد يعود إليه من غربته فلا يرى من ذلك شيئاً، ورغم ذلك تصرّ زينة، على نظرتها المتفائلة بأنّ الأزمة ستنتهي، والأوضاع ستعود، والبلد سيحتضن أبناءه المغتربين مرفوعي الرأس بنصره..

دعم الاقتصاد الوطني..

المغترب باسل أسعد، يقول: من المؤكّد أنّ المغتربين لهم الدور الفعال في دعم الاقتصاد الوطني، ودعم أهلهم في هذه الحرب الطويلة والقاسية على قلوب الجميع، والشوق قد طال كلّ مكونات الشعب السوري في الخارج، وبكل صراحة ما يتعب، حقيقةً، هو هذا الشرخ الاجتماعي الذي حصل في بنية المجتمع، آملاً من الله الذي صبره على الغربة، أن يعمّ السلام في أرض السلام والحضارات، وتكون العوده قريباً..

المغترب عيسى السيف، يقيم الآن في بريطانيا، يقول: لسنا نحن من نترك بلدنا، لأننا ضعفاء أو خونة، لكن، كما تحتاج سورية بلدنا إلى من يدافع عنها بالسلاح، هناك من يدافع عنها بنجاحه ومساهمته بنصرة قضيتها ودعم اقتصادها، وغيرها من أشكال الدفاع الأخرى التي تتكامل فيما بينها، لتصد المعتدين عن وطننا. ويقول السيف إنّ ظروف الحياة والحاجة المادية وتأمين المستقبل كل ذلك اضطرّنا إلى الاغتراب، وعلى الرغم من ذلك أعتقد أن المسافة فقط هي ما يبعدنا، لكن الروح هناك على أرض سورية وبين أهلها.. والعودة ستكون قريبة.

 توافقه الرأي المغتربة ريما، فتقول: حتى لو لم يقدم المغترب شيئاً مادياً لبلده يجب أن يقف وقفة معنوية فاعلة على مستوى بلد الاغتراب الموجود فيه، وإقامة الفعاليات التضامنية مع بلده وأبنائه لإيصال صوته عبر الإعلام الخارجي والداخلي، ومن المؤكد أن المغترب لا يفكر بعد الغربة إلا في العودة، وطبعاً سنعود..

ذرائع ومبررات..

تقول المغتربة ليلى الجرف، بصراحة هناك مغتربون سوريون لديهم مليارات وملايين، لكن – من أسف – لا يريدون أن يقدموا لوطنهم، الذي كبروا وتربوا على أرضه، شيئاً، ولا تعنيهم العودة إليه في شيء، لأنهم يقيسون كلّ ما يقدّمون له بمقياس مصالحهم الشخصية.. وأنا، هنا، لست بصدد تخوين هؤلاء بل أتحدث بصدق عن مواطنين سوريين عايشت طبيعتهم هذه وتألمت كثيراً..

الأزمة لن تطيل من اغترابنا..

“وهل يجد الطفل الأمان إلا في حضن أمه؟” هكذا بدأ المغترب بدران الحصواني، ردّه على أفكاره عن وطنه في الغربة ومدى تفكيره جدياً في العودة إليها. ويقول بدران: المغترب، مهما كبر، وأخذته الدنيا، وارتفعت مراتبه، وكسب مادياً، لن يجد إلا حضن أمه ملجئاً آمناً، ويضيف، بالتأكيد لن نكون أولاد عاقين، فنحن وما نملك وما تعلمناه في خدمة أمنا سورية، فما بالك وهي بحاجتنا الآن، أقول عن نفسي أني ملك سورية، وبالحب سأشارك في إعادة إعمارها مع كلّ إخوتي في الداخل والخارج.

ويقول المغترب أحمد الرواق، المقيم في روسيا، ويختم: سورية من أجمل البلدان، لكن، هل ما أصابها يجعلها مشوّهة في عيوننا، وينسينا إياها، هذا مستحيل، مهما فعلنا لن نردّ ولو جزءاً ممّا قدمته لنا أمنا سورية حين عشنا وكبرنا فيها، وبعد أن اغتربنا عنها..

المغترب نوار الأحمد، الذي يعيش في دبي، يقول سوف تتنهي الأزمة قريباً، وستعود بلادي التي أفتخر بها، أجمل من ذي قبل، بالتأكيد أفكر في العودة إلى الحضن الدافئ..

عدم ابتزازه..

المغتربة شيرين رزوق، تقول: المغترب دائماً متهم بالخيانة، وبأنّه يستحيل أن يفكر في العودة إلى سورية، قبل انتهاء الأزمة، لكن، هل سأل هذا الذي يخوننا كمغتربين نفسه: ما الذي دفعنا للاغتراب عن وطننا، وكيف يمكننا أن نترك أشغالنا ووظائفنا وحياتنا هنا، التي بدأنا وتعبنا في تأسيسها منذ اغتربنا، ليرضى عنّا هذا الذي يخوننا، ويعطينا شهادة وطنية. نحن سوريون ونفخر بسوريتنا، ولو كان في عودتنا ما ينفع في إنهاء أزمتها لعدنا، لكننا نساندها من هنا، ونقدم ونبذل كا ما استطعنا إليه سبيلا..

المغترب براء اليوسف، مقيم في الإمارات، يقول الحقيقة الأهم هي الاهتمام بالمغترب عند عودته على المنافذ الحدودية، وعدم ابتزازه مادياً، وهذه من أبسط التفاصيل لتشجيعه على المشاركة في الحياة الاقتصادية، وعدم الاكتفاء بالندوات والحوارات التي لاتفضي إلى شيء. نحن نريد العودة وبناء الوطن لتحيا سورية شامخة وقوية..

لن أعود.. فقدراتي غير معترف بها

المغترب همام الحلاق، مقيم في السعودية، يقول: لا أعتقد أنني أستطيع أن أقدم لبلدي، وأنا في الغربة، كما لو كنت في حضن الوطن، لأنّ قدراتنا كشباب غير معترف بها، لذا لا أعتقد أنّني سأعود إلى سورية قريباً، وهذا لا يمنع قناعتي بأنّ سورية مستقبلاً ستكون أفضل مما كانت عليه في السابق..

تصحيح الصورة المشوهة..

المغترب رامي شقرة يقول: بالنسبة إليّ، كمغترب، لقد ولدت في بلد الاغتراب، وعشت فيه، ورغم ذلك سورية تمشي في عروق دمي لا أستغني عنها  أبداً..

وبالتأكيد، أولاً وآخراً، من ناحيتي الشخصيه، سأعود واستقر في سورية، وإلى ذلك الوطن أقدّم، في غربتي، كلّ ما بوسعي، وفي الحقيقة قدمنا كمغتربين مساعدات وتبرعات، وشاركنا في حوارات مع العقول المنغلقة على التعاطي مع الآخر والمتعصبة لفكرتها المشوهة عن سورية، ونحاول عبر هذه الحوارات تصحيح صورة سورية بشكل عام، وكشف زيف ما يشاع على مئات وسائل الإعلام على مدار الساعة من تلفيق وأكاذيب وفبركات إعلامية وعالمية..

وأضاف أؤمن أن لسورية بلدي مستقبلاً شامخا تنعم فيه بالاستقرار والطمأنينة. لم أشعر بأي عار لسوريتي يوماً، وإن لم أكن سورياً لتمنّيت أن أكون..

المغتربة أحلام داود، تقول، بالنسبة إليّ أنا مواطنة سورية ولدت وعشت أغلبية عمري خارج سورية، لكن في عروقي يمشي دم سوري أصيل أفخر به، ومهما حدث، ومهما بعدنا عن وطننا، حتماً سنرجع يوماً ونستقر فيه..

وتضيف، حتماً المغترب يستطيع أن يقدّم، وهو يقدّم مساعدات، لكن أتمنى من كل مغترب مقتدر أن يشغل مشاريعه وأمواله داخل البلد، بالإضافة إلى مساهمته في إيصال الصورة الحقيقية لوطنه، وشعبه، إلى كلّ من يتعرضون لإعلام مغرض شوّه هذه الصورة عمداً في الخارج عن المواطن السوري من خلال تعاملنا وأفكارنا ومبادئنا.

المغترب دارا بشار، يعمل طبيباً، وهو مقيم في فرنسا، يقول: بالتأكيد، إنّ أيّ مغترب لن يرتاح إلا في بلده الأم، لكنّ ألم المغتربين لا يعود حين يعودون إلى حضن الوطن فقط، بل حين يعود السوريون إخوة ويداً واحدة.

فقدان الأمن والأمان..

أحمد السيد، مقيم في بريطانيا، يتغزّل ببلده فيقول: سورية أجمل أحرف كتبتها الأبجدية الإنسانية.. هي بلد الحب والتآخي والعيش المشترك.. سورية هي كالدم في شرايين كلّ سوري مهجّر أو مشرّد أو تائه في بلاد الله الواسعة.

ويضيف السيد: المغترب السوري فقد بغربته الكثير ممّا كان ينعم به في وطنه، والأصح لقد فقدنا كلّ شيء، أينما كنّا، نقيم حول العالم، وكيفما كانت حياتنا تسير، لا شيء يشبه أصغر تفصيل عشناه أو يمكن أن نعشيه في سورية، الهواء مختلف، والماء، والتعامل، ورائحة الخبز”، وطعمه، كل هذا فقدناه، ونتمى أن نعود بأسرع وقت إلى حضن الوطن لنلقى ما تعجز كلّ بلدان العالم عن تقديمه لنا، لكنّي، في الوقت الحالي، لا أفكر في العودة، ففقدان الأمن والأمان يعيق ذلك، أنا فقدت منزلي وأثاثه، ومن مثلي لن يفكر في العودة ليبدأ من الصفر، لكنّه بالتأكيد لا ينسف فكرة العودة من مخيّلته، فهذه من الثوابت..

همّ الغربة وتواصل الكتروني..

غزوان مجر، المغترب في روسيا، أهلنا الموجودون داخل البلد من مهمتنا أن نقدّم لهم كلّ مساعدة ممكنة، مع أسفنا لبعض المضلّلين داخل البلد، الذين يكيلون لنا الشتائم يمنةً ويسرةً، ويتهموننا بالتقصير، فيما نحن أبعد ما نكون عن التقصير أو الخيانة.. إننا يا إخوتنا في الوطن، نتحمّل هموماً فوق هم غربتنا وضغوطاً نفسية مع كلّ خبر نتلقاه عبر الإعلام والإنترنت.. عاشت سورية ويسقط كلّ خائن تاجر بأرواح السوريين.

لا يدركها إلا من فارقها

تقول ختام خضر، المقيمة في بلجيكا، سورية في قلوبنا، ولم ننسها لحظة، ولن ننساها، ونحن مظلومون من قبل الجميع عندما عشنا في سورية كانت سورية عادية بالنسبة لي، وعندما تغرّبت وعاشرت الناس هنا في المغترب، وتعاملت مع جنسيات كثيرة، أدركت أنّني كنت أعيش في أجمل دولة في العالم. صحيح يوجد فساد، لكنه موجود في كلّ الدول، صحيح يوجد القليل من الحريات السياسية، لكن التعايش بين الناس وقبول الشخص الآخر والحريات الدينية وممارسة الحياة الطبيعية، وأشياء لا يدركها إلا من ابتعد عن سورية، ونتمنى أن تنتهي الأزمة لنعود إليها، والرحمة لشهداء سورية جميعاً..

هنا دمشق.. سوريون من كلّ العالم 

يذكر أنّه، رداً على قطع الاتصالات الخارجية وشبكة الانترنت في سورية، الذي حدث بسبب استهداف المسلحين لشبكة الاتصالات المركزية، نظم مجموعة من المغتربين السوريين بجميع أطيافهم السياسية “مسيرة فيسبوكية” هدفها الوقوف مع سورية ضدّ الإرهاب، بمسمّى “هنا دمشق”، وتعود هذه التسمية إلى العام 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر، حيث قامت الطائرات الفرنسية والبريطانية بتوجيه ضربات جوية على الأهداف المصرية، كان نتيجتها تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية، وكانت الصدمة الكبرى التي صعقت الدول المعتدية التي أرادت إسكات صوت القاهرة حينما انطلقت إذاعة “دمشق” على الفور بالنداء “من دمشق.. هنا القاهرة”، وتأتي هذه المبادرة بعد مجموعة من العمليات الإرهابية التي استهدفت المنشآت والعتاد الإعلامي والإعلاميين في سورية، وحجب بث القنوات الفضائية السورية، وأخيراً استهداف قطاع الاتصالات.

سيريان تلغراف | ريم فرج – بلدنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock