مقالات وآراء

تجانس الفكر الانقلابي الدموي .. بقلم تحسين يحيى أبو عاصي

عندما تتحد الإرادات المتناقضة ولو نسبيا ، وعندما تنسجم وجهات النظر فيما بينها انسجاما عجيبا ، ويتخذ الجميع موقفا واحدا موحدا هو الأول من نوعه منذ مئات السنين ، ضد كل من هو إسلامي ، محاولين بذلك وعلى استحياء أن يحفظوا ما تبقى من ماء وجوههم فيقولون (( الإسلام السياسي )) وكأن الإسلام هو اسلامان , والقرآن هو قرآنان ، تعبيرا عن جهل كبير فاضح في فكرهم وتفكيرهم ، وانخفاض عميق في ثقافتهم ، فهم يعارضون اليوم وبشدة نشاط الإسلاميين في مصر وفلسطين وسوريا والصومال وليبيا وأفغانستان وباكستان وتونس … وصرنا نعيش صراعا دمويا عنيفا ، وتنظيرا حادا ، واقصاءً عنصريا بغيضا، بل اجتثاثا لا مثيل له من قبل في ميدان العمل السياسي لكل ما هو اسلامي  … بينما لا يتفوهون ببنت شفة فيما يتعلق بالصهيونية والامبريالية إلا عن بعد وعلى استحياء وفي أحيان نادرة .

SYRIA-CONFLICT-NUSRA

الصراح حاد وتناحري مركزي بين المدارس الليبرالية أو العلمانية أو سمها ما شئت … من جهة ، وبين مدارس الفكر الإسلامي من جهة أخرى ، علما بأنه لا زالت كل مؤشرات الفشل ظاهرة بوضوح لجميع مسميات القومية والبعثية والوطنية والناصرية والماركسية والاشتراكية وسمها ما شئت … فهم يحصدون فشلا يتلوه فشل منذ عشرات السنين ولا يتعلمون ، ويحاولون تزوير الوقائع والحقائق ، ولكنهم لن يزوروا التاريخ ..

المطلوب الآن تصالح الجميع على خلفية العمل الوطني المشترك على قاعدة الديمقراطية ، وإلا اقتلعنا عيوننا بأيدينا وحينئذ لا ينفع الندم …

سيريان تلغراف | تحسين يحيى أبو عاصي

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock