مقالات وآراء

السعودية و قطر هم السرطان الذي يسري في جسد الأمة العربية .. بقلم دنيز نجم

لقد أسس الكيان الصهيوني ثلاثة أورام خبيثة لتكون هي الأركان الرئيسية لحمايته و دعمه . و كانت أول دولة إسلامية تعترف بهذا الكيان الصهيوني هي دولة أتاتورك في تركيا . أما الورم الثاني فكانت الجامعة العربية بالظاهر و العبرية بالباطن . أما الورم الثالث و هو الأخبث قيام مملكة آل سعود بالدعم المباشر من الإمبراطورية البريطانية . و بسقوط هذه الأركان الثلاثة يسقط الكيان الصهيوني .

حكام السعودية و قطر في العلن يحاربون سورية و يريدون إسقاط نظام الأسد ، أما في الباطن ، و هي الحقيقة أنهم يحاربون ايران عن طريق سورية لكسرها و الاستفراد بها لاحقاً كونها أصبحت دولة قوية استراتيجياً و اقتصادياً و عسكرياً و طورت من أسلحتها و امتلكت السلاح النووي الذي هدد أمنهم و استقرارهم و أمن اسرائيل و استقرارها .. و باتحاد ايران مع سورية شكلت قوة في الشرق الأوسط يصعب اختراقها من العرب و الغرب .

السعودية و قطر هم السرطان الذي يسري في جسد الأمة العربية .. بقلم دنيز نجم

و ما زاد الطين بلة هو اتحاد هاتين الدولتين مع رجل هزم اسرائيل بهدوئه و ذكاءه و هو سماحة السيد حسن نصر الله ، فشكلوا باتحادهم هرم المعادلة الصعبة التي عجز الصهاينة عن اختراقها . و بدأ المخطط الصهيوأميركي منذ مقتل الحريري بالعمل على تدمير هذه الكتلة المقاومة .

و كانت خطتهم تسعى لتدمير كل قوة من هذا الهرم المقاوم على حدة فبدأوا بحزب الله و عملوا على تشويه صورته بأنه سيزج لبنان في حروب و يكبدها خسارات كبيرة ستكون عبئا كبيرا على الدولة و يجب نزع السلاح منه لأنه لا يحمي لبنان بقدر ما يهدد أمنها و استقرارها .

و بدأ السياسيون في لبنان يحكيون خيوطهم العنكبوتية لإدانة حزب الله خاصة بعد حرب 2006 . و حاولوا مراراً و تكراراً إدانة ايران كونها تملك السلاح النووي و لم يستطيعوا فروّجوا لفكرة الربيع العربي الذي بدأ جولته في الوطن العربي حتى وصل إلى سورية محور المقاومة و الممانعة .

و كان لا بد لهم من الاستعانة بملوك النفط قطر و السعودية لشن الحرب بالوكالة عنهم … فهم يضربون عصفورين بحجر واحد : أولاً : يستغلون سذاجة عقول هؤلاء الحكام في الوصول إلى أهدافهم بتدمير الوطن العربي ثانيا : استغلال أموالهم لشراء الأسلحة حتى يقتلوا بها أبناء جلدتهم و استغلال نفطهم بالوقت نفسه و لم يكلف الصهاينة هذا الأمر شيئاً على الاطلاق سوى بيع هؤلاء الحكام وعودا في الهواء حتى تنتهي مهمتهم و من ثم يرمون بهم في محرقتهم . و بما أن الرئيس الأسد له شعبية كبيرة ، فلم يجدوا سبيلا للخلاص منه إلا عن طريق تجييش الرأي العام ضده ليتم إسقاطه بالقوة .

و هذه الطريقة تحتاج إلى خطة ذكية جداً و هي استغلال الأشخاص المحيطين به و المقربين منه بالسلطة للاستفادة من معلوماتهم و استخدامهم كدليل لإقناع الرأي العام عبر قلب الحقائق و نشرها في قنوات الفتنة الممولة خليجياً كالجزيرة … بأنه رئيس ديكتاتوري و لا يصلح للحكم كي يتم إسقاطه و استبداله بدمية يسهل عليهم التحكم بها كما حصل في مصر… و بالتأكيد عروض الإغراء بالمال و الكرسي ستلعب دوراً كبيراً في شراء ذمم ضعاف النفوس و الخونة كالأخوين طلاس و خدام و الكثير من أبناء المسؤلين اللذين استفادوا من النظام و ملؤوا كروشهم و أصبحوا يحلمون بالكرسي … و طبعاً لا ننسى شريكهم المريض بانفصام الشخصية أردوغان .

و هنا بدأ مسلسل الانشقاقات و تسريب المعلومات للاستخبارات الأميركية و الموساد ، و بدأت حملة تسويق المناداة بالحرية و زرع عصابات الاخوان بالتدريج بين الجيش الحر ، لأن وجودهم هو مجرد جسر للوصول إلى أهداف أخرى . فالعالم العربي لا يؤمن بإحتلال العقل قبل إحتلال الأرض … إنه يعترف فقط بالغزو المسلح … و الخطة الصهيوأميركية اعتمدت على احتلال العقول الضعيفة بين المسلمين … و هي استغلال الثغرات بين السنة و الشيعة لاغراق الوطن العربي بمستنقع الطائفية .

و هنا جاء دور شيوخ الفتنة لنشر التعصب الديني و زرع الأفكار الشيطانية بين الشباب غير المثقف و الجاهل المتعصب دينياً … و إحدى هذه الفتاوي أنه عندما تقتل شبيحة الأسد ستدخل الجنة و ستجد حورية بانتظارك … و جهاد النكاح وغيره … و حللوا الحرام و حرموا الحلال . و بظهور الفيلم المسيء للرسول توسع النزاع الطائفي بين المسلمين على مستوى الوطن العربي بشكل ملحوظ .

إلى هنا كانت الخطة الصهيوأميركية تسير في طريقها الصحيح حتى بدأ الارهاب يرتد على الدول التي جعلت من حدودها مرتعاً للارهابيين و انتفضت الشعوب بالداخل لتنبذ الارهاب من أرضها كما حصل في تركيا و مصر و لبنان . و بعض الدول العربية انتفض شعبها ، و لكن الحكام حاولوا السيطرة على هذه الشعوب بقمع انتفاضتهم و منعوا تسريب الحقائق عبر الفضائيات و لكن لن تطول مدة القمع ، فالشعب هو صانع القرار ، و من هذه الدول هي المغرب  و السعودية و قطر .

و انتفاضة الشعوب العربية لم تكن في حسبان الصهاينة … فالربيع العربي بدأ يسلك الطريق المعاكس ليرتد على صناعه ، و المفاجئات التي تنتظرهم من حزب الله و الأسد و ايران هي دمار شامل على مستوى الشرق الأوسط و العالم إن حاولوا تكرار السيناريو الذي حصل في العراق و ليبيا .

فهزيمة سورية تعني تفتيت الوطن العربي و تدميره بالكامل … و سقوط الأسد هو سقوط سورية و الوطن العربي . و لو لم تكن أميركا على ثقة بأن أسود المقاومة الاسلامية لهم بالمرصاد لما انتظروا عامين و أكثر من أجل إيجاد الحل السياسي للأزمة بل لكانوا اتخذوا القرار منذ زمن بهذا الشأن … و عدم تدخلهم العسكري حتى الآن هو أكبر دليل على إنهزامهم و انتهاء جميع سيناريوهاتهم .

و بعد هذه المماطلة سنرى التوافق من جميع الأطراف على بقاء الأسد في السلطة حتى لا تطالهم نيران فتيل الحرب التي أشعولها في سورية لأن العالم أدرك من صمود الشعب السوري و من قوة الجيش العقائدي في الدفاع و الهجوم و من ثبات مواقف الأسد أن سورية انتصرت على مؤامرتهم و الرئيس الأسد قرأ الواقع السوري بجدارة و راهن على عامل الوقت و الانسان و انتهج خط الممانعة و المقاومة في التشبث بمواقفه البطولية …  فالرئيس الأسد هو حجر عثرة في طريق أمريكا وإسرائيل قلّ أن يوجد أمثاله بين الحكام العرب … و معه سورية ذاهبة إلى النصر و ملوك النفط إلى مزابل التاريخ .

 سيريان تلغراف | دنيز نجم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock