البريطاني ريتشاردز يكشف عن خطط لتدخل القوات الخاصة البريطانية في سوريا وزميله الأميركي ديمبسي يؤكد أن اليد العليا في ساحة المعركة أصبحت للجيش السوري
قالت صحيفة “ها آرتس” الصهيونية إن رئيس الأركان الأميركي ، مارتن ديمبسي ، أبلغ الكونغرس خلال شهادة له في جلسة مغلقة بأن إدارة الرئيس أوباما “تتداول في إمكانية استخدام القوة العسكرية في سوريا” .
وبحسب الصحيفة ، فإن ديمبسي ، وفي معرض حديثه عما أسماه “الضربات المتحركة / الحركية” ، أكد أن الأمر “هو قيد التداول داخل وكالات حكومتنا” ، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل أخرى ، رغم أن أعضاء لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ ضغطت عليه لمزيد من الوضوح بشأن استراتيجية واشنطن لإنهاء الحرب و إزالة الأسد من السلطة .
وقالت الصحيفة إن هناك لجنة تدرس ترشيح ديمبسي لولاية ثانية ، وتمديد ولاية نائبه الأدميرال جيمس وينفيلد لولاية أخرى أيضا . ونقلت عن هذا الأخير قوله “هناك مجموعة كاملة من الخيارات (…) بما في ذلك التخطيط لعملية عسكرية في سوريا ، ونحن مستعدون للتحرك إذا ما طلب منا ذلك” .
لكن ديمبسي ، من ناحي أخرى ، اعترف في جواب على سؤال من السيناتور “ليندسي غراهام” بأن “لقوات الأسد اليد الطولى في سوريا (..) وفي الوقت الراهن يبدو أن المد قد تحول لصالحها” .
على صعيد متصل ، ولكن من الضفة الأخرى للأطلسي ، قال رئيس أركان الجيش البريطاني السير ديفيد ريتشاردز ، التي تنتهي ولايته ويذهب إلى التقاعد اليوم ، إن بلاده “تستعد لخوض حرب جديدة في سوريا لمنع وقوع المخزونات الهائلة من الأسلحة الكيميائية في أيدي تنظيم القاعدة” .
وقال ريتشاردز في مقابلة مع صحيفة “ذي صن” نشرت أمس ، ووصفتها الصحيفة بأنها “قنبلة أصر على تفجيرها قبل تقاعده” ، إن “التخطيط لعملية عسكرية كبرى في سوريا من قبل القوات الخاصة البريطانية جار على قدم وساق في البلد الذي مزقته الحرب” . وأضاف القول” إن خطر الإرهاب أصبح أكثر هيمنة في رؤيتنا الاستراتيجية لما يمكن القيام به في سوريا”، مشيرا إلى الأمرأن ” مسألة كبيرة جدا ، وإذا رأينا الأسلحة الكيميائية تتكاثر بسرعة نتيجة ما يحدث في سوريا سيكون علينا التصرف (…) ولدينا خطط طوارىء لكل شيء” .
وقال ريتشاردز “إن الطاغية بشار الأسد بنى ترسانة ضخمة من قذائف وصواريخ وقنابل مشحونة بالسارين والطابون وغاز VX وغاز الخردل” ، مشيرا إلى أن هذه الترسانة التي يصل حجمها إلى آلاف الأطنان مخزنة في خمسة مواقع على الأقل في سوريا ، وبعضها جرى استخدامه ضد المتمردين خلال العامين الماضيين من الحرب الأهلية” ، حسب مزاعمه .
وتابع الجنرال القول في مقابلته ، التي لم تتردد الصحيفة نفسها في وصفها بـ”الاستفزازية” ، إن ” سوريا وجهادييها يمثلان الآن أكبر تهديد لبريطانيا” ، مضيفا القول “إن المفارقة تكمن في أن النظام (السوري) من المرجح أن يبقي تلك الأسلحة الفظيعة تحت السيطرة أكثر من احتمال (وقوعها) في أيدي المجموعات المعارضة من الجهاديين المتطرفين” .
وقال ريتشاردز إن أي عمل عسكري في سوريا “سيكون علينا القيام به كجزء من جهد أوسع ، لأن حجم التحدي سيكون كبيرا جدا بالنسبة لبلد واحد” .
إلا أن رئيس الأركان الذي أصبحت إحدى قدميه خارج مكتبه ، اعترف بأن عملا عسكريا من هذا النوع “ستكون له تداعيات استراتيجية هائلة تتجاوز ما قد يبدو في الواقع مجرد جهد تكتيكي” !
سيريان تلغراف