هآرتس : أربعة أسباب تجعل من إسرائيل الخاسر الأول بسقوط نظام مرسي والأخوان
مرسي والأخوان المسلمون حققوا لإسرائيل ما لم يحققه نظام مبارك نفسه ، فقد وقفوا ضد إيران والشيعة ، وهدموا أنفاق تهريب السلاح وسمحوا لإسرائيل بتدمير”حماس” عسكريا !؟
قالت صحيفة “هآرتس” الصهيونية إن إسرائيل ستكون الخاسر الأول في حال سقوط الرئيس محمد مرسي ونظامه الأخواني . وأشارت إلى أن ما يجري في مصر يقلق الحكومة الإسرائيلية ، رغم أن رئيس الحكومة أمر الوزراء بالتزام الصمت وعدم الخروج بتعليقات إعلامية حول ذلك .
وقالت الصحيفة “بالطبع محمد مرسي ليس صهيونيا ، وباستثناء الرسالة التي أرسلها لشمعون بيريز (الذي وصفه فيها بأنه صديقه العزيز) ، فإنه لم يتلفظ باسم إسرائيل ، فإن العلاقات الإسرائيلية ـ المصرية لم تتضرر في عهده ، بل العكس تماما” هو ما حصل .
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أربعة أسباب تجعل من إسرائيل تخسر بسقوطه وسقوط النظام الأخواني :
أولا ـ فعل الأخوان المسلمون تحت قيادة مرسي إزاء اتفاقية كامب ديفيد ما لم يكن أحد يتصوره. لقد تحدث قادة الأخوان كثيرا عن تعديل المعاهدة، لكنهم استمروا بالتمسك بها كما فعل نظام حسني مبارك. ونقلت الصحيفة عن مصادر وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها “إن التعاون مع النظام المصري استمر بعد سقوط نظام مبارك وبعد أن أمسك الأخوان المسلمون بالسلطة ، بل وإنه تحسن أكثر في ظل الأخوان المسلمين”. وأوضحت مصادر وزارة الدفاع بالقول”قد لا تكون هناك لقاءات بين وزراء في الحكومة المصرية مع مسؤولين إسرائيليين، لكن الاتصالات مع إسرائيل استمرت على مستوى القنوات الأمنية ، وهي الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل”.
ثانيا ـ كانت إسرائيل تخشى من أن وجود الأخوان المسلمين في السلطة، وهم الذين يحملون أيديولوجية حماس نفسها، من شأنه أن يعزز من مكانة “حماس” ويشجعها على إطلاق الصواريخ على إسرائيل. لكن ما حصل في عهد مرسي والأخوان المسلمين هو العكس. فقد امتنعت إدارة نظام محمد مرسي عن منع إسرائيل من شن عملية “عمود السماء” على قطاع غزة العام الماضي ، ومن تعريض البنية التحتية لحركة “حماس” وقيادتها العسكرية لأضرار جسيمة. وكانت وساطة مرسي بين الإسرائيليين و”حماس” لوقف إطلاق النار السريع ، وبالتالي تأمين فترة من الهدوء على حدود غزة مع إسرائيل لا سابق لها. وهو أمر لم يحصل حتى في عهد مبارك نفسه.
ثالثا ـ في ظل نظام مبارك، فشل الجيش المصري في التصرف بشكل حاسم لوقف عمليات تهريب السلاح عبر صحراء سيناء، بينما نجح الجيش المصري وأجهزته الأمنية في ذلك في ظل الأخوان المسلمين. ورغم أن الفوضى سادت في سيناء ، فقد أرسل مرسي الجيش المصري إلى هناك وقام بعمليات قوية ومركزة ضد الإسلاميين . والأهم بالنسبة لإسرائيل هو أن مرسي والأخوان هدموا أعدادا كبيرة من أنفاق تهريب السلاح أكبر مما هدم في ظل مبارك. وكان التحالف بين الأخوان المسلمين و”حماس” أكثر تصميما على محاربة الإسلاميين الآخرين في سيناء وغزة وعلى منع تهريب السلاح.
رابعا ـ كانت إسرائيل تخشى تقاربا بين مصر ـ الأخوانية وإيران، لكن العكس هو ما جرى ، فقد اتسعت الاخلافات بين مصر الأخوانية من جهة وإيران وحزب الله الشيعيين في ظل مرسي كما لم تكن من قبل . وأي تعاون بين البلدين في ظل الأخوان يبدو أمرا مستبعدا، وهو ما يريح إسرائيل. وكان أمرا جيدا لإسرائيل أن الأخوان المسلمين في مصر وقفوا غريزيا ضد نظام بشار الأسد إلى جانب”الثوار السنة”. وأكدت الصحيفة على أن موقع مصر في الخندق المناهض لإيران سيبقى راسخا طالما بقي مرسي والأخوان في السلطة !
تبقى الإشارة إلى أن مقال “ها آرتس” صدر على موقعها قبل حوالي ساعة فقط من قرار الجيش المصري عزل الرئيس مرسي !
سيريان تلغراف