بلدنا : “الحميم”.. أكبر أسرار حمد بن خليفة .. استهداف المناطق”المؤيدة”
“الحميم “ هو الاسم الاصطلاحي الذي يروّجه عناصر النصرة في سورية لعملياتهم القادمة في المناطق التي يقولون إنها “مؤيدة” للحكومة السورية، حيث ارتفع عدد شهداء تفجير حي المزة 86 إلى 6 أشخاص، بينهم 3 أطفال، في وقت تبنى فيه ما يسمى “لواء توحيد العاصمة” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” تفجير السيارة المفخخة في منطقة المدارس في منطقة المزة 86 ظهر أمس الأول. وقالت في بيان لها، إنها تقوم باستهداف الأحياء الموالية للحكومة، وأطلقت على العملية اسم “الحميم”، متوعدة بالقيام بعمليات أخرى دون أن تحدد المكان أو الزمان..
أسرار حمد بن خليفة آل ثاني رئيس وزراء قطر وزير الخارجية، التي تحدث عنها في اجتماعه مع “الأصدقاء” في الدوحة، واعتقد أنه يخفيها جيداً في جعبته، قراراته بتسليح المعارضة لأغراض “التوازن العسكري”، لم تكن في حقيقتها، أكثر من سلسلة عمليات انتحارية يجري التحضير لتنفيذها في دمشق تحديداً، وعدد من المحافظات الأخرى، عبر عناصر النصرة، وكانوا قد بدأوها في حي 86 ، ومن يستقرئ الواقع السوري، يدرك أن هذه الأعمال الانتحارية لن تنتهي إلا بانتهاء معركة حلب، وإعلان الجيش سيطرته على المدينة والريف والشريط الحدودي، ذلك أن الإرهابيين من النصرة اعتادوا على ترجمة إفلاسهم في أي من المعارك الكبيرة، كما حدث قبل سقوط القصير، وطوال مدة محاصرتها من قبل الجيش السوري، اللجوء إلى تفجيرات إرهابية انتحارية، ستكون هذه المرة مكثفة وعلى امتداد الأرض السورية، للتعويض عن خسائر فادحة في المناطق التي يدخلها الجيش العربي السوري، ويقوم فيها بعمليات نوعية. ورغم أن الإرهابيين ممثلين بما يسمى “لواء توحيد العاصمة” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” أرادوا التغطية على مقررات أصدقاء سورية السرية، بالتلويح بانتقام طائفي من كل المناطق المؤيدة للحكومة السورية والتي يأتون على ذرها في إعلامهم بـ “مناطق تجمع الشبيحة” إلا أن الصورة بدت على حقيقتها، وأسرار حمد بن خليفة التي تقاسمها مع فابيوس وكيري بدأت تتكشف شيئاً فشيئاً..
المجندون لأغراض التفجيرات الانتحارية دخلوا دمشق واستلموا تسليحهم وتمويلهم لهذا الغرض، قبل أن يعقد “الأصدقاء” اجتماعهم، ويخرجوا بمقررات علنية في التسليح وأخرى سرية، لم تعد كذلك على أية حال، مع تبني لواءي النصرة لتفجير حي 86 والتوعد بالمزيد..
المحلل السياسي محمد نصور، من أصحاب وجهة النظر هذه التي تربط بين اجتماع الدوحة وبدء العمليات الانتحارية في دمشق وعدد من المناطق الأخرى، كما يربطها بنجاحات الجيش الميدانية التي يحرزها في حلب، والتي بإعلان السيطرة عليها من قبل الجيش العربي السوري أي حلب، ستنتهي الأزمة السورية، وسينتهي معها عمر تلك الأنظمة المتآمرة على سورية، وهذا ما يفسر اندفاعهم الأعمى بكل الوسائل إلى نصرة المسلحين والإبقاء ما أمكن على موطئ قدم لهم في دمشق. وقال نصور: لقد بات من يسمون أنفسهم “الأصدقاء” على قناعة تامة بأن معركة حلب هي المعركة الأخيرة في الميدان السوري الذي زجوا فيه على مدار سنتين وأكثر كل أنواع الأسلحة والمقاتلين الإرهابيين، لذا لن يتوانوا عن ارتكاب كل ما من شأنه “حفظ توازنهم” عبر العلميات الانتحارية، سواء عبر السيارات المفخخة أم العبوات الناسفة وكذلك قذائف الهاون في المناطق التي لن يستطيعوا تفخيخها أو وصول الانتحاريين إليها.
وقال نصور أرد على كل من تحدث عن خروقات في الجهاز الأمني بدليل وقوع تفجير 86 إن حواجز الجيش العربي السوري تقوم بدورها، وهي لا تستطيع أن تتوزع على مساحة كل متر مربع، لذا نعوّل هنا على دور المواطنين في كشف هذه العمليات الانتحارية التي ستنطلق على الأغلب من داخل المناطق السكنية، هرباً من المرور عبر حواجز الجيش ونحن نعلم أن لدى الإرهابيين مواد كيميائية ومعدات وذخيرة تمكنهم من تصنيع المتفجرات يدوياً داخل البيوت السكنية، أي تجنيب مرورها على أي حاجز أمني، وهنا يأتي دور المواطن في التبليغ عن كل حركة مشبوهة في حيه السكني، والتعاون في هذا الإطار مع الجهات الأمنية، التي أعود وأؤكد أنها لن تستطيع أن تتوزع أمام كل منزل سكني.. إذاً هو دور متكامل مع الجهات المختصة يقول نصور، ويضيف بينما تقوم وحدات الجيش العربي السوري بعمليات نوعية في المناطق التي يوجد فيها المسلحون يكون المواطنون على يقظة تامة بكل ما يجري حولهم ومستعدون للتبيلغ فوراً لإيقاف هؤلاء الانتحاريين قبل تنفيذ مخططاتهم الإرهابية.
ولم يستبعد نصور أي منطقة من مخططات هؤلاء، انطلاقاً مما قاله حمد بن خليفة طبعاً “أسرار لا يمكن الكشف عنها” هذه الأسرار في رأي نصور المحلل السياسي ليست أكثر من عمليات انتحارية ستمتد على كامل الأراضي السورية الآمنة لاستهداف جميع المواطنين السوريين دون استثناء، وربما لن تتوقف قبل إعلان حلب آمنة من قبل الجيش العربي السوري وهذا بات قريباً وحتمياً، في رأيه. وختم نصور: انتهى مؤتمر قطر ليبدأ التصعيد والعمليات الانتحارية، ولا فرق لدى الانتحاريين بين جامع أو كنيسة؛ كله مستهدف على كل مساحة سورية.
يذكر أن التفجير الذي وقع في حي المزة 86 تزامن مع تفجيرين آخرين خلال محاولة 6 انتحاريين اقتحام مجمعين أمنيين في دمشق أسفرا عن 5 شهداء و9 جرحى من المدنيين والعسكريين، الأول داخل مبنى قسم شرطة ركن الدين والآخر في باب مصلى أمام فرع الأمن الجنائي، حيث أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها أن ثلاثة انتحاريين أقدموا على تفجير أنفسهم أثناء محاولتهم الساعة 8.45 دخول مبنى قسم شرطة ركن الدين في دمشق، حيث اشتبكت معهم عناصر القسم وتصدت لهم. وفي الساعة 9.30 أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على محاولة الدخول إلى فرع الأمن الجنائي في دمشق لتفجير أنفسهم، حيث تصدى لهم عناصر الفرع واشتبكوا معهم، وتمكنوا من قتلهم وتفجير الأحزمة الناسفة التي يحملونها قبل وصولهم إلى مبنى فرع الأمن الجنائي. وأضافت الوزارة أن الحصيلة الأولية لهذه التفجيرات الانتحارية الإرهابية هي 5 شهداء و9 جرحى، كما أدت إلى أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة والمباني الرسمية والمنازل السكنية والآليات الموجودة في المكان.
سيريان تلغراف