وجهت سورية الى الأمم المتحدة شكوى ضد رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” يوسف القرضاوي والداعية السعودي محمد العريفي وغيرهما من الشيوخ والعلماء، متهمة اياهم باطلاق فتاوٍ تحرض على الارهاب والاقتتال الطائفي والمذهبي.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في رسائلها الثلاث التي ارسلتها يوم الخميس 20 يونيو/حزيران الى رئيس مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، ولجنة مجلس الأمن المنشأة عملا بالقرار 1373 لعام 2001، قالت انه “منذ بداية الأزمة في سورية وعلى مدار عامين ونيف دأب يوسف القرضاوي رئيس ما يسمى بـ “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” بشكل دائم ومستمر ومعه ثلة ممن يسمون علماء ومشايخ مسلمين، أمثال عبد العزيز عبد الله ال الشيخ، ومحمد العريفي، سعوديان، وصفوت حجازي ومحمد حسان، مصريان، وشافي سلطان العجمي، كويتي، وغيرهم بإطلاق فتاوى وأحكام وبيانات تكفيرية تحرض على الإرهاب وتدعم من يقومون به بشكل يخالف المبادئ والقيم الدينية والإنسانية، وكذلك مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وتخدم بشكل مباشر تنظيم القاعدة والحركات التكفيرية المرتبطة به، التي تعمل على الأرض السورية.
وهذه الفتاوى سياسية بغطاء ديني تأتي في إطار حملة تحريضية عدوانية تقف وراءها قطر والسعودية وتركيا وبعض الدول الغربية”.
وأضافت الوزارة في رسائلها انه “في خطبة الجمعة بتاريخ 31 مايو/ايار 2013، وكما في كل خطبة جمعة، ومن منبره في الدوحة، وصف القرضاوي أحد المذاهب في سورية بأنه أكفر من اليهود والنصارى، وبتحريضه هذا يكون القرضاوي قد حكم على ثلاثة مذاهب وأديان، هي النصيرية (العلوية) واليهود والنصارى المنتشرة في كل دول العالم، بالقتل استنادا لطبيعة الدعوة التحريضية ومضمونها، وبخاصة لدى التنظيمات الإرهابية المتشددة كتنظيم القاعدة”.
ومضت الوزارة قائلة ” واعتبر القرضاوي خلال مؤتمر عقده مع علماء آخرين في القاهرة في 12 و13 يونيو/حزيران الجاري أن اتباع أحد المذاهب الإسلامية الواسعة “مشركون بالله” وهم يقاتلون أهل السنة، ودعا بشكل صريح وواضح الى الانتفاض عليهم ومقاتلتهم موجها نداء لعموم المسلمين في الأرض بأن يحموا إخوانهم، وهنا ينتقل القرضاوي الى التكفير والتحريض على القتل واعطائه طابعا شرعيا.
ولم يتأخر محمد العريفي رئيس ما يسمى “الاتحاد العالمي للدعاة” عن الدعوة الى تسليح وتجهيز من سماهم “المجاهدين” الإرهابيين للقتال في سورية.
وكان قد سبقه بأيام اعتراف صريح وعلني عبر الفضائيات لأحد شيوخ السلفية التكفيرية في الكويت المدعو شافي العجمي، وهو مدرس في كلية الشريعة في جامعة الكويت، بارتكاب مجزرة مروعة بحق العشرات من المواطنين الأبرياء في قرية حطلة السورية بريف محافظة دير الزور على يد مجموعة إرهابية تابعة لـ “جبهة النصرة” بتحريض وتمويل منه، حيث قال: “اليوم أخذنا قرية الحطلة ونحرنا السيد حسين بالسكاكين ومعه ولده، ولنا موعد آخر مع مدينتي نبل والزهراء في حلب”.
وتعني هذه الدعوة تجنيد عناصر إرهابية مسلحة بشكل مباشر وصريح من كل أنحاء العالم وإدخالهم إلى سورية ودعمها بكل الوسائل على خلفية تكفيرية سلفية وهابية لاستكمال النهج الدموي الذي عملت عليه العديد من الدول الإقليمية والغربية وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية”.
كما انتقدت الوزارة السورية الحكومة المصرية بشدة، معتبرة ان “سماحها لشيوخ الفتنة بإطلاق هذه التصريحات التحريضية على الإرهاب والقتل من على منابرها هو دليل أكيد على أن الحكومة المصرية شريكة بهذه الجرائم الإرهابية وبسفك الدم السوري أيضا”.
واوضحت الوزارة بهذا الصدد أن “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” تأسس في يوليو/تموز من عام 2004 في دبلن بايرلندا، وتم نقل مقره الى قطر في مايو/أيار من عام 2012 ، وتحول هذا الاتحاد بفضل بعض الشيوخ الى مصدر رئيسي للتحريض على الإرهاب والفتنة والتعصب، إضافة الى تجنيد وتمويل الإرهابيين ودعمهم بكل الوسائل وتسليحهم بشكل واضح وعلني، بما في ذلك تنظيم القاعدة”.
سيريان تلغراف