مبعوث للقرضاوي و”علماء المسلمين” في البيت الأبيض للمطالبة بالتدخل العسكري الامريكي في سورية
عبد الله بن بيه في رسالة من القرضاوي للرئيس الأمريكي : المسلمون يقدرون دفاع واشنطن عن حرية الشعوب ، ويطالبون بالتدخل العسكري”لحماية أهل السنة”في سوريا !؟
كشف النقاب منذ يومين في واشنطن عن أن العلامة الإسلامي الأخواني الموريتاني ، عبد الله بن بيّه ، نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين يوسف القرضاوي ، زار واشطن خلال الفترة من 25 أيار / مايو إلى 10 من الشهر الجاري بتكليف من القرضاوي و “اتحاد علماء المسلمين” ، الذي يمثل الأخوان المسلمين وتيارهم في “العالم الإسلامي” ، لطلب التدخل العسكري الأميركي في سوريا على غرار ليبيا .
وقالت وسائل إعلام أميركية إن “بن بيه” عقد اجتماعا مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين على رأسهم كبيرة مساعدي الرئيس الأميركي ، كايل سميث ، وممثلون عن سبع مؤسسات و وكالات حكومية رسمية بينهم مستشار الأمن القومي “توم دونيلون” ، وممثل عن “وكالة المخابرات المركزية” وآخر عن “وكالة الأمن الوطني” ، ومدير العلاقات العامة في البيت الأبيض “جيرمن ويت”Jermaine Whyte ، فضلا عن المبعوث الأميركي الخاص لدى منظمة المؤتمر الإسلامي المحامي “رشاد حسين” .
وكشف رشاد حسين في اتصال مع “الحقيقة” في واشنطن أن الشيخ عبد الله بن بيه ، الذي زار واشنطن تحت ستار “إجراء فحوص طبية” ، حمل رسالة من رئيس اتحاد علماء المسلمين ، وعدد من قادة الحركات الإسلامية في العالم العربي ، إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما طالبوه فيها بـ”بالتدخل العسكري الأميركي العاجل في سوريا لوقف المذبحة التي يتعرض لها أهل السنة من قبل النظام النصيري وحلفائه الشيعة الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين” .
وعلمت “الحقيقة” من مصادر أخرى أن من بين الموقعين على الرسالة كلا من الشيخ محمد علي الصابوني ، رئيس “رابطة العلماء السوريين” ، والشيخ هيثم رحمة ، الأمين العام للرابطة في أوربا ، والشيخ خالد الهنداوي أحد أعضاء مجلس الرابطة وأحد قادة “الطليعة الإسلامية المقاتلة” في مدينة حماة السورية خلال الثمانينيات ، والمراقب العام للأخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة ، والمراقب العام للأخوان المسلمين في الأردن ، الشيخ همام سعيد . علما بأن السوريين الأربعة المذكورين (صابوني ورحمة وهنداوي وشقفة) هم أعضاء في “المجلس الوطني السوري” عن جماعة الأخوان المسلمين .
وقال حسين إن الرسالة التي حملها “بن بيه” تضمت إشادة بالدور الأميركي في “دعم الثوار الليبيين والثورة التونسية” فضلا عن الإشادة بموقف الرئيس أوباما من مسلمي ميانمار (بورما) ، لكن محورها تركز حول “طلب تدخل أميركي عسكري عاجل في سوريا ، أو في الحد الأدنى تسليح المجاهدين من أجل الحرية في سوريا بالأسلحة النوعية التي تمكنهم من التغلب على جيش بشار الأسد ، عميل إيران في سوريا ، ومنعه من إكمال مذبحته ضد أهل السنة الذين يشكلون أكثر من ثلاثة أرباع سكان سوريا” .
وقالت الرسالة “إن ترك السنة لمصيرهم يتناقض مع مبادىء الحرية الأميركية في الديمقراطية وجوهرها الأساسي في أن الحكم يجب أن يكون للأغلبية” .
ولفتت الرسالة إلى أن المسلمين “ليسوا ضد اليهود أهل الكتاب ، ولا يريدون تدمير دولة إسرائيل ، بل العدالة للفلسطينيين في إقامة دولتهم على أرضهم المحتلة العام 1967 ، وليس عندهم شعارات لإبادة إسرائيل واليهود ، ولا ينكرون المحرقة على غرار الشيعة والرئيس الإيراني أحمدي نجاد وزعيم حزب الله في لبنان حسن نصر الله الذي بات يشكل خطرا على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بسبب الدور الإيراني الذي ينفذه في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين” .
وخلال لقائه مع المسؤولين الأميركيين المذكورين ، و بحسب ما كشفه المحامي رشاد حسين لـ”الحقيقة” ، خاطب الشيخ “بين بيه” الأميركيين الحاضرين بالقول “إن هناك نوعين من العدل ، واحدا يتساوى فيه الجميع ولا يظلم أحدا ، ولا تظلم فيه دولة ما دولة أخرى ، وعدلا خاصا بالأقوياء ، وهو المساعدة على رفع الظلم عن المستضعفين ، وهو الذي تقوم به الولايات المتحدة في العالم . ومن هذا العدل الأخير أنطلق لأقول إن على الولايات المتحدة أن تكمل رسالتها في العدل الخاص بأن تتدخل لحماية المسلمين السنة الذين يشكلون أكثرية الشعب السوري ، والمسلمين الفلسطينيين ومسلمي ميانمار” .
وقد عبرت كبيرة مساعدي الرئيس الأميركي ، كايل سميث ، عن سرورها بهذا اللقاء والاستماع “إلى الشيخ الجليل ممثل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، الذي يمثل أغلبية المسلمين في العالم ، والذي نتعلم منه باستمرار ، لاسيما في هذه المرحلة حيث ينخرط المسلمون بقوة في صناعة الديمقراطية والربيع العربي” !
وكشف المحامي حسين عن أن المشاركين الأميركيين في اللقاء طالبوا “اتحاد علماء المسلمين” ، وباعتباره “يمثل أغلبية المسلمين في العالم” ، أن يصدر قرارا واضحا بما تضمنته الرسالة التي حملها الشيخ “بن بيه” من أجل “أن يكون لها صدى إعلامي و أهمية شرعية في العالمين العربي والإسلامي” .
ويبدو أن هذا ما حصل بعد ثلاثة أيام فعلا حين دعا “اتحاد علماء المسلمين” وممثلون عن الحركة السلفية خلال مؤتمر استثنائي لهم في القاهرة بتاريخ 13 من الشهر الجاري إلى “الجهاد ضد النظام النصيري والشيعة والروس والصينيين في سوريا” ، على اعتبار أن هؤلاء “يشنون حربا على الإسلام والمسلمين” ، وإلى إرسال “المجاهدين إلى سوريا” .
وهو ما فعله الإسلاميون والحكومات العربية تماما حين طلبوا من واشنطن وحلفائها خلال الثمانينيات التدخل في أفغانستان ، وحين انخرطوا مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية والسعودية والفرنسية والمصرية والأردنية في أكبر حملة تجييش للمتطوعين الإسلاميين في التاريخ الحديث لقتال “النظام الشيوعي الكافر في أفغانستان” !
سيريان تلغراف