التايم : واشنطن وتل أبيب تعدان العدة لمهاجمة 18 موقعا عسكريا سوريا
كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية أن أكثر من ثلاثمئة من مشاة البحرية الأميركية ، المارينز ، توجهوا إلى شمال الأردن ، قريبا من الحدود السورية ، للإشراف مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية على تزويد عصابات “الجيش الحر” (من عملاء واشنطن وإسرائيل) بالسلاح تنفيذا لقرار البيت الأبيض . وقالت الصحيفة إن نشر هذه القوات “جاء تحت ستار غطاء التدريبات العسكرية التي جرت هذا الأسبوع” .
ووفقا للصحيفة ، فإن وزارة الدفاع الأميركية تعمل حاليا على إعداد قائمة بالأسلحة التي قد تساعد المقاتلين ، مرجحة أن يجري التركيز على القاذفات المحمولة المضادة للدبابات والذخيرة ونظم القيادة والتحكم . وأكد مسؤول أردني للصحيفة أن بلاده طلبت من واشنطن ابقاء مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في المملكة بعد انتهاء مناورات “الاسد المتأهب” التي ستختتم في اواخر حزيران/يونيو الجاري .
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية عن وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني قوله ان “الاردن طلب من الجانب الاميركي الابقاء على بعض الاسلحة التي تشارك في المناوارت” . وأضاف أنه “تم الاتفاق مع الولايات المتحدة الاميركية على الابقاء على بعض الاسلحة في الاردن والتي تشمل صواريخ الباتريوت وطائرات اف 16” ، معتبرا أن “ذلك يأتي فى اطار الجهود المستمرة لتطوير القدرات العسكرية والدفاعية للقوات المسلحة الاردنية” ، بحسب المسؤول الاردني .
على صعيد متصل ، قالت مجلة “التايم” الأميركية إن اتهام واشنطن النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد المسلحين جرى بالتعاون والتنسيق الكامل مع إسرائيل .
ونقل مراسل المجلة في تل أبيب ، آرون كلاين ، عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور قوله ـ وهو يفتعل ابتسامة عريضة ـ إن الجزء السهل من المعادلة أصبح أمام إسرائيل ، أما بالنسبة للجزء الصعب : “ما الذي ينبغي فعله الان ؟ ليس لأسرائيل ان تحدد ذلك ، لأن المشاركة الدولية في هذا لا ينبغي أن تشمل إسرائيل (…) إسرائيل تتابع التطورات هناك عن كثب ، نحن قلقون بسبب النشاطات التي تجري على حدودنا ولكننا لا نطمح إلى المشاركة في أي عمل حول ما يحدث في سوريا” .
وقال مراسل المجلة إن إسرائيل “وبطبيعة الحال ، منخرطة عن قرب (في هذه القضية) بطرق أكثر مما يتم الاعتراف به علنا” . ونقل عن مسؤولي استخبارات إسرائيليين قولهم “لدينا أوراقنا على الطاولة مع الأمريكان منذ فترة طويلة” ، مشيرا إلى أن إسرائيل “تحاول إجبار أوباما على التدخل” في الملف السوري .
أما على مستوى العمليات ، تتابع المجلة نقلا عن مصادرها ، فإن التعاون بين واشنطن وتل أبيب “وثيق بشكل استثنائي ، وتزداد (الدولتان) قربا مع التصعيد الأميركي العلني باتجه التدخل العسكري في سوريا” . وقد اعترف أحد المسؤولين الإسرائيليين للمجلة بذلك ، مشيرا إلى أن “هناك أشياء تجري وراء الكواليس” .
وعلى صعيد نقل قوات أميركية إلى شمال الأردن ، قريبا من الحدود السورية ، واحتفاظ واشنطن بطائرات “إف 16” على الأراضي الأردنية ، قال مسؤول إسرائيلي للمجلة “إن الغاية من وجود هذه القوة الضاربة واضح (..) وهي رسالة واضحة لإيران وما تقوم به من تسليح لسوريا وحزب الله عن طريق الجو” . وهو ما يوحي بأن الطائرات الأميركية يمكن أن تقوم باستهداف الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا !!
وربطت مصادر المجلة بين هذه التطورات والتنسيق الإسرائيلي ـ التركي ، مشيرة إلى زيارة رئيس جهاز “الموساد” ، تامير باردو ، إلى تركيا واجتماعه السري مع رئيس المخابرات التركية حقان فيدان في العاشر من الشهر الجاري . وهي الزيارة التي كانت كشفت عنها صحيفة “حرييت” التركية منذ يومين . وبحسب المجلة ، فإن إسرائيل تشعر الآن بالاسترخاء بعد أن قررت الإدارة الأميركية تسليح المتمردين السوريين .
وقالت المجلة إن ما يجري وراء الكواليس الآن هو تنسيق بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين حول كيفية استهداف وتدمير الترسانة السورية من الأسلحة غير التقليدية ، حيث يجري بحث سيناريوهات مختلفة ، ولم يبق إلا تحديد الوقت للقيام بالأمر . وأشارت المجلة إن من ضمن السيناريوهات المطروحة هو التخلص من الرئيس بشار الأسد بطريقة ما ، ثم شن عمليات جوية على 18 مستودعا تخزن فيها تلك الأسلحة ، فضلا عن مواقع أخرى .
ونقلت المجلة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم بهذا الخصوص “لم يجر الاتفاق حتى الآن بشأن ما إذا كان تدمير هذه المواقع سيتم من قبل الولايات المتحدة وحدها أم بالاشتراك مع إسرائيل” ؟
سيريان تلغراف | الحقيقة