واشنطن بوست : وكالة المخابرات المركزية ستبدأ تزويد المتمردين السوريين بالسلاح قريبا
اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة يرحب بقرار البيت الأبيض تزويد المتمردين بالسلاح ، لكنه يعتبره غير كاف ، ويشدد على وجوب إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا ..
وكان البيت الأبيض قرر تقديم الأسلحة “الفتاكة” للمعارضة السورية بعد مناشدة المسلحين السوريين له على أثر طردهم من مدينة “القصير” السورية الاستراتيجية .
وزعم البيت الأبيض أن القرار اتخذ بعد “ثبوت استخدام أسلحة كيميائية من قبل نظام الأسد ضد المتمردين على نطاق ضيق أدى إلى مقتل مئة إلى مئة وخمسين منهم” ، دون أن يحدد مكان وزمان حصول ذلك . وهو ما اعتبره بيان للخارجية السورية بأنه “مليء بالأكاذيب” ، بينما اعتبرته موسكو محض “تلفيق” .
وبحسب تقرير “واشنطن بوست” ، فإن “وكالة المخابرات المركزية الأميركية ستبدأ شحن الأسلحة إلى المتمردين السوريين في غضون أسابيع بالتنسيق مع (عميل السي آي إي) العقيد المنشق سليم إدريس” .
وطبقا لمسؤولين أميركيين تحدثت إليهم الصحيفة ورفضوا الإشارة لأسمائهم كون الأمر يتعلق بمسألة استخبارية ، فإن توريد السلاح للمتمردين السوريين من عملاء الولايات المتحدة ، سيتم “بموجب توقيع رئاسي سري (…) ، وهو الأسلوب الذي يتيح للإدارة الأميركية تجنب القيود القانونية على توريد الأسلحة لشن هجمات ضد حكومة أخرى (الحكومة السورية) دون الحصول على موافقة من قبل هيئة دولية مثل الأمم المتحدة” .
وهو ما يعني أن الإدارة الأميركية تدرك جيدا أن خطوتها تنتهك ليس للقانون الدولي فقط ، بل وحتى القوانين الأميركية النافذة أيضا ، لاسيما وأن واشنطن لا تزال تعترف رسميا بالنظام والحكومة في سوريا ، ولم تسحب اعترافها بهما ، رغم تبادل إبعاد السفراء من البلدين !
وقالت الصحيفة إن تسليم الأسلحة الأميركية سيتم جوا عبر الأردن أو تركيا أو كليهما معا ، ومن هناك سيجري نقلها برا عبر الممرات الحدودية التي يسيطر عليها المتمردون .
وأضافت الصحيفة القول “إن طلبات المعارضة السورية التي تضمنت أسلحة مضادة للدبابات والطائرات لا تزال قيد المناقشة” . وقد رفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق للصحيفة حول ما ذكرته بشأن الدور الذي ستلعبه في توريد الأسلحة .
هذا وقد سارع اللوبي الإسرائيلي ـ الصهيوني في الكونغرس الأميركي إلى الترحيب بخطوة البيت الأبيض تسليح المتمردين السوريين ، رغم أنه اعتبرها غير كافية ، وشدد على وجوب إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا .
وقال زعيم اللوبي المذكور “جون مكين” ، الذي زار ريف حلب مؤخرا برفقة العميل سليم إدريس واجتمع مع خاطفي الرهائن اللبنانيين ، في بيان مشترك مع ممثل آخر لهذا اللوبي ، ليندسي غراهام ، إن “خطوة دعم المتمردين غير كافية” ، وإن “مصداقية الولايات المتحدة على المحك الآن” .
وأضافا القول “ليس الآن الوقت المناسب لمجرد اتخاذ خطوة إضافية ، بل لاتخاذ إجراءات أكثر حسما ، ولا بد من استخدام الصواريخ بعيدة المدى (لقصف) القوى الجوية والقدرات الصاروخية السورية” .
وقال السنتاتور روبرت كيسي ، وهو أحد رموز اللوبي الصهيوني في الكونغرس أيضا ، “إن المعارضة السورية تواجه خطر الهزيمة بدون السلاح الثقيل” ، محذرا من أن تكون خطوة البيت الأبيض “غير كافية” . وأضاف القول “ينبغي على الولايات المتحدة أن تتحرك بسرعة لتغيير الموازين على الأرض في سوريا من خلال ضرب سلاح الجوي السوري وإقامة منطقة حظر جوي آمنة للمتمردين شمال سوريا بواسطة صواريخ باتريوت في تركيا” .
وجاءت خطوة واشنطن بتزويد المتمردين بالسلاح بالتزامن مع مطالبة “معهد ميتفيم الإسرائيلي للسياسات الخارجية” الحكومة الإسرائيلية بدعم عصابات “الجيش الحر” والأخوان المسلمين السوريين علانية ، لأنهم الحلفاء الطبيعيون لإسرائيل في مواجهة “الحلف الشيعي المعادي لإسرائيل ، المتمثل بإيران والنظام السوري وحزب الله” ، بحسب تعبير المعهد التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية .
سيريان تلغراف