معاريف : ما يقال في الإعلام عن دور حزب الله في سوريا محض شعوذة وهراء
وصفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية ما يبثه الإعلام الإسرائيلي والعربي ـ الخليجي عن الدور الذي يلعبه حزب الله في سوريا بأنه ليس مبالغا فيه فقط ، بل وهراء أيضا .
وقال محرر الشؤون الأمنية والديبلوماسية في الصحيفة ، الصحفي البارز عاموس جلبوع ، في تقرير له نشر قبل يومين في الصحيفة “خلال الأسبوع الأخير حفلت وسائل الإعلام بالتقارير عن أن هناك 15 ألف مقاتل من حزب الله يشقون طريقهم إلى حلب كي يعيدوا المدينة إلى سيطرة الأسد . هذا هراء تمتاز به وسائل الإعلام العربية والأسرائيلية ، وكذلك بعض الصحافة العالمية ، لجهة كل ما يتعلق بسوريا” .
وكشف جلبوع عن أن هناك بحثا شاملا ومفصلا نشر قبل أيام عن تدخل حزب الله في سوريا أعده “مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب” التابع لـ”مركز تراث الاستخبارات” في إسرائيل .
وأشار إلى أن هذا البحث هو “الدراسة العلمية الوحيدة التي نشرت حتى الآن حول الموضوع ، وتتضمن المعلومات الشخصية عن حوالي مئة مقاتل من حزب الله قتلوا في سوريا ، فضلا عن الصور الخاصة بهم” .
النقاط الرئيسة في هذا البحث ، يتابع جلبوع ، هي أن تورط حزب الله في الحرب الأهلية السورية “كان محدودا جدا حتى قبل بضعة أشهر خلت . لكن تدخله ما لبث أن وصل إلى بضعة آلاف من المقاتلين مؤخرا . وكانت هذه الزيادة بسبب مخاوف من أن نظام الأسد قد ينكسر ، وأن المصلحة العليا للحزب هي عدم السماح بسقوطه ، لأن ذلك معناه بداية سقوطهم (…) أما إيران فظلت حذرة جدا من إرسال مقاتلين إلى سوريا” .
وينقل جلبوع عن الدراسة الاستخبارية المسحية المشار إليها قولها “إن الحزب تدخل في مركزين فقط في سوريا ، الأول هو ضريح السيدة زينب جنوب دمشق ، الأكثر قدسية للشيعة . وكان الثوار ، وغير الثوار ، بدأوا يهاجمون الضريح . ولهذا فإن قوة من حزب الله ومتطوعين شيعة من كل أرجاء الشرق الأوسط يحمون المكان (…) . أما المكان الثاني فهو القصير ، ذات الغالبية السنية ، والقريبة من الحدود اللبنانية . وأهمية هذه المنطقة لحزب الله ، قبل السوريين ، تأني من كونها مفترق طرق تتحرك عبره شحنات السلاح إلى البقاع اللبناني الذي يسيطر عليه حزب الله . كما أن العامل الديني يلعب هنا دوره . فهناك حول القصير قرى شيعية كثيرة كانت عرضة للهجمات من جانب الثوار السنة . وقد جاء حزب الله ليحميها . والنجاح في القصير هو أولا وقبل كل شيء لحزب الله الذي تلقى مساعدة جوية ومدفعية سورية” .
وبحسب جلبوع ، فإن هناك فضائل كثيرة ستجنيها إسرائيل من تدخل حزب الله في سوريا ، حيث “سيسفك دم مقاتليه هناك ، وهذا أفضل لنا” . لكن هناك وجها سلبيا للقصة بالنسبة لإسرائيل ، يتابع جلبوع ، وهي أن الأسد سيكون مدينا لحزب الله بتعويضه بالسلاح .
سيريان تلغراف