صحيفة الشروق الجزائرية : هذه تفاصيل استشهاد البوطي في المسجد
نجل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في حوار حصري لـ صحيفة الشروق الجزائرية : هذه تفاصيل استشهاد البوطي في المسجد ..
يعود الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي، نجل العلامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي، وأبو أحمد الذي قضى رفقة جده خلال التفجير الذي استهدفه بمسجد الإيمان بدمشق، في هذا الحوار الذي خصّ به الشروق، إلى حقيقة ما جرى خلال تلك العملية التي آلمت الكثير من المسلمين وغير المسلمين عبر العالم، ويروي تفاصيلها كما أفاده بها من كُتبت لهم النجاة من طلبة والده. ويُعرّج في هذا الحوار أيضًا، على الخصال التي اتّصف بها البوطي رحمه الله وسط عائلته، وكيف كانت علاقته بأفرادها، كما يعود إلى تشخيص علاقة البوطي بالرئيسين حافظ الأسد الأب والابن، ويكشف توفيق البوطي، بأنّ والده حذّر من مؤامرة تهدف إلى تمزيق سورية وتفتيتها بفتنة عمياء، وقد اطّلع البوطي رحمه الله، على بعض تفاصيل تلك المؤامرة التي رُسمت في الغرف المظلمة.
أسئلة ذات علاقة بالمشهد السوري، وأخرى حول علاقة البوطي بالجزائر، أجاب عنها الدكتور توفيق البوطي بصدر رحب، بهدف الرد على كثير من الشائعات التي روّج لها عددٌ من المغرضين، عقب رحيل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي.
مباشرة بعد استشهاد والدكم رحمه الله، اشتعلت حرب يمكن أن نطلق عليها “حرب الصور والبيانات” حول الطريقة التي لقي بها الداعية المستنير سعيد رمضان البوطي رحمه الله وجه ربه، ما قراءتكم لخلفيات هذه الحرب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أولاً وبادئ ذي بدء، أوجه تحيتي وكل مشاعر المحبة والتقدير للجزائر كلّها… أرضاً سُقيت بدماء شهدائها، وشعباً ضحى وبذل الكثير؛ كما لم يبذل غيره، وحافظ على هويته وعاد أرسخ وأصلب في دينه وعربيته، ومن حق الجزائر عليّ أن أوجّه هذه التحية إليها؛ لأن من البرّ أن يصل الابن ودّ أبيه، فهذه المحبة ورثتها من والدي الذي أحب الجزائر وأحبّته؛ كما لمست ذلك خلال زيارتي الوحيدة إلى الجزائر لحضور الملتقى الذي أقامته جمعية العلماء في قسنطينة إحياء لذكرى ابن باديس.
وجواباً عن السؤال: أقول إن الحرب القائمة في ساحة المنطقة اليوم هي حرب إعلامية بامتياز، بل لقد غدت بعض القنوات الإعلامية غرف إدارة عمليات أكثر من كونها قنوات إعلامية. وحرب الصور والبيانات التي أشرتم إليها هي جزء من إدارة عمليات حرب المنطقة… ولعلّ المراد منها أن يغسل المجرم يديه من الدماء ويمسحها بغيره.
قبل يومين أو ثلاثة من وقوع جريمة القتل التاريخية التي وقعت في مسجد الإيمان بدمشق، بثّت تلك القنوات الفتوى الصريحة من قبل بعض الضالعين بتأجيج نار الفتنة، بقتل العلاّمة الشهيد، بل توعّد بعضها بنحره، وبعد تنفيذ الجريمة ألصقوها بالنظام الحاكم في سورية!!
ولعلّ الإخوة الجزائريين يعلمون كيف كانت تلك القنوات تريد إثارة تلك الفتنة في بلادهم في الأيام الأولى للخريف بريحه الصفراء.. ولكنّ الله سلّم.
وقد رأيت وسمعت التحليلات والبيانات المتناقضة من تلك القنوات في شرح الجريمة وبيان مَن الذي قام بها؛ فهناك من أنكر وقوع الانفجار، ونصّب نفسه محلّلاً أمنياً وخبير متفجّرات، ليثبت عدم صحة القول بوقوع انفجار، وذهب إلى القول بأنّ الجثث ليست جثث طلبة الدرس، بل جُلبت جثث قتلى بعض الفروع الأمنية، ووُضعت في المسجد! ومن قائل إنهم قتلوا برصاص النظام في المسجد، بل ذهب البعض إلى أن يَكتُبَ لي نتيجة تلك التحليلات والشروح الذكية: هل صدّقت أن الفتيشة “أي مفرقعات الأطفال التي يلعبون بها في العيد” قتلت والدك؟! يكتب لي من بلد خليجي وأنا في دمشق.. ليشرح لي حقيقة ما جرى، وكأنّ أربعمائة شاهد، منهم ثمانون جريحاً جراحهم متفاوتة… وخمسين شهيداً ومنهم ولدي الشهيد أحمد، وأعرف معظمهم معرفة مباشرة من طلبة والدي الأوفياء… كلُّ هؤلاء وضعهم وشهادتهم مزيّفة، ووحي قنوات الفتنة ودعاويها هي التي لا يأتيها الباطل…
وللبيان وباختصار أقول: تلقّى ولدي محمود “الذي لم يتمكن من حضور الدرس لعارض صحّي” مكالمة من أحد الأصدقاء يخبره بعد أن صلّينا المغرب بفزع، بأنّ انفجاراً حدث في مسجد الإيمان ولم يذكر أيّ تفصيل.. فصرخ محمود: ماذا تقول؟ ومضى مسرعاً. ولما رأيت مدى اضطرابه لحقتُ به، وأصرّت زوجتي وابنتي وزوجة ولدي الشهيد أحمد على الذهاب معي. وفهمتُ أثناء الطريق أنّ والدي حُمل إلى مشفى أمية القريب من حيّنا، وأنّ إصابته خفيفة. فتوجّهت إلى المشفى، وفوجئت بأنّ والدي قد استشهد، وأنّ ولدي أحمد في مشفى قريب آخر، فيه طبيب من أقاربنا فاتّصلتُ به فقال: إنّ وضعه حرج، ولكنّهم يقومون بإجراء مساع إسعافية له.
بعد ذلك تبيّن لي ما يأتي: بعد بدء الدرس بنحو نصف ساعة، دخل المسجد شاب لا يحمل شيئاً، ولا تبدو عليه أيّ علامات تدلّ على أنّ معه شيئاً، فجلس في مؤخّرة المجلس خلف الجالسين في الدرس على بُعد ستة أمتار تقريباً من والدي، وبعد بضعة دقائق، قام فتقدّم خطوة بين المصلّين وفجّر نفسه. وعمّ المسجد ظلامٌ ودخان. وصار جميع من يجلس بين المجرم وبين والدي مطروحين على الأرض… قتلى. أما والدي فقد مال إلى خلفه وقد جُرح بطرف فمه “ولعل شظية أصابته بسحجة دون أن تستقر” وسال الدم من هذا الجرح، ومع ميله إلى جهة اليسار سال الدم إلى جهة رأسه، ثم عاد لجلسته بصورة سويّة، وسوّى عمامته التي مالت. وعندها نهض ولدي الذي كان قُبالة والدي نحو الشيخ، ثم ما لبث أن سقط على الأرض متأثراً بجراحه، بينما مال والدي إلى جهة يمينه، وحضر الأخوان اللذان كانا يرافقان والدي لإسعافه، وأخرجاه من الكرسي، وحملاه فثقُل جسده عليهما؛ وكأنه يريد منهما أن يدعاه فخرَّ ساجداً على الأرض، ثم حملاه بعد ذلك ففاضت روحه الطاهرة بعد سجوده.
هذه الصورة هي حصيلة شهادة العشرات ممّن نجوا من الجريمة، لأنّ من كان عن جهة يمين المجرم أو يساره أو خلفه، لم تكن إصابتهم قاتلة، وبعضهم لم يُصب أصلاً لأنه كان خلفه. وبعد بثّ ما سمّوه بالمقطع المسرّب، وفي اليوم التالي، ودون أيّ تنسيق بين ظهور المقطع وبين موعدي مع الفضائية السورية، شرحت حقيقة ما جرى بصورة مفصّلة، وقلتُ حينها إنّني غير معنيّ بالفيلم المسرّب… لأنّ من المعلوم أن التلاعب والفبركة في الأفلام صارت حرفة متقنة في وسائل الإعلام، إما بالتلاعب بها أو بالإيحاءات الكلامية التي تترافق بها… والعجيب أنهم حملوا كلامي على أني قلته تحت ضغط النظام!!
ولذلك، فإنّ شهادة عشرات الشهود الثقات ممن كانوا في الدرس، ومظهر الشهداء الذين قضوا بين يدي والدي، ومنهم ولدي الشهيد أحمد، أقول شهادة كلّ هؤلاء وصورهم عندي، وعند كلّ من رأى صورة المسجد وقد طرح فيه العشرات صرعى، أصدق من الفيلم المسرّب، مع أن الفيلم المسرّب ليس فيه ما يدلّ على صدق دعاويهم، بل قد اتهمت تحليلاتهم ولدي الشهيد أحمد بأنه الرجل الذي أطلق النار على الشهيد الإمام البوطي »ألا لعنة الله على الكاذبين«.
وتسرّعُ بعض المشايخ لتأييد تلك الضلالات هو نتيجة وضعهم، وبياناتهم أقلُّ ما أفسّرها بأنها بيانات غبيّة، وإنني موقن الآن من أنهم أدركوا مدى الخطأ الذي ارتكبوه، ولكن سوف يظهر قريباً ما هو أشدّ من ذلك من نتائج لن يجدي معها الأسف والندم، إن لم نرها في الدنيا فلسوف نراها ويرونها يوم القيامة.
أما قراءتي لخلفية هذه الحرب الإعلامية: فهي القراءة التي كان الشهيد العلاّمة الإمام قد تحدّث عنها طيلة فترة السنوات الثلاث، أقول الثلاث، لأنّ والدي تحدث عنها قبل حدوثها، فهي ذات جانبين:
جانب يتعلّق بخطأ ارتكب في بلادنا يوم تجرأ البعض على بث فيلم قذر ينال من الفتيات المتديّنات، ومن المتديّنين عموماً بعنوان: ما ملكت أيمانكم، بالإضافة إلى تصرفات صدرت من وزير التربية وغيره، تنال من النقاب ومن اللغة العربية والتربية الإسلامية ومناهجها… ودروس والدي رحمه الله وخطبه حول ذلك كلّه، مسجّلة موجودة في موقعنا “نسيم الشام” والجانب الآخر هو: تحذير والدي رحمه الله من مؤامرة تهدف إلى تمزيق سورية وتفتيتها بفتنة عمياء، رسمت في الغرف المظلمة، وكان قد اطّلع على وثائق تتضمن بعض تفاصيلها.
من برأيكم له مصلحة من وراء تصفية الشيخ سعيد رمضان البوطي؟
– الذي له مصلحة بتصفية الشيخ رحمه الله: هو المتضرر من وجوده، والمتضرّر من منهج الدعوة الحكيمة القائمة على العلم والحجة ومخاطبة العقل والقلب بدين الله، لقد ترافق التحريض على الفتنة من أول يوم بالهجوم الشرس على والدي؛ هجوم تجرّد عن أيّ ضوابط دينية أو أخلاقية، فالشتائم والافتراءات الوقحة والأكاذيب، والسخرية، وكلُّ ذلك وأكثر منه، كان يُوجّه ضد العلامة الشهيد بصورة ممنهجة منذ اليوم الأول. على أني أقول: إنه لن يبلغ هدفه، بل إنه جعل للشهيد وكلماته وكتبه وفكره ومنهجه انطلاقاً وانتشاراً أقوى مما كان في حياته.
هل استمعتم إلى إفادات بعض طلاّب العلم الأحياء ممّن حضروا المجلس الذي قضى فيه والدكم رحمه الله؟
– ذكرتُ في جوابي عن السؤال الأول أنّ الصورة التي تكوّنت لديّ عن تفاصيل الجريمة هي من شهادات الإخوة الذين نجوا أو من المصابين ممّن لم يستشهدوا. والجدير بالذكر أنّ البعض نقل إليّ الصورة ثم بكى وقال: منذ أربعين عاماً لم أتغيّب عن درس فضيلة شيخنا.. فما الذنب الذي ارتكبته حتى حُرمتُ من الشهادة معه؟ وهذه الكلمة سمعتها من عدد من ملازمي درسه رحمه الله. وشهادة البعض منهم مكتوبة ومحفوظة لديّ.
في حوار لكم منشور على الأنترنت، قلتم بأنّ والدكم رحمه الله، من آخر ما كان يدعو به “اللّهم إذا حانت ساعة منيّتي فكرّه إليّ الدنيا بما فيها”، صفوا لنا جوانب من سيرته وسط عائلته الكبيرة قبل وفاته رحمه الله؟
– منذ صغري، كان رحمه الله يُنمّي فيّنا محبّة النبي صلى الله عليه وسلم، على النحو الذي كان جدي رحمه الله يفعل معه في صغره. ووجّهني نحو الدراسة الشرعية، وكان ملتزما بالنهج الذي سار عليه جدي ملا رمضان البوطي رحمه الله تعالى، فيعقد لنا مجلس الذكر صباح كل يوم الخميس ويوم الاثنين. نذكر فيه الله تعالى بصيغة لا إله إلا الله، وبلفظ الجلالة، ثم نقرأ ورد الإمام النووي، ثم ندعو.
وقد كان حتى أيامه الأخيرة يجمعنا لدراسة كتاب فقه وآخر للتربية والسلوك، وكان يخصُّ النساء من الأسرة بمجلس والرجال بمجلس آخر يضم الأبناء والأصهار، ومجلس النساء يضمُّ البنات وزوجات الأبناء والأحفاد، وكان يقول: قد لا يكون البعض بحاجة إلى قراءة هذه الكتب، إلا أن الهدف هو: تحقيق صلة الرحم والتواصل بين أفراد أسرتنا الكبيرة، وكان مجلسه ـ رحمه الله ـ لطيفاً فيه من الآثار الوجدانية ما يجعل الجميع حريصاً على حضوره.
وكان يختم المجلس بالدعاء، وكان من دعائه في الفترة الأخيرة من حياته ما ورد في السؤال، ولم يكن هذا مجرد دعاء، بل كان حالاً يصطبغ بها، إذا لم يكن للدنيا عنده أية قيمة، مورده جيد ولله الحمد، إلا أنه لم يكن يُبقي شيئاً، بل كان يوزّعه في سبل الخير مُقدّماً أرحامه ثم سائر الفقراء.
كان في أواخر أيامه يُكثر من توصيتنا بكثرة الذكر وبقيام الليل، ولو بمقدار ركعتين قبل الفجر، وبكثرة الاستغفار والإكثار من تلاوة القرآن مع التدبُّر. وكانت له بقية مال عند صديق يستثمره له، فقال له وزّع ما لديك على المستحقّين للميراث بحسب حصصهم الإرثية. ولم أعلم بذلك إلا بعد استشهاده. وعندما استشهد، لم يكن في بيته شيء من النقود، وكان في جيبه خمسٌ وسبعون ليرة سورية. حفظناها لتوضع في صندوق زجاجي يوضع بجانب ضريحه. رحمه الله.
هل يمكن أن تقدّموا للقارئ الجزائري صورة عن وجهة نظر المرحوم حول ما كان يحدث في سوريا؟
– كان حكمه على الأحداث من قبل وقوعها واضحاً، وقد أشرتُ قبل قليل إلى ذلك، وعندما بدأت الأحداث نبّه إلى خطورة ما سينجم عنها، وحاول جاهداً بذل الجهد لتوضيح مخاطر ما يجري. إلا أنّ ما يجري كان مبيّتاً له في ليل، وقد أعدَّ، وأعدَّ له من يصفق له ويثير ويهيّج العواطف. بل أعدّ له من يسوغ بفتاوى دينية لا مضمون لها سوى التحريض، وهؤلاء المحرضون كانوا قبل الفتنة موضع تقدير من الأجهزة الرسمية، بل كان بعضهم من المقربين، إلا أنهم وُعدوا من الجهات الخارجية بأنّ المسألة منتهية، وأنّ عليهم الاستعداد للمرحلة القادمة خلال أسابيع. ثم إنهم سافروا وبملء اختيارهم، مرة ومرتين إلى خارج سورية، وعادوا من تلقاء أنفسهم، ثم سافروا وأعلنوا الموقف العدائي،
أما العلامة الشهيد، فقد وضّح للناس أنّ ما يجري إن كان يبتغي إصلاحاً، فقد وعدت الدولة بإصلاحات، وسوف ننظر في مدى جدّيتها، وإن كان يُبتغى به الخروج على الحاكم، فإن الخروج على الحاكم لا يصحُّ والصورة هذه. وجاء بالأدلة الشرعية التي تمنع الخروج لما يترتّب عنه من الفتنة.
هذا مع العلم بأنه نهج في نصحه للحاكم أن يأتيه فينصحه بصدق وحرص وجرأة وصراحة، وأن ينصح الأمة من خلال المنبر الذي كان يخاطب من خلاله الملايين بالطريقة نفسها، ولم يكن يوجّه نصيحة إلا ويؤيدها بالأدلة الشرعية الواضحة.
كما أشار إلى أن المظاهرات ليست محرّمة لذاتها، وإنما تحرم لأنها ستكون ذريعة لكثير من النتائج التي لا مجال لضبطها، واستدلّ بالآية: »ولا تسبُّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله بغير علم«. وقد حدث ما تنبأ به وحذّر منه فعلاً.
وقد تحمّل في سبيل ذلك الكثير من الشتائم والافتراءات، وكان جوابه منضبطاً، ومما قاله: إن كان هؤلاء الناقدون مجتهدين يتحرّون الحكم الشرعي، فإني أرجو لهم الأجر والمثوبة، وإن كان موقفهم حقداً عليّ فإني حتى لو سامحتهم، فلن يغفر الله لهم حقدهم واستكبارهم. ولم يتفوّه ضد خصومه بكلمة سوء أبداً.
وقد كثر التقوُّل والافتراء عليه بصورة تجاوزت كل الضوابط الأخلاقية والشرعية، حتى وصلت إلى حدّ إهدار الدم والتحريض على قتله. وقد نشر موقعنا “نسيم الشام” الرد على افتراءاتهم في سلسلة اسمها: »فتبينوا« إلى جانب مقاطع أخرى موجودة في موقع نسيم الشام.
سيريان تلغراف