مقالات وآراء

الأسد ونصر الله .. وذات الوعد الصادق فانتظروه .. بقلم نمير سعد

لم يكن يوماً عادياً في روزنامة السوريين الشرفاء الذين اتخذو الوطن خياراً وآثروا الصبر والتشبث بترابه والتفيؤ بظلال أبنيته العتيقة الواقفة كما السواري التي تحتضن أعلام الوطن ، لكنه ليس يوماً عادياً أيضاً و بلا أدنى شك في روزنامة أعداء هذا الوطن وما أكثر أعداء الوطن السوري وما أكثر من يناصب العداء لشعبه وجيشه وقيادته  .

قاط التلاقي كثيرة بين القائدين ثقافةً وخلقاً وشرفاً ووطنيةً وتربيةً  عقائدية وإيماناً بالنصر و تحدياً للكون في معركة الكرامة والشرف الوطنيين ، تماماً كما تتعطر أيامهم بالياسمين الدمشقي حين يطل قائد الوطن الرئيس بشار الأسد ،  يجمع السوريون أن مساءاتهم تتعطر بمسكٍ وعنبر حين يطل سماحته ، هو السمح .. حقيقةٌ تنطق بها سماحة وجهه الذي يتوجه إلى القلوب ليدخلها دون إستئذان اصحابها ويقيم فيها ويزرع بساتينها بالفل والقرنفل والريحان وشقائق النعمان ،  وهو السيد .. سيد الكلمة و الموقف والموقع والمبدأ والرأي والقرار والعزيمة والشكيمة  ، وهو الصادق في زمنٍ بات الصدق فيه عملةً نادرة فيما اعتاد الكون على صدق مبادئه وصدق وعوده ، اليوم ازدادت قناعة السوريين بالنصر الموعود طال الزمن أم قصر ، فها هو سيد المقاومة يجاهر أمام الكون بأسره بمساندته و مناصرته ومؤازرته ودعمه للقيادة السورية وللجيش السوري الأبي حامي الأرض والعرض ، موقفٌ فرضته التطورات والمتغيرات على الساحة الإقليمية والدولية تماماً كما فرضته ممارسات قطعان التكفير الوهابية التي حرص سماحته على فضحها وكشف حقيقتها والتحذير من مخاطرها على بنية المجتمع العربي وعلى دول المنطقة حاضراً ومستقبلاً ، فكان أن أعطى من يعاني خللاً في البصر أو البصيرة حقنة أخلاقية تنعش ذاكرته الميتة بقائمةٍ من صفاتها الإجرامية الهمجية البدائية الدموية الوحشية على الأرض السورية بشكل خاص ، فكان لابد من ذكر نابشي القبور وقاطعي الرؤوس وآكلي اللحوم كأمثلة عن عشراتٍ من مثيلاتها من ألقابٍ مكتسبة من أفعال وممارسات  ” أشاوس الثورة السورية  ” …. .

بشار-الاسد-وحسن-نصر-الله

كان لافتاً تأكيد قائد المقاومة على أن المقاومين لن يكون موقعهم حيث يكون الأميركي والإسرائيلي وباقي دول الغرب الإستعماري ، ولن يتخندق يوماً سوى في الخطوط التي تحمي ظهره وتدعم من سانده ولا زال .. سوريا أرضاً وشعباً وجيشاً وقيادة ، وإعلانه على الملأ أن المقاومة لا يمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي فيما هناك محاولات لطعنها في ظهرها السوري ولكسر سندها السوري ،  وكان رائعاً كما دائماً في تعليقه على مسألة وضع حزب الله على قائمة الإرهاب حين قال : ” بلوا لائحتكم واشربوا مائها “، كان لافتاً هدوئه حتى في لحظات التحدي والغضب تلك ، و ليس كل امرء يتقن فن الغضب الهادئ فيما هو سيدٌ في هذا الساح كما في كل ساح ، يثلج صدور مستمعيه من أنصار الخيار المقاوم  بعباراته الإرتجالية المميزة ، ذات العبارات التي لا تختلف كثيراً عن الرصاص الذي يوجه لصدر أعدائه إن هو تحدث عنهم أو إليهم  ولا هي تختلف عن شربة الماء العذب الرقراق التي توضع على شفتي عطشٍ ينشد ارتواءً إن هو تحدث إلى كل من يؤمن بالمقاومة سبيلاً لنيل الحقوق ودرباً للنصر المرتجى ، يشرفنا أن نكون منهم ويسعدنا أن مجاميع هذا الفريق في إزدياد رغم ضياع البوصلة في عموم المجتمعات العربية والإسلامية  … .

إزاء حالة التلاعب الذي تجيده الإدارة الأمريكية والتسويف الذي يعزف عليه حلفاؤها الأوربيون و-” التياسة ” التي يعلنها الواهم العثماني مع مرور الوقت مع إزدياد قناعته بأن أي حل للأزمة السورية يأتيها بالطرق السلمية يعني فيما يعني قراءة سورة الفاتحة على مستقبله السياسي  كما على أحلام يقظته فرداً وحكومةً وحزباً ، و قبل هذا وذاك وإزاء حالة الخداع الصهيوأعرابي التي يقودها الحلف الشيطاني لآل ثاني وآل سعود واظهاره الحرص على الدماء السورية ورغبته في صون الوطن السوري فيما هو ينفذ على الأرض مخططاً إسرائيلياً يراد لخواتيمه أن تكون دماراً يأكل الأخضر واليابس ولا يبقي من الأرض السورية والمجتمع السوري ولا يذر ، وأمام فريق المعارضة العميلة المرتهنة للفريق المذكور  ، المعارضة التي ارتضى افرادها المضي قدماً في إتخاذ الخيانة درباً للنضال الثورجي ظناً منهم كل حين أن نصرهم بات قاب الحين القادم أو الحين الذي يليه ،  وكما قال سيد المقاومة أن أولئك ظنوا أن حرباً يساندهم فيها الغرب الناتوي بكل قواه الإستعمارية وامكانات أجهزة استخباراته يضاف إيها جنون العثمانية الأردوغانية و مشيخات النفط والغاز ومن خلف أولئك إسرائيل المتوثبة لتحقيق حلمها في دمار الأرض السورية وتقسيمها وتفكيك جيشها .. ظن شيوخ المعارضة أن نصرهم بات قريب وأن الأمر يتعلق بأسابيع قليلة سوف يتحقق خلالها السقوط المرتجى .. من هذا المنطلق اختاروا المضي في غيهم وكفرهم وعمالتهم ونذالتهم وإستزلامهم  حتى النهاية ومها كان الثمن  …. .

كان أمراً بالغ الأهمية إيضاح قائد المقاومة لوجهة نظره ورؤيته ومقاربته لواقع الحال على الأرض السورية وللواقع الذي يراد له أن يكون فيما لو تمكنت تلك العصابات التكفيرية المدعومة من كل قوى الشر والعدوان في العالم من السيطرة على الأرض السورية ، تلك السيطرة التي اعتبرها السيد نصر الله خطراً على كل لبنان وليس على حزب الله أو الشيعة وحسب ، لأن التيار الأقوى والأبرز والأكبر والغالب على القوى التي ” تجاهد ” على الأرض السورية  هو للجماعات التكفيرية التي استقدمت من كل أصقاع الكون لتنشر مذهب التكفير على الأرض في سوريا ، وهي جماعات خارجة عن السيطرة  بعد أن انفلتت تبعيتها لتلك الجهة الممولة أو تلك وصارت تعتمد على السلب والنهب سبيلاً للتمويل في حالات عديدة ، ولأنها جماعات تقوم بتكفير الآخر لأبسط الأسباب ، كافرٌ هو من يخالفها الرأي أو الإعتقاد أو الإنتماء أو المذهب أو العقيدة أو التموضع السياسي أو حتى ممارسة حقٍ من حقوقه حقوقه التي يحرمها عليه أمراء الجماعة كالمشاركة في الإنتخابات مثلاً ، والكافر في عقيدة كفرهم حلالٌ دمه وماله وعرضه وروحه … .

بات حرياً بفريق العدوان وأعضائه أن يتفكروا ملياً ويعيدوا حساباتهم الشيطانية الغبية القاصرة التي اعتمدت طوال ثلاثين شهراً على نظرية السقوط المستحيل ولم تتعلم الدروس أو تأخذ العبر من المعجزات التي حققها الجيش السوري الباسل بتحويله لكل سقوطٍ مرتجى أو محتمل إلى نصرٍ يتبعه نصر ، وهنا أقول لمن قد تقتحم الأسئلة الغبية ذهنه فيعيدها على مسامعنا ويقول : عن أية انتصاراتٍ تتحدثون يا من تناصرون النظام السوري وسوريا قد تحولت إلى ركامٍ وخراب ، لنرد بدورنا على هكذا تسأولات ونقول .. نعم نحن نساند وندعم  “النظام السوري” لأن النظام في عرفنا هو الدولة الوطنية ، هو فخرٌ لنا  وعز يستر عال صفحات تاريخنا ووسامٌ نعلقه على صدورنا  أن نتهم أننا نقف مع ” النظام السوري ” ،  إن صمود سوريا شعباً وجيشاً وقيادة لمدة ثلاثين شهراً في وجه أكبر هجمة شيطانية كونية تشارك فيها عشرات الدول وبعض أشباه الدول ، و تتعاضد فيها عشرات المنظمات الإرهابية الدموية الإجرامية بدءًا بالأخونجية وصولاً للسلفية وليس إنتهاءً بالوهابية ، تلك الجماعات التي يجمعها مذهب تكفير الآخر لأسبابٍ يصعب حصرها أو تعدادها واهدار دمه وماله وعرضه ،  صمود الوطن السوري بكل مكوناته أمام هذا الكفر الإسلامي والإرهاب الدولي هو إنجاز لم يسبق للتاريخ أن شهد مثيلاً له وهو إنتصار يتلهف لمعانقة عرس الإنتصار الذي بحصر به قائد الوطن وسماحة السيد  ، وللتاريخ أن يشهد .

أيها السوريون صبراً على البلوى فنصركم قادم هكذا آمنتم ولا زلتم ، هكذا وعد جيش الوطن وهكذا وعد قائد الوطن وهكذا و عد مؤخراً قائد المقاومة وما تعودنا من كلا الهامتين سوى صادقات العهود والوعود ، إنه نصر الله .. إسمٌ على مسمى ، فما هو سوى نصرٌ من عند الله ، أطال الله في عمر نصره .

سيريان تلغراف | نمير سعد

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock