واشنطن تعمل على إقامة تحالف ضد الأسد و السلطات السورية تعد بوقف العنف وقبول المساعدات الإنسانية
بعد الجولة الثانية من مباحثاته مع الأسد دعا المبعوث الخاص كوفي عنان الرئيس السوري إلى وقف المواجهة مع المعارضة “وتغيير وجهة الشراع، إذا لم يكن بالإمكان تغيير اتجاه الريح” ، أي السير على طريق التغيرات والإصلاح. وأكد عنان على “استحالة الوقوف إلى الأبد في وجه رياح التغيير التي تهب اليوم”.
ومن الجدير بالملاحظة أن معظم الخبراء بشؤون المنطقة يشاطرون وجهة النظر هذه. ويرى هؤلاء أن الاضطرابات المناهضة للحكومة ستندلع حتما من جديد ، حتى لو تمكن الأسد من كسر موجة الاحتجاجات الحالية، لأن سورية بأمس الحاجة إلى الإصلاحات كي تتمكن من تجاوز الأزمة الاقتصادية المتواصلة منذ سنوات عديدة. من جانبه يقول السفير السوري في موسكو رياض حداد إن دمشق توافق على مبادئ تسوية الأزمة التي صاغتها جامعة الدول العربية بالاشتراك مع روسيا الاتحادية. ويضيف السفير قوله “نحن موافقون على البنود الخمسة.. نحن موافقون على وقف العنف ، ومستعدون للحوار من أجل حل المشكلات دون شروط مسبقة، غير أن مطالبة المعارضة باستقالة الرئيس الاسد تعوق انطلاق المفاوضات – حسب قول السفير الذي أكد أن السلطة السورية مستعدة لوقف العنف من قبل جميع الأطراف. ومن جانبه طرح المبعوث الخاص كوفي عنان مهمة ضمان حل القضايا الإنسانية. وهذا ما توافق عليه سورية أيضا.
غير أن الوقت قد لا يتيح تنظيم الحوار، لأن البلدان الغربية تلمح مرة أخرى بشكل غامض إلى احتمال التدخل العسكري في سورية. تقول صحيفة واشنطن بوست أن الاحتمالات المطروحة على بساط البحث تتضمن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وإرسال قوات من أجل إقامة ممرات إنسانية أو مناطق آمنة للاجئين، وكذلك لا يستثنى إقامة منطقة جوية عازلة، وتوجيه ضربات لقوات الدفاع الجوي السورية. وربما يكون الدفاع عن المدنيين الهدف الشكلي لمثل هذه العملية. ولكن في واقع الأمر، وكما جرى في ليبيا، من المرجح أن يتحول ذلك كله إلى دعم مسلح للمعارضة، وإسقاط نظام بشار الاسد.
وفي ظل هذه الأوضاع لم تتوصل الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى اتفاق بشأن حجم، وآجال، ووسائل التدخل العسكري. وفي اللحظة الراهنة تنصب جهود البيت الأبيض الأساسية على ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين، وتوحيد المجموعات المشتتة للمعارضة السورية. ويلاحظ المراقبون أن الولايات المتحدة لن تتصرف منفردة، وهذا ما أعلن عنه، بشكل خاص، مطلع الشهر الجاري الرئيس باراك أوباما، ورئيس مجلس النواب الأمريكي جون بوينر. إن الأصوات المناهضة للتدخل العسكري في سورية قوية في واشنطن، فقد أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري أنه لا يرى إمكانية للحديث حتى عن احتمال نظري لتدخل أمريكي في سورية. كما أن كبار مسؤولي البنتاغون لا يبدون حماسا بشأن حملة محتملة على سورية .
المصدر : صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”