الدستور : صفقة السلاح لسوريا لتدافع عن نفسها ضد الغارات الجوية
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وارسو أمس ان بلاده في اخر مراحل تسليم صواريخها للدفاع الجوي الى سوريا. وصرح امام الصحافيين ان «روسيا تبيع (الصواريخ) منذ فترة طويلة. لقد وقعت العقود وهي في اخر مراحل عمليات التسليم عملا بالعقود المبرمة. ولا يحظر ذلك اي اتفاق دولي». واضاف وزير الخارجية الروسي «انه سلاح دفاعي حتى تتمكن سوريا البلد المستورد من الدفاع عن نفسها ضد الغارات الجوية».
من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس انه ناقش مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يزور روسيا «خيارات ممكنة» واجراءات مشتركة ينبغي اتخاذها لحل الازمة السورية.
ونقلت الوكالات الروسية عن بوتين من مقره في سوتشي على ساحل البحر الاحمر قوله «بمبادرة من رئيس الوزراء ناقشنا خيارات ممكنة لاحراز تطور ايجابي في الوضع (في سوريا) واجراءات ملموسة بهذا الخصوص». واضاف «لدينا مصلحة مشتركة في انهاء العنف سريعا واطلاق عملية الحل السلمي والحفاظ على وحدة اراضي سوريا كدولة ذات سيادة».
وصرح كاميرون من جهته انه بالرغم من الاختلاف في وجهات النظر بين بلاده وروسيا حيال حل الازمة في سوريا فالبلدان يسعيان الى الهدف نفسه اي وقف النزاع والقضاء على التطرف في البلاد. كما رحب باقتراح تنظيم مؤتمر دولي للتوصل الى حل سياسي يتماشى مع اتفاق ابرم في جنيف في 30 حزيران 2012 بين القوى الكبرى وتوافقت عليه موسكو وواشنطن الثلاثاء.
إلى ذلك، صرح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان الادارة الاميركية الحالية تتعاطى بحذر مع الملف السوري بعد الاخطاء التي ارتكبتها واشنطن عند غزو العراق واحتلاله عام 2003. وقال بايدن في مقابلة نشرتها مجلة «رولينغ ستون» نصف الشهرية الخميس ان فريق الرئيس باراك اوباما عمل على اصلاح صورة الولايات المتحدة في العالم. واضاف «لا نريد تخريب كل شيء مثلما فعلت الادارة السابقة في العراق بحديثها عن +اسلحة دمار شامل+».
وقال بايدن «نعلم انه تم العثور على اثار لما هو على الارجح اسلحة كيميائية»، مضيفا «ما لا نعرفه حتى الان، وما نبذل كل الجهود للتقصي بشأنه، هو ما اذا كانت اطلقت عرضا في تبادل اطلاق نار او اطلاق صواريخ، او تم تفجيرها أو شيء من هذا القبيل». وشدد على انه من غير الواضح في الوقت الراهن من هي الجهة التي كانت تمتلك هذه الاسلحة واستخدمتها وفي اي توقيت.
واشار الى انه حين يتم التحقق من استخدام الاسلحة الكيميائية فان اوباما سيصدر على الارجح «ردا متناسبا بالقيام بعمل ذي مغزى» بدون اعطاء اي توضيحات. لكنه قال «اننا نعتقد ايضا انه ايما كان ما ستؤول اليه هذه المسألة، فسيكون هناك عدم استقرار سياسي في سوريا لبعض الوقت» داعيا الى تشكيل حكومة «غير طائفية تضم جميع الاطراف» وقيام مؤسسات تعمل بشكل جيد بعد تنحي الرئيس بشار الاسد او اطاحته.
وقال «العبرة التي استخلصناها من العراق ومن الادارة السابقة .. هي انها بتوليها ادارة شؤون العراق دمرت كل المؤسسات. لم تكن هناك هيئة واحدة متبقية. لم يكن هناك حتى وزارة للاشغال العامة».
من جانبه، صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مقابلة مع قناة ان بي سي نيوز الاميركية بثت مساء الخميس ان سوريا استخدمت اسلحة كيميائية و»تجاوزت منذ فترة طويلة» الخط الاحمر الذي حددته الولايات المتحدة. وقال اردوغان انه «من الواضح ان النظام (السوري) استخدم اسلحة كيميائية وصواريخ» من دون تقديم تفاصيل اضافية حول مكان او تاريخ استخدام هذه الاسلحة.
واضاف رئيس الوزراء التركي «تم اجتيازه منذ فترة طويلة» متحدثا عن «الخط الاحمر» الذي حدده الرئيس الاميركي باراك اوباما. ودعا اردوغان الولايات المتحدة الى تعزيز تحركها ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال «نريد ان تتولى الولايات المتحدة مسؤوليات اكبر وان تنخرط اكثر. سنتناقش قريبا جدا في الاجراءات التي يمكن ان تتخذها» علما انه سيلتقي اوباما الخميس المقبل. وافاد اردوغان ان مرضى سوريين بدت عليهم اعراض تثبت تعرضهم لاسلحة كيميائية عبروا الحدود لتلقي العلاج في مستشفيات تركية. كما اكد العثور على «بقايا صواريخ» استخدمت في هذه الهجمات بحسب قوله.
ميدانيا، ألقت القوات النظامية السورية مناشير تحذيرية لسكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص (وسط) بوجوب مغادرتها محذرة من هجوم وشيك في حال عدم استسلام المقاتلين، وهو ما نفاه ناشطون معارضون مؤكدين عدم وجود ممر آمن للمغادرة.
وقال مصدر عسكري سوري أمس ان «منشورات القيت فوق القصير تدعو السكان الى مغادرة المدينة، وفيها خارطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلاءها، لان الهجوم على المدينة بات قريبا في حال لم يستسلم المسلحون». وتحقق القوات النظامية مدعومة من اللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من حزب الله اللبناني ، تقدما في مجمل ريف القصير وصولا الى المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ اكثر من عام.
من جهته، قال الناشط هادي العبدالله «انا موجود في مدينة القصير، واليوم زرت قريتين قريبتين منها، ويمكنني ان اؤكد ان اي مناشير لم تلق في هذه المنطقة». واضاف هذا المتحدث باسم «الهيئة العامة للثورة السورية» في حمص «ما يثير القلق اكثر من ذلك هو عدم وجود ممر آمن للمدنيين للخروج. جميعنا في القصير محكوم علينا من قبل النظام بالموت البطيء».
واوضح انه «كلما حاول المدنيون مغادرة المدينة، يطلق الرصاص عليهم او يتعرضون للقصف على اطراف المدينة من قبل دبابات النظام او قناصته. نحن محاصرون، المدنيون والناشطون والمقاتلون المعارضون». وافاد ناشطون ان المدينة التي يعتقد ان عدد المقيمين الحاليين فيها يقارب 25 الف نسمة، باتت محاصرة من ثلاث جهات.
وتعد منطقة القصير الحدودية مع لبنان، صلة وصل اساسية بين دمشق ومناطق الساحل السوري. ونقل زوار لبنانيون التقوا الاسد الشهر الماضي ان قواته تخوض «معركة اساسية» في القصير.
وتواصلت أمس اعمال العنف في مناطق سورية عدة، منها مدينة حمص حيث قتل «ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة وهم رجل وزوجته وابنتهما إثر سقوط قذائف على حي الوعر» فجرا، بحسب المرصد.
وأعلن مصدر سوري مسؤول أن وحدات من الجيش السوري ألحقت أمس «خسائر فادحة في صفوف مسلحي جبهة النصرة في بلدات حجيرة والذيابية والحسينية وببيلا بريف دمشق ودمرت عتادا وأسلحة وذخيرة كانوا يستخدمونها في اعتداءاتهم على الأهالي والممتلكات».
وذكر المصدر، للوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية «سانا»، «تم إيقاع أعداد من المسلحين قتلى عند شارع فايز منصور في حجيرة».
وأضاف أن «وحدة من الجيش السوري قضت على عدد من المسلحين قرب مقهى الزيزفون في حين دمرت وحدة ثانية عتاداً وأسلحة وذخيرة وقضت على مسلحين في بلدة الحسينية». وتابع «نفذت وحدات من الجيش السوري أمس عمليات أسفرت عن إيقاع العديد من القتلى والمصابين في صفوفهم (جبهة النصرة) في أرياف ادلب وحمص وحماة وتدمير ذخيرتهم وأسلحتهم».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الكتائب المقاتلة استهدفت مطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة شمال وسط سوريا بعدد من قذائف الهاون». وذكر المرصد في بيان أن هناك «أنباء عن قتلى في صفوف القوات النظامية المتمركزة في المطار».
وقال إن اشتباكات دارت عند أطراف حي «برزة» بالعاصمة دمشق بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، مشيرا إلى أن الكتائب المقاتلة سيطرت على دبابة تابعة للقوات النظامية في مخيم الحسينية بريف دمشق. وأوضح المرصد أن مناطق في بلدة معضمية الشام والغوطة الغربية بريف دمشق تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية المتمركزة على جبال الفرقة الرابعة.
إلى ذلك، دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي أمس الى تحرك دولي طارئ لوقف اراقة الدماء في سوريا، بعد الشهادات عن حصول مجازر في منطقة بانياس مؤخرا.
وقالت نافي بيلاي في بيان ان الشهادات الواردة حول المجازر في محيط بانياس «يجب ان تشجع المجتمع الدولي على التحرك وايجاد حل للنزاع، والتأكد من ان المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان سيحاسبون على جرائمهم».
واعربت المفوضة العليا عن «هولها» ازاء هذه المعلومات «التي يبدو انها تدل الى حصول حملة تستهدف مجموعات محددة تعتبر انها داعمة للمعارضة». واضافت بيلاي ان «تحقيقا مدققا يفرض نفسه في اي حدث من هذا النوع. يجب الا نصل الى مرحلة في هذا النزاع نصبح فيها غير مبالين بالمجازر الوحشية بحق المدنيين».
ونددت بيلاي بالانتهاكات الحاصلة لحقوق الانسان في سوريا في هذا النزاع المستمر منذ 26 شهرا والذي اسفر عن اكثر من 70 الف قتيل.
وكررت قناعتها بان «جرائم حرب و/او جرائم ضد الانسانية ارتكبت» ودعوتها الى اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية من جانب مجلس الامن الدولي.
وأكدت بيلاي ان «علينا افهام الحكومة (السورية) بوضوح وكذلك المعارضة المسلحة انه سيكون هناك تبعات واضحة جدا على المسؤولين عن هذه الجرائم».
كذلك ابدت ارتياحها الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه قبل ايام بين روسيا والولايات المتحدة على عقد مؤتمر دولي يرمي الى ايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا.
واوضحت بيلاي ان «الطبيعة الوحشية المتزايدة لهذا النزاع تجعل لازما بذل جهود دولية لوقف اراقة الدماء، لكن يجب ان يكون لدينا شعور اكبر بكثير بضرورة التحرك سريعا» في ما يتعلق بالنزاع السوري.
سيريان تلغراف