عقد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي باراك أوباما يوم 26 ابريل/نيسان في البيت الأبيض بواشنطن لقاء تم خلاله بحث تطورات الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما الازمة السورية والملف الفلسطيني.
وقال الملك عبدالله في تصريحات جاءت قبل القمة الثنائية “إن القضية الأساسية التي سنبحثها هي هذه الأزمة (السورية) وتحدياتها”، معتبرا أن تفكك وتفتت المجتمع السوري المتزايد بفعل الأزمة، أصبح أمرا ينذر بالخطر بشكل أكبر يوما بعد يوم.
ولفت الملك الاردني إلى أن بلاده استقبلت خلال خمسة أسابيع أكثر من 60 ألف لاجئ، ما يرفع عدد اللاجئين السوريين إلى ما يزيد على نصف مليون “أي نحو 10 بالمئة من عدد سكان المملكة”.
وأكد الملك عبدالله ان الأردن والولايات المتحدة يعملان بشكل جاد حيال الوضع في سورية ليكون الحل سياسيا جامعا، يشمل جميع السوريين، “وهذا الحل يعطينا الأمل، خاصة في ظل ما نشهده من موجة متزايدة من الإرهاب هناك”، قائلا “انا على ثقة بأن قيادة الرئيس أوباما والولايات المتحدة، ومن خلال اللقاءات التي سنعقدها اليوم وفي المستقبل، ستساعدنا في وضع آلية لإيجاد حل بأسرع وقت ممكن”.
وفيما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط، قال العاهل الاردني “عندما التقيت مع الرئيس الأميركي في الأردن مؤخرا، ذكرنا بأن هذه المرحلة هي مرحلة الإعداد للعمل، والأردن سيستمر بالتنسيق عن كثب مع الفلسطينيين والإسرائيليين والأميركيين، لنبحث عن طرق لتقريب الأطراف المعنية بالسلام من بعضها البعض”، بهدف اطلاق مفاوضات الوضع النهائي.
اوباما: استخدام الكيميائي سيغير قواعد اللعبة
من جانبه اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الرئيس السوري بشار الأسد قد فقد شرعيته، وهناك حاجة إلى انتقال سياسي للسلطة يؤدي إلى انتقال ديمقراطي يشمل الجميع، “الأمر الذي سيسهم بأن تكون سورية بلد يعيش شعبها بسلام وانسجام وهذا الأمر ليس بالسهل تحقيقه”.
وقال الرئيس أوباما “لقد طلبت من إدارتي وضع الكونغرس بحقيقة أنه لدينا بعض الأدلة بأن أسلحة كيميائية قد استخدمت ضد الشعب السوري، وإن هذا هو تقييم أولي مبني على معلومات إستخباراتية”، مضيفا “لكن لازال هناك العديد من الأسئلة حول متى وكيف وأين قد تكون تلك الأسلحة قد استخدمت، لذلك سوف نقوم بإجراء تحقيقات مفصلة”.
وأشار إلى أن الاستخدام المحتمل لأسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين يخرق الأعراف والقوانين الدولية، “وهذا ما سيغير قواعد اللعبة. وعلينا التصرف بعقلانية، وإجراء التقييمات بكل حذر”، معربا عن خشيته من وقوع تلك الأسلحة في أيدي الإرهابيين.
وأعاد اوباما للاذهان “كنت واضحا جدا خلال اجتماعاتي سواء العلنية أو الخاصة بأن أي استخدام للأسلحة الكيماوية من قبل الحكومة السورية ضد شعبها معناه خرق للخطوط الحمراء، الأمر الذي سيغير من حساباتي ومن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع هذا الأمر”. وأضاف اوباما أن الولايات المتحدة ستستمر في العمل مع المعارضة المعتدلة والجامعة لأطياف المجتمع السوري كافة، بما يخدم مصلحة الشعب السوري.
وحول عملية السلام في الشرق الأوسط، قال أوباما “الولايات المتحدة لديهما مصلحة كبيرة في إحراز السلام، ونحن نعتقد أن هناك فرصة لا بد من استغلالها”، لافتا إلى أن الهدف هو البدء بمفاوضات تقود إلى تسوية سلمية وتحقق أمن اسرائيل مع علاقات طبيعية لها مع جيرانها، وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
سيريان تلغراف | بترا