حاكم مصرف سورية يعلن عن اتفاق وشيك للحصول على دعم مالي من روسيا وايران
اعلن حاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة ان سورية على وشك الاتفاق مع روسيا وايران للحصول على دعم مالي لتعويض بعض من الخسائر التي مني بها الإقتصاد السوري والتي تجاوزت بكثير الـ 25 مليار يورو.
ونقلت وكالة “رويترز” يوم الاربعاء 24 ابريل/نيسان عن ميالة قوله في مقابلة معها بدمشق: “نحن بانتظار دعم مادي من الدول الصديقة، من ايران وروسيا.. وهناك مباحثات مع دول أخرى”.
وأضاف انه “عندما تدعم ايران وروسيا الشعب السوري، ان كان من خلال مساعدات مادية أو من خلال توريد مواد غذائية، فهذا يوفر على خزينة الدولة شراء هذه المواد. ولكن كما قلنا نحن بصدد وضع الأحرف النهائية واللمسات الأخيرة على موضوع المساعدات المادية بشكل واضح”.
واعتبر في نفس الوقت ان “المساعدات المادية بشكل واضح ليست هامة جدا في هذا الوقت نظرا لوجود احتياطات نقدية مهمة موجودة مازلنا نتصرف بها ومازلنا نستطيع أن نصد هذا الهجوم على سورية من خلالها”، مضيفا “نحن نقدر أن كل هذه الخسائر تجاوزت بكثير الـ 25 مليار يورو، دون أن ننسى الفرص الضائعة على الاقتصاد السوري منذ أكثر من سنتين”.
ليس هناك انهيار بقيمة العملة السورية بالمعنى الكامل
وردا على سؤال حول انهيار العملة الوطنية السورية(الليرة) اكد ميالة “لا يمكن أن نسمي ذلك انهيارا بقيمة العملة السورية، التي صحيح انها قبل الأزمة كانت بحدود 50 ليرة للدولار الواحد ، واليوم نحن بحدود 115 ليرة ، وإذا أردنا فنستطيع أن نعيدها الى مستويات أفضل من ذلك، ولكن أداء الاقتصاد الوطني يحتم علينا أن تكون قيمة العملة عند هذا المستوى”.
وضرب حاكم مصرف سوريا مثالا بدول “فقدت أكثر بكثير من قيمة عملتها، وخلال فترة أقصر بكثير، والأزمة لم تكن بهذه الشدة.. وسورية اليوم تعاني من حرب ضدها وبالرغم من ذلك ما زال المستوى بهذا المنسوب، وما علينا سوى ان نراجع التاريخ القريب وليس البعيد.. الليرة اللبنانية والدينار العراقي والجنيه المصري حاليا والدينار الكويتي أثناء غزو العراق”.
كما أعطى مثالا عما يحدث في أوروبا ايضا، مشيرا الى ان “اليونانيين فقدوا أكثر من ثلث قدرتهم الشرائية من خلال أزمة بسيطة هي أزمة عملة، فقدوا أكثر من الثلث”.
واوضح اديب ميالة أن “الخوف الذي سببته هذه الحرب على سورية، وهذه العقوبات وما سببتها من خوف المواطنين، أثر على قيمة العملة الوطنية.. فالكثير ممن أرادوا أن يضللوا الرأي العام واخافة الشعب السوري بدأوا بإشاعة الأخبار الكاذبة، بدأت بأن العملة الوطنية تطبع في سورية وهي مزورة. ولكن الأحداث كانت سريعة لكي تثبت لهم بأن العملة الوطنية غطاءها موجود، وهي تطبع في الخارج. كنا نطبعها في ألمانيا والنمسا واليوم نطبعها في روسيا”.
الإحتياطات السورية بالقطع الأجنبي مازالت كافية للصمود
واكد حاكم المصرف السوري أن “الإحتياطات السورية بالقطع الأجنبي مازالت كافية لصمود سورية تجاه هذه المؤامرة”، منوها بأن الاحتياطات السورية نسبة الى عدد السكان تعد الآن أعلى من مثيلاتها في دول مثل مصر.
كما نفى ميالة الشائعات حول عدم قدرة الدولة على دفع رواتب الموظفين قائلا “أشاعوا بأنه لن تكون هناك رواتب للموظفين على مدى عدة شهور .. مضى عامان على هذه الازمة وبدأنا بالعام الثالث ونستطيع ايضا أن نصمد أعواما”.
الأسعار اليوم في سورية أقل منها في البلدان المجاورة
واشار الى ان الأسعار اليوم في سورية أقل منها في مصر ولبنان والاردن.
وقال “من الواضح أولا أن سورية مازالت صامدة على الصعيد العسكري وعلى صعيد المؤامرة التي تحاك ضدها وعلى الصعيد الاقتصادي. والصمود على الصعيد الاقتصادي يعني بأن هناك احتياطات كبيرة خلف هذا الاقتصاد، احتياطات يمكن من خلالها تأمين المواد الأولية والمواد الأساسية والمواد الضرورية للصناعة، والمواد الإستهلاكية الضرورية كلها مازالت موجودة ومتوفرة في البلاد”.
ولفت الى ان “هذه المواد موجودة في الاسواق وبأسعار معتدلة. وإذا ما قارنا أسعار هذه المواد مع أسعار ذات المواد في الدول المجاورة فانه بالرغم من ان الدول المجاورة ليست لديها ذات الازمة الموجودة في سورية، وليس لديها حرب تشن من معظم دول العالم عليها، فالأسعار الموجودة في سورية مازالت أقل من الأسعار الموجودة في الدول المجاورة”.
ميالة: السماح بتصدير النفط من سورية الى أوروبا عملية غسل أموال
وتطرق حاكم مصرف سورية الى موضوع قرار الاتحاد الاوروبي السماح باستيراد النفط من المعارضة السورية، مستغربا “لا نفهم كيف أوروبا ستعطي هذه المجموعات الارهابية المسلحة الحق بتصدير النفط من سورية الى أوروبا، هذه عملية غسل أموال بحد ذاتها، وهذه أموال مسروقة وهذه بضائع مسروقة عبارة عن نفط تذهب الى دول أخرى ويعاد تحويلها الى قطع والى عملات وتعود هذه العملات الى هذه المجموعات”.
ميالة: الا يخشى المواطن الاوروبي ان تعود المجموعات المسلحة الى بلدانهم وتجعل منها جحيما
وتسائل حاكم مصرف سورية المركزي مختتما اللقاء: “الا يخشى المواطن الاوروبي ان تعود المجموعات المسلحة في سورية الى بلدانهم وتجعل من بلدانهم جحيما كما حدث في أمريكا عندما كانت تدعم بعض المجموعات في أفغانستان، وهذه المجموعات ذهبت فيما بعد الى امريكا ودمرت رمز الاقتصاد الامريكي وأفقدت المواطن الامريكي الثقة بأمنه وأمانه؟”.
سيريان تلغراف | رويترز