بلدنا اليوم

المطران متى الخوري : لن نتخذ اي قرار بشأن المطرانين لحين معرفة الخاطفين

تحدث المطران متى الخوري وهو السكرتير البطريركي لبطريرك السريان الارثوذكس زكا الاول عيواص بالنيابة عن البطريرك الذي صودف خروجه من المستشفى ليلة وقوع الحادثة، وأكد بصفته أيضاً مطران باب توما في دمشق أنّ البطريركية لن تتخذ أي قرار في انتظار أي اتصال من الجهة الخاطفة لمعرفة نواياها ومطالبها.

وكشف في حديث صحافي، أن المساعي الاخيرة تؤكد لهم أنّ المطرانَين سيبيتان في مطرانيتهما ليل اليوم بعد دخول جماعة مهمة على خط المفاوضات، وهذا الكلام، يضيف الخوري أكده لهم الكاهن التابع لبطريركية السريان في حلب في اتصاله الأخير، إلّا أنّ الخوري أكد “أننا كرجال دين مسيحيين لا نخاف من المسلم السوري، ولا مشكلة لدينا مع اي مسلم سوري سواء كان سنياً، شيعياً، او علوياً. بل مشكلتنا هي مع المسلمين الغرباء الذين يأتون من الخارج، أي الشيشاني والطالباني والأفغاني الذي يريد مثلاً محاربة روسيا في منطقتنا”، مضيفاً: “نحن نعيش مع المسلمين السوريين منذ زمن ونتعايش معهم بسلام، وجمعتنا الأعياد ووحّدتنا التقاليد”.

المطران-متى-الخوري

وشدد الخوري على أنّ المسلمين من جميع الطوائف هم الذين بنوا بطريركيتنا في باب توما وزخرفوها ونحتوا لنا أيقونات لمار جرجس”.

كما اكد الخوري أنّ جميع أبنائه المسلمين الذين نزحوا من حمص وقابلهم في لبنان اكدوا له أن لا علاقة للمسلمين السوريين بالذي يحصل، وتأسفوا للوضع الحالي الذي وصلت اليه حمص، وهم يتخوّفون من الجماعات الغريبة التي أتت من الخارج”، مشيراً إلى أنّ “المسلم السوري لا يشكل مصدر خوف بالنسبة إلى المسيحي السوري والتاريخ يشهد”.

وروى المطران متّى الخوري تفاصيل ما حصل: “بعد جهد استطاع أحد كهنتنا في حلب الاتصال بنا وتأكيد خبر خطف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، اللذين كانا في مهمّة إنسانية حضّرا لها منذ فترة طويلة، لإنقاذ كهنة أرثوذكس وكاثوليك. وقد رافقهما شخص يدعى فتوح وهو سائق المطران ابراهيم منذ أكثر من 5 أعوام، وشخص رابع لم تُحدّد هويته. وأكد أنّه حرّ طليق، “وهو الذي أبلغ أنّ المجموعة الخاطفة لم تتعرّض لهما بل رمتهما الى جانب الطريق قبل أن يتوجّه كلّ منهما بطريق مختلف، وهذا يؤكّد أنّ الجهة التي التقت بالسائق فتوح وأردته قتيلاً لا علاقة لها بالجهة الخاطفة”.

وروى الخوري أنّ “اتفاق الإفراج عن الرهائن قضى بأن يأتي المطران اليازجي من تركيا، على أن ينطلق المطران ابراهيم من حلب ويلتقيا في المنطقة المُتفق أن تجري فيها عملية تحرير الكهنة”.

وأوضح الخوري، وهو المسؤول عن بطريركية باب توما في دمشق والمتابع الحالي للبطريركية السريانية الأرثوذكسية، أنّ الشخص الرابع قد أكّد هذه الرواية، فهو قال إنّ ملامح الخاطفين تؤكّد أنّهم غرباء، والشيشان يتميّزون بلهجتهم ولونهم (لحى – بياض الوجه – عيون زرقاء… إضافة إلى اللغة)، لذلك المعلومات التي لدينا نستقيها من الرجل الرابع، صديق المطران اليازجي.

ولفت الخوري إلى أنّ عائلة فتوح قد تسلّمت جثته وتعرّفت إليه، مشدّداً على “أنّنا نسلّم أنّ الخاطفين هم غير قتلة السائق، وأنّهم من الشيشان، حسب قول الشخص الرابع، لكنّنا لسنا متأكّدين هل هم شيشان فعلاً أم ينتمون الى جهة أخرى”. ويضيف: “ننتظر اتصال الجهة الخاطفة بنا أو بالبطريركية أو بمطرانية حلب لنعرف مطالبها، ومصادرنا تؤكّد أنّ المساعي تتواصل للإفراج عن المطرانين لذلك ارتأينا التريّث في نشر بيان، وحتى الساعة لم نتصل ببطريركية الروم الأرثوذكس. فنحن نعمل منفردين بهدوء وهذا لا يعني أنّنا لا نريد التعاون، بل على العكس نريد العمل كلٌّ على حِدة، لأنّنا لا نريد التسرّع في قراراتنا حتى لا نعرّض حياة المطرانين للخطر”.

ودعا الخوري إلى “انتظار المهلة القانونية، وهي 24 ساعة، قبل عقد اجتماع موسّع واتّخاذ القرارات الكبيرة”، موضحاً “أنّنا لا نملك معطيات كثيرة لنعمل، ووضعنا كبطريركية لا نُحسد عليه، ونحن نعيش حال أسىً وحزن وألم، ومستاؤون من هذه الأخبار، خصوصاً البطريرك زكّا عيواص، وهو قد خرج اليوم من المستشفى وحاله الصحّية حرجة، وقد فاجأه الخبر وزاد من ألمه”.

وشدّد الخوري على “أنّنا كنّا وما زلنا نستنكر التعرّض لجميع الكهنة، إن كانوا من طائفتنا أو من غير طائفة كما استنكرنا وفاة جميع رجال الدين المسلمين لأنّ رجال الدين عموماً رسالتهم السلام والمحبة، وموقفهم ليس مع المعارضة ولا ضدّها، إنّما موقفهم إنسانيّ بحت”.

ووصف الخوري وضع المطرانية بأنّها “مربَّطة” ولسنا قادرين على اتّخاذ أيّ قرار أو إصدار أيّ بيان لأنّنا لا نريد تعريض المطرانين للخطر.

وأوضح أنّ “مطالب الخاطفين غالباً ما تكون مادّية أو بهدف الضغط السياسي أو الضغط على الدولة لتحقيق تبادل، أي قد يكون لدى الجهة الخاطفة مجموعة أسماء تريد إجراء تبادل فيها”. ويؤكّد أنّ “حادثة الخطف لن تكون سهلة على المسيحيّين في سوريا، لأنّ المطران اليازجي مقرّب من النظام السوري ومن المعارضة، وعلاقاته جيّدة مع الطرفين على حدّ سواء، وهو يتمتّع بحنكة سياسية، ولطالما عبّر عن رأيه، ومطالبه هي نفسها مطالب السوريين الشرفاء، أي تحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد”.

ونفى الخوري أن يكون للمطرانين عداوة مع أيّ جهة معينة “لذلك أيّدنا احتمال أن لا تكون الجهة الخاطفة قريبة من النظام أو من المعارضة وأن تكون غير سوريّة”، مضيفا: “قد يكونون متطرّفين أفغان أو شيشان، “جبهة النصرة”، ليبيّين، مصريّين أتوا من الخارج. ونحن لا نعلم مع من كان المطران اليازجي يتواصل للإفراج عن الكهنة، ولكن الأغلب أنّه لا يتواصل مع الغرباء بل مع الجيش السوري الحر، وقد يكون تسرّب خبر مجيئهم أو قد تكون عملية الخطف حصلت صدفة لأنّ المنطقة ليست آمنة”.

ودعا الخوري إلى التريّث، مشيراً إلى أنّ الشخص الرابع “تمكّن بصعوبة من الحصول على هاتف والتواصل مع مطرانية حلب للروم الأرثوذكس، وإذا لم تُحلّ القضية غداً (اليوم) ويعود المطرانان إلى مقرّيهما سنعمل على مستوى البطريركيتين”.

وأعرب الخوري عن تعاطفه مع البطريرك يوحنا العاشر اليازجي الذي يواجه مشكلة مزدوجة، عائلية ودينية”، مؤكّداً أنّ قلبه كبير وسيتعامل بالأسلوب نفسه أكان المخطوف شقيقه أو أيّ أحد آخر من أبناء الطائفة”.

وحذّر الخوري من أنّ “الاجتهاد في التحليل قد يشكّل خطراً على المطرانين، لذلك يجب التريّث لأنّ كلّ جهة خاطفة لها طريقة تعامل معيّنة، ونحن لا نريد التهوّر والتضحية بحياتهما”.

ويختم الخوري بالقول: “عيد القدّيس جاورجيوس اليوم بالنسبة إلى البطريركية السريانية والمطارنة هو عيد للصلاة حتى يتحرّر جميع الكهنة المخطوفين ولا سيّما المطرانين اليازجي وابراهيم”، داعياً اللبنانيّين عموماً والمسيحيّين خصوصاً إلى “مشاركتنا الصلاة عن نيتهم للإفراج السريع عنهم والإفراج عن أسر الوطن”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock