رسالة إلى أبو جهل .. بقلم عيد كوسى
ليعذرني السوريون جميعاً، لأنني سأتنازل، ولم يعتد السوري أن ينزل إلى مستوى وضيع، ولكن للضرورة أحكام، فها أنا أنحني اعتذاراً لكل سوري لأني سأتواضع وأعطي درساً بسيطاً لما يسمى الإعلام الأردني، وما يسمى بالإعلاميين الأرديين، كما أني اعتذر من كل أردني يقف مع سوريا، ويعرف الحق، ويعرف أين المُصاب، ولكن وجبَ على الكبير، أن يعين الصغير على ما هو لا يعلم، وها نحن في سوريا، كنّا وما زلنا، كباراً، وسنقدم بعض المعلومات لمن منذ أيام قليلة هجم علينا، صادحاً، على قناة لا تبتعد كثيراً عنه في سوقيّتها وهي قناة العربية، هذا الهاجم المغوار هو فحل من أحفاد مستر بيف، وهذا لقب كان يُكنّى به الملك الراحل حسين ملك الأردن، “مستر نو.بيف No.Peef وهو الكود أو الرمز الذي ورد في جميع وثائق المخابرات المركزية الأمريكية السرية منذ عام 1957 وحتى عام 1975، والملك الراحل حسين، لمن لا يعلم أيضاً هو زوج الملكة منى، أو أنطوانيت غاردنر ابنة الضابط الانلكيزي “من الأصل اليهودي” والتر برسي غاردنر، والتي أنجبت الملك الحالي للأردن عبد الله الثاني، والصادح تحدث إلى قناة العربية منذ أيام: “الجيش الأردني يستطيع أن يدخل إلى الأراضي السورية في أي وقت يشاء، ويستطيع أن ينفّذ فيها أي عمل عسكري يريده، ويستطيع أن يصل إلى قصر الشعب في ساعة”
أيها الصادح إن كنت تتحدث بلسان اسرائيل، أو أمريكا اللتين إليهما تنتمي، فلكَ الحق فيما قلت، إنهما دولتان قادرتان، قويتان، مع العلم أنهم وبعد مرور عامين، لم يستطيعوا شيئاً، ولم ينالوا من عزم سوريّ واحد، ولم ينفكوا كأنت، يصدحون هنا وهناك، كالغربان، وسوريا باقية ما بقي التاريخ، رغم هجمة ذئاب العالم كله علينا.
وأما وأنت تتحدث بلسان أردنك الصغير فإليكَ بعض المعلومات غير التي سبقَ ذكرها:
تبلغ مساحة الأردن هذا 89.287 ألف كيلو متر مربع، أي أنها حتى أقل من نصف مساحة الجمهورية العربية السورية، وتعداد سكانها نحو ستة ملايين، الجدير بالذكر هنا أن 42% هم فلسطينيين، ويبلغ عدد الجيش الأردني فقط: 380 ألف جندي مقسمين على كافة التشكيلات العسكرية، جوية وبحرية وبرية.. فهل تعلم أيها الصادح أن عدد جنود الأردن بكل تشكيلاتها، بعدد سكان مدينة جرمانا الصغيرة في ريف دمشق؟!
وهل تعلم أيها الصادح أنك إلى الآن تشرب من ماء دمشق؟
وأن وزارة الكهرباء الأردنية لها رافد أساسي من الجمهورية العربية السورية؟
وهل تعلم أيها الصادح أن شمال الأردن أي نصف هذا البلد شريان حياته هو سوريا؟
وهل تعلم أن الأردن يعيش على الإعانات الدولية؟
وإذا كنت قد صدحت وملأت الدنيا، وأنت تسند ظهرك إلى الإرهاب الذي يموله بلدك في سوريا، فأقول لك: إن إرهابكم ساعة، ونصرنا أبد الدهر، وإنك تعرف اليوم عمّا أتحدث،
وإذا كنت قد قلت ما قلت وأنت معتمداً على كل ما سبق من إرهاب وتحالف أمريكي إسرائيلي تركي قطري سعودي أردني ودول كثيرة أخرى مضافة إلى دول الناتو، فإليك النتيجة.. إن حذاء جندي عربي سوري سيتحدث إليك وإلى من تقول عنهم أنهم قد يصلوا إلى دمشق في ساعة.. ولو كان أسيادك أيها العميل قادرون لما انتظروك حتى تتفضل وتسمعنا لحنا جديداً مما نسمعه على قنوات عهركم..
وأخر فقرة في الدرس أيها الصغير: إياك أن تتهجم على أسيادك، أسياد المكان والزمان، لأنك بالنهاية عميل سيطرودك إلى العراء في لحظة لم تعد تنفعهم، ولا تقول قولاً وأنت تعرف تماماً أن سوريا هي القلب النابض الذي يضخ الدم للساق..
وأيام هي التي تجمع بين نصرنا، وحمل قتلاكم إلى الأردن.. لتستمروا في التسول على أعتاب الدول..
سيريان تلغراف | عيد كوسى
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)