الـ “إيمو” .. بؤساء زادهم تشويه صورتهم بؤساً
تناقل عدد من وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة انتشار شريحة شبابية في العراق تحمل اسم الـ “إيمو”، بالإشارة الى انها جماعة تميل الى العنف وتعبد الشيطان وتعيش على امتصاص الدماء، في حين ان الـ “إيمو” تعتبر أحد توجهات الثقافة الفرعية، يجمع بين من يتبناها الميل الى البؤس والتشاؤم، مما يدفعهم للانعزال عن مجتعهم المحيط بهم.
وكان أول ظهور للـ “إيمو” في ثمانينات القرن الماضي في أوروبا، ويتميز أعضاؤها بزيهم الخارجي الذي يغلب عليه السواد، وبقصّات شعر أقل ما يمكن ان يُقال في وصفها انها غير تقليدية، هذا في حال قرر أحدهم ان يقص شعره اذ يفضل الكثير من هؤلاء الشعر المنكوش.
الملفت ان شباب الـ “إيمو” بدأوا بالانتشار على نطاق واسع في السنوات الأخيرة في الكثير ان لم يكن في كل البلدان العربية، بما فيها تلك التي تطلق عليها تسمية “المحافظة” كالمملكة العربية السعودية، حيث يتم اعتقالهم من قِبل عناصر الأمن وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وعلى الرغم من ان ثقافة الـ “إيمو” استحوذت على عقول شباب وشابات في مصر، إلا ان الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد والتي أسفرت عن تعزيز مواقع الإسلاميين، جعلت من “البؤساء” أكثر بؤساً جراء تشويه صورتهم وملاحقتهم عبر المواقع الإلكترونية، وانضمت اليها وسائل إعلامية أخرى، مما حوّل بغداد الى المركز الأهم لنشاطات هذه الشريحة التي تحقق المزيد من الشعبية في الاوساط الشبابية.
ويشهد العراق ازدهار ثقافة الـ “إيمو” من خلال انتشار الألبسة والأقراص المضغوطة المحملة بأغانٍ تعكس روح هذه الثقافة “السوداء” على حد وصف مؤيديها ومعارضيها على حد سواء.
ومن البلدان العربية الأخرى حيث تنتشر ثقافة الـ “إيمو” الأردن، حيث يلتقي أبناء الطبقة المترفة وأقرانهم من الطبقات الأخرى، ويتساءلون عن “أتعس ما يمكن القيام به”، ليقترح أحدهم زيارة المقابر على سبيل المثال.
وتنشط مجموعة الـ “إيمو” الأردنية بالتواصل مع نظيراتها في العالم عبر الشبكة العنكبوتية، ويتبادلون آخر صيحات الموضة في عالم الحزن والتعاسة فيما بينهم.
وحول هذا الأمر يرى رجال الدين الإسلامي ان سبب انتشار ظاهرة الـ “إيمو” في المجتمعات العربية يعود الى ضعف توعية وتثقيف الجيل الناشئ على الأسس الإسلامية الصحيحة، وعدم تربيتهم كما ينبغي بناءً على الأخلاق الحميدة.
أما علماء النفس فيعزون انتشار هذه الثقافة القادمة من الغرب الى شعور الكثير من الشباب العربي لا سيما أبناء الطبقات الغنية منهم بالفراغ، مما يجعلهم يعانون صراعاً فكرياً يدفعهم الى تبني ثقافة الـ “إيمو” كرسالة تحدٍ لمن حولهم وللمجتمع ككل.
ويرى بعض أعضاء الـ “إيمو” انه من المجحف ربط من يتبنى هذا الفكر بالإحباط، اذ يعتبر ان اسم الثقافة الفرعية مشتق من “إيموشين” الإنكليزية في إشارة الى العاطفة، والى ان الإنسان العاطفي والحساس يعد مكوناً طبيعياً لها، مع التأكيد على ان الأمر لا يتعلق بالمظهر الخارجي كتزيين الحقائب بصور جماجم، أو الميل الى الصمت والعزلة والتلذذ بالشعور بالألم، أو تصوير شباب الـ “إيمو” وكأن كل واحد منهم دراكولا يعيش على امتصاص الدماء، والى ما غير ذلك من أقوال.