الغارديان : سورية تعيد انتشار قواتها في الجولان ما ينطوي على مخاطر بالنسبة لقوات حفظ السلام
ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية واخرى في الحكومة الاسرائيلية ان الجيش السوري قام باعادة انتشار قواته في هضبة الجولان وسحب جزء منها، ما زاد من المخاوف بشأن انتشار المسلحين الجهاديين هناك، الامر الذي يشكل خطورة على القوة الاممية لحفظ السلام هناك.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين يوم الاحد 7 ابريل/نيسان قولهم ان عمليات اعادة الانتشار الاخيرة للقوات السورية بالقرب من خط الفصل بين القوات كانت الكبرى خلال السنوات الـ 40 الاخيرة. ويعتقد الدبلوماسيون بانه تم نقل آلاف الجنود من الجولان الى ريف دمشق، حيث يجري الجيش السوري عملياته ضد المسلحين.
واشارت الصحيفة الى ان مجموعات مسلحة انتشرت في المناطق التي تم سحب القوات النظامية السورية منها، ما اثار مخاوف لدى اسرائيل من ان يستخدم الجهاديون تلك الاراضي كمعقل لشن هجمات على الاراضي الاسرائيلية.
وقال مصدر دبلوماسي غربي للصحيفة ان الحكومة السورية سحبت عددا من أفضل كتائبها من الجولان. واستبدلت بعضها بكتائب اخرى أسوأ تأهيلا، كما تم تقليص عدد عناصر الجيش هناك.
وقال مسؤول حكومي اسرائيلي رفيع المستوى ان قوات بعثة الامم المتحدة لمراقبة الفصل بين القوات اصبحت الآن أكثر اهمية مما كانت في اي وقت مضى. واضاف قوله: “نحن نعرف ان بعض الدول المشاركة (في البعثة) لديها شكوك، وهذا يثير قلقا لدينا. ونحن نحاول التواصل معها لكي نفهم ما تنوي القيام به في حال ازدياد خطورة الوضع. ونحن نعرف ان بعض الدول تتردد، وهذا الوضع ينطوي على مشاكل”. واشار الى ان اسرائيل على اتصال مع مقر الامم المتحدة في نيويورك لبحث امكانيات استبدال وحدات قوة السلام في حال قررت دولة ما سحب عناصرها. كما قال ان اسرائيل لا تستبعد سيناريو سيؤدي الى سحب البعثة، وتدرك تماما مدى هشاشة الوضع.
وتجدر الاشارة الى ان كرواتيا سحبت قواتها من البعثة في شهر فبراير/شباط الماضي. زد على ذلك ان الحكومة النمساوية بحثت ايضا احتمال سحب جنودها من البعثة الدولية التي تشكل القوة النمساوية نحو ثلثها وتعتبر من أهم مكوناتها. ولم تتخذ فيينا قرارا بشأن الانسحاب بعد.
ونقلت “الغارديان” عن مسؤول اسرائيلي آخر قوله انه “من الواضح ان البعثة الاممية تواجه مشاكل في الرد على التحديات الماثلة امامها. وان التقديرات الامنية الاسرائيلية تشكك في مدى الفاعلية الحقيقية للقوات الدولية فيما يتعلق بالتعامل مع قضايانا الامنية”.
واعرب المسؤول الاسرائيلي عن مخاوفه بشأن الوضع في الجولان، مشيرا الى انه كان هادئا منذ عام 1974، لكن الامر قد تغير الان. واكد ان اسرائيل تتابع تطورات الاوضاع.
سيريان تلغراف