لوس أنجلس تايمز .. صراع بين المسلحين والمجالس المحلية يعكس تشرذم المعارضة السورية وتشتتها
قالت صحيفة “لوس أنجلس تايمز” الأميركية إن هناك تنافرا بين المسلحين السوريين و “المجالس المحلية” التي تديرها وتمولها أجهزة المخابرات الفرنسية ، وجهات أخرى ، في سوريا ، حيث ينظر المسلحون إلى تلك المجلس باعتبارها وكيلة للغرب ومصالحه أو مصالح جهات خارجية أخرى ، ويرفض الكثير من المسلحين الاعتراف بها أو بما تقوم به .
وبحسب تحقيق الصحيفة الذي نشر أمس “غالباً بات يقود الانتفاضةَ المسلحةَ ضد النظام السوري أشخاصٌ من الوسط العمالي ، أما الأفضل تعليماً وغيرهم فيسعون لدخول المعترك السياسي من خلال مجالس المعارضة ، ان كان على المستوى المحلي أو الوطني . وينظر بعض المتمردين إلى تلك المجالس كأنها وكيلة للغرب أو لمصالح خارجية أخرى ، ويرفض العديد منهم الاعتراف بها” .
واضافت : “في المقابل ، إذا رفض قادة المسلحين التخلي عن نفوذهم بعد انتهاء الحرب الأهلية فستتحول سوريا إلى دولة فاشلة وإلى أرضية خصبة لأمراء الحرب وللميليشيات المتنافسة في ما بينها” .
وتابعت : “في محافظة إدلب ، مثلاً ، كما في غيرها من المحافظات ، تم انتخاب مجلس إدارة محلي برئاسة مدنيين . لكن وبالرغم من أنّ غالبية المحافظة هي في يد المتمردين ، فإنّ المجلس يعمل من تركيا . ويبدو أنّ السلطة التي يتحكم بها تشبه إلى حد ما السلطات التي تستحوذ عليها المنظمات الإنسانية ، وهذا هو جوهر مساهمته على الأرض ، حيث يقتصر دوره إلى حد بعيد على إرسال المساعدات وتأمين الموارد لإعادة تأهيل الخدمات ، مثل المياه والكهرباء . وفي غضون ذلك ، فإنّ سطوة المسلحين اتسعت خلف الخطوط الأمامية لتشمل السيطرة على الطرقات ، وتوزيع المساعدات الإنسانية إضافة إلى سيطرتهم على التجارة والمحاكم . ويشدد المتمردون على أنّ سيطرة الميليشيات الآن ، في زمن الحرب وانعدام الأمن ، لا تمنع من العمل على إقامة مستقبل ديموقراطي في سوريا . ويتحدث البعض منهم بشغف عن عودته إلى حياته الطبيعية بعد الصراع ، فيما يعتقد آخرون أنهم يستحقون بدلاً عن كل تضحياتهم” .
ويتساءل قائد “لواء عباد الرحمن” في معرة النعمان أحمد سعود : “أنا من بين أولئك الذين يقاتلون يومياً ويموتون ، ثم يريدون المجيء بشخص آخر لوضعه في المجلس؟ ” .
ويتساءل المتحدث باسم “كتيبة صقور الشام»” محمد أبو الزكي عاصي ، التي تسيطر مع “كتيبة شهداء سوريا” على منطقة جبل الزاوية في إدلب ، “بالنظر إلى أولئك الذين يؤلفون المجالس المدنية ، وقُلتُها مليون مرة ، متى انضموا إلى الثورة؟ ” .
ويوضح أنه “حضر انتخابات مجلس منطقته في تركيا منذ أشهر ، برغم أنه لم يكن مدعواً ، ويقول إنّ الناشطين المدنيين لا ينسقون مع المسلحين” .
وفي حين كان عاصي ، الذي كان يعمل تاجرا في لبنان قبل انطلاق الاحتجاجات ، يتحدث في كهف تحت منزله ، كانت إحدى المحطات التلفزيونية تبث خبراً عن اختيار “الائتلاف الوطني السوري” المعارض لغسان هيتو “رئيسا لحكومة موقتة” ، في خطوة أثارت غضبه وغضـب العديد من المقاتلين .
من جانبه ، يقول “عضو المجلس المحلي” في معرة النعمان عبد النصير ملص : “لم نقاتل لنخرج من سطوة نظام عسكري إلى نظام عسكري آخر” ، في إشارة إلى بعض الأعمال التي يقوم بها المسلحون .
سيريان تلغراف