الانتخابات الرئاسية وعودة بوتين الى الكرملين ، بقلم ميخائيل ريميزوف
صحيفة “روسيسكايا غازيتا” نشرت مقالة للمحلل السياسي ميخائيل ريميزوف علق فيها على الانتخابات الرئاسية، التي جرت في روسيا يوم الأحد الماضي، وتمخضت عن عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين لفترة رئاسية ثالثة تمتد 6 أعوام.
أعرب ريميزوف عن اعتقاده بأن ضعف المعارضة، كان أحد أهم أسباب فوز بوتين. واوضح أن “الحزب الشيوعي الروسي” و”حزب روسيا العادلة” حصلا على نتائج طيبة في الانتخابات التشريعية الماضية. لكنهما لم يعززا نجاحهما بالارتقاء إلى مستوى متطلبات الشارع الروسي المتطلع إلى التجديد، فحصل مرشحاهما على نسبة ضئيلة من الأصوات. وبالإضافة إلى ذلك، كانت الحملات الانتخابية لمرشحي أحزاب المعارضة الثلاثة خالية من الابتكار، ولهذا لم تستطع أن تسلب بوتين شيئا من شعبيته. أما حملة فلاديمير بوتين فكانت الأشمل والأكثر شعبية. حيث تعهد بوتين في رسائله، التي وجهها للناخبين، بالعمل على مكافحة الفساد والفاسدين، والمضي قدما في إجراء إصلاحات ديموقراطية. وبذلك اختطف بوتين الشعارات التي كانت ترددها المعارضة، فكان الفوز حليفه.
لكن احتفاظ بوتين بالفوز، يتطلب منه أن ينصت لمطالب المعارضة. وقد تكون الترجمة الحقيقة لهذا الإنصات، تتمثل في تشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها جميع القوى السياسية في البلاد. وبذلك يجد قادة المعارضة أنفسهم معنيين بتحقيق الوعود التي أطلقها بوتين لناخبيه خلال حملته الانتخابية. لكن المهمة الأبرز بالنسبة لبوتين، خلال فترته الرئاسية المقبلة، تتمثل في تطوير الديمقرطية، وتأمين تداول السلطة بطرق دستورية. وهذا بدوره يشكل ضمانة مثالية للحيلولة دون حدوث هزات ثورية، أو تدخلات خارجية سافرة في الشأن الداخلي الروسي.
لا بد من الاعتراف بأن مثل هذا النظام لم يترسخ حتى الآن في روسيا. والسبب في ذلك يعود إلى عدم وجود فريق بديل قادر على الإمساك بزمام السلطة. وانطلاقا من ذلك يتعين على بوتين أن يجري إصلاحات في نظام تعيين حكام الأقاليم، بحيث يكون النظام قائما على الانتخاب. وهذا من شأنه أن يساعد في إفراز جيل من السياسيين الذين يتمتعون بالخبرات الإدارية المطلوبة. وقد يشكل هؤلاء، يوما ما، بدائل مناسبة للسلطة الحالية. إن من واجب بوتين، في ولايته الرئاسية الثالثة، أن يبقي قنوات المشاركة السياسية مفتوحة أمام الجميع، وألا يعمد إلى تأجيج الخلافات بين أحزاب المعارضة، لينشغل أحدها بالآخر ولكي لا تصبح حالة الاستقرار، التي تسود في روسيا منذ مطلع القرن الحالي، ضحية الاستبداد والجشع السلطوي.
المصدر : روسيا اليوم