الصحف العالمية

نيزافيسيمايا غازيتا : “أصدقاء سورية” يتعثرون في حمص

صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” تناولت الأزمة السورية، معتبرة أن اقتحام مدينة حمص من قبل الجيش النظامي السوري مؤخراً، شكل بداية مرحلة جديدة في الأزمة السورية.

وذكرت الصحيفة أن مدينة حمص شهدت بعد ذلك، عملياتِ تمشيط واسعة النطاق في أحيائها المختلفة، ومنعت السلطات هناك، قوافل الصليب الأحمر من دخول حي بابا عمرو، الذي شهد اشتباكات عسكرية طيلة الفترة الماضية.

وتتحدث وسائل إعلام غربية، حاليا، عن قصف مستمر لمدينة حمص بالأسلحة الثقيلة، وعن عمليات اعتقال عشوائي، وإعدامات ميدانية لنشطاء المعارضة.

ومن الجدير بالذكر أن الأنباء التي تحدثت عن أسر القوات الحكومية السورية لعدد من العسكريين الفرنسيين في مدينة حمص، تجاهلتها الجهات الرسمية الغربية، ووسائل الإعلام الغربية الرئيسية، دون أن تنفي أو تؤكد صحتها. لكنّ صحفا محلية غربية، تحدثت عن اعتقال أكثر من مائة عنصر من القوات الخاصة الفرنسية، وعشرات المقاتلين من لبنان والعراق وأفغانستان وتركيا.

إن نتائج تلك العملية العسكرية لا تترك مجالا للشك في أن اقتحام حمص، يشكل نقطة انعطاف في تاريخ الأزمة السورية. ويعزز هذا التصور، الانقسام في صفوف “أصدقاء سورية” الذي أصبح أكثر وضوحاً. لأن الكثير من أعضاء هذه المجموعة  بدأوا، على مايبدو، يفكرون بشكل جدي بالعواقب المحتملة للفوضى التي ستجتاح سورية. ولا يريدون تحمل المسؤولية عن إراقة الدماء في ذلك البلد. فعلى سبيل المثال، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، يوم الجمعة الماضي، أنه بدون قرار من مجلس الأمن، لا يمكن الحديث عن أي تسليح المعارضة. ويأتي الموقف الفرنسي هذا متناغما مع موقفي روسيا والصين، اللتين تحولان دون اتخاذ قرار من هذا النوع في مجلس الأمن. ومن الخطأ الربط هنا بين الموقف المبدئي الذي تتخذه روسيا، وبين استثماراتها في الاقتصاد السوري، أو القاعدة العسكرية البحرية الروسية في ميناء طرطوس، أو عقود الأسلحة مع ذلك البلد. والحقيقة أن موسكو تتخذ هذا الموقف خشية أن يشكل ذلك سابقة، تسمح للولايات المتحدة وحلفائها بالتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة تحت ذريعة حماية المدنيين. ولهذا نجد اليوم أن المسؤولين الرسميين الأمريكيين يتصرفون بحذر أكثر، ويتحدثون في تصريحاتهم، عن اختلاف واضح بين الحالتين الليبية والسورية، وعن عدم وجود معارضة موحدة ومنظمة تقف ضد الأسد.

لا بد من الإشارة هنا إلى أن الهزائم العسكرية، التي تتكبدها المعارضة السورية، من المستبعد أن تدفع الدعاة الأساسيين للإطاحة بنظام الأسد إلى التخلي عن هذا المخطط، ذلك أن المملكة العربية السعودية وقطر، على سبيل المثال، جعلتا مسألة تغيير النظام في دمشق، مسألة مبدأ. فالرياض والدوحة مصممتان بشكل جدي على حرمان طهران من حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط. وهما على استعداد للمضي قدماً لتحقيق هذا الهدف، حتى ولو كان الثمن حربا أهلية في سورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock