أفاد تقرير دبلوماسي عن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى باريس إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مرر إلى كيري أثناء اللقاء رسائل عدة تتمحور حول الموقف الفرنسي من الأزمة السورية، شددت على “اقتناع فرنسا بضرورة حل الأزمة سياسيا، على أن يجري ذلك بالتوازي مع تقوية قدرات المعارضة لإحراز تقدّم ميداني ينعكس تغييرا في ميزان القوى”، مشيرة إلى أن “باريس تراهن اليوم على إمكان إحراز تقدم على صعيد إقناع الأميركيين بتعديل مقاربتهم تجاه الأزمة السورية، ولا تخفي انزعاجها من التقارب الأميركي – الروسي في هذا الموضوع، وربما تعتبر أن هذا الوقت هو الأمثل لتنفيذ الاختراق المطلوب في الموقف الاميركي الذي يبدو أنه يغادر موقع الاستراتيجية غير الواضحة، إلى موقع أكثر وضوحا يطلق يد الروس في سوريا لإيجاد الحل على خلفية قرار للرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم التدخل في النزاعات الخارجية، وذلك في مقابل توضيح “الغموض البناء لاتفاق جنيف حول المرحلة الانتقالية”.
ولفتت إلى أن “هذا الأمر يفسر، من جهة، توصيف الخارجية الفرنسية لجولة كيري بأنها “لحشد الدعم والتأييد الدوليين في محاولة لإقناع البيت الابيض بتعديل موقفه”، ومن جهة أخرى البرودة التي سادت لقاء الرئيسين الفرنسي والروسي، ومن هنا الإشارة الفرنسية إلى “تطور محتمل” قد يكون بعد الإجابة على أسئلة أميركية محدّدة في شأن سبل مساعدة المعارضة عسكريا مع ضمان عدم وصول السلاح الى الأيدي الخطأ، خصوصا بعد إشارات ثلاث: الأولى هي تسريب صحيفة “نيويورك تايمز” خبر إيعاز الإدارة الأميركية بتدريب مقاتلين للمعارضة في قاعدة داخل منطقة لم يحدّد مكانها، الثانية هي زيادة الدعم الاميركي للجيش السوري الحر بمبلغ 60 مليون دولار يشمل تدريبات لمقاتليه، وهو ما عدته المعارضة السورية تطورا نوعيا في الدعم الأميركي، والثالثة حديث هولاند خلال زيارته روسيا عن إمكان تجاوز الحظر الاوروبي لتسليح المعارضة عبر تصدير السلاح من خلال بلدان أخرى في حال طلبه”.
وأشارت إلى أن “الجانبين بحثا الملف السوري بشكل معمق، وأعلن كيري عن نية بلاده تقديم المساعدات العسكرية غير القتالية إلى المعارضة السورية، إي إلى الائتلاف السوري المعارض والجيش السوري الحر بشخص الجنرال سليم ادريس، رئيس القيادة المركزية فيه، وهو منشق عن الجيش السوري ويلعب دورا اساسيّا في التواصل بين المجتمع الدولي والائتلاف المعارض والجيش السوري الحر”، مؤكدة أنه “لم يتقرر بعد شكل هذه المساعدات غير القتالية التي يمكن أن تشمل الآليات والبذّات الواقية من الرصاص والتجهيزات المكتبية اللوجستية”.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن “الجيش السوري الحر” يحرز تقدما على الأرض، وإنّ المرحلة المقبلة ستبين ذلك وتظهر نتائج القرار بزيادة المساعدة إلى المعارضة السورية”.
وعن قيام دول خليجية بتسليح المعارضة، فقالت المصادر الدبلوماسية أن “واشنطن لا تشجع ولا تمنع هذه الدول من القيام بذلك، لكنها تنبّه الى ضرورة التعاون الدولي لكي لا يقع السلاح في يد مجموعات متطرّفة إرهابية”، مؤكدة أن “التعاون مستمر بين واشنطن ودول الخليج حول الملف السوري، وهي نسّقت مثلاً مع قطر لحض الائتلاف السوري المعارض، ومن ضمنه المجلس الوطني السوري، على العودة عن مقاطعة اجتماع أصدقاء الشعب السوري في روما”.
سيريان تلغراف