المنار : نشر مجموعات ارهابية للسيطرة على حزام جغرافي على طول الحدود مع هضبة الجولان
منذ شهور انضمت دول في المنطقة الى قائمة الدول التي تستقبل ارهابيين مرتزقة للقتال في سوريا، ويتم اختيار هؤلاء حسب المقاييس المسموح بها من قبل الأنظمة المشاركة في الحرب الارهابية الكونية على الشعب السوري. وتكشف (المنــــار) في هذا التقرير استنادا الى مصادر خاصة واسعة الاطلاع، عن أن الدول المذكورة تستقبل مجموعات ارهابية من الشباب من جنسيات مختلفة تقوم شركات خاصة تحت تصرفها ميزانيات ضخمة على تجنيدهم في دول عربية وافريقية، وأبرز الدول التي تنشط فيها هذه الشركات هي اليمن وتونس ومصر والجزائر وصولا الى دول اسلامية بعيدة، حيث يتم غسل أدمغة هؤلاء الشباب “بأن ساعة الجهاد قد حانت”.
وتقول هذه المصادر أن في صفوف هذه الشكات ضباط متقاعدون من عدة دول، من بينها اسرائيل وبريطانيا وأمريكا وفرنسا، ودول خليجية ومن دول اخرى في المنطقة، وباتت هذه التجارة مربحة ومدعومة من أجهزة استخبارات الدول المشاركة في الحرب على سوريا، كما اتسعت الرقعة الجغرافية لأماكن التجنيد وتجميع الشبان وارسالهم الى مراكز التدريب في طريقهم الى داخل سوريا.
والتركيز في هذا التقرير الخاص هو على الذين يتم احضارهم وتدريبهم واقناعهم بالمال ووسائل المتعة ثم التوجه في رحلة قتال مدفوعة الأجر داخل سوريا، وتختلف طبيعة هذه الشرائح من الشبان، فالبعض منهم وتحديدا من دخلوا الاراضي السورية بداية الازمة كانوا من خريجي الحرب في ليبيا، ويقودون مع منشقين وارهابيين المجموعات الارهابية التي تقاتل في سوريا، وهؤلاء يعتبرون نواة ما يسمى بالجيش الحر، وهم خليط من القيادات المتمردة.
فرق جديدة من الارهابيين
لكن، نتحدث هنا، عن فرق جديدة من الارهابيين بدأت تتلقى تدريبات في دولة بالمنطقة في معسكرات شهدت في السابق تدريبات سريعة لمجموعات من الارهابيين، وارسالهم الى الاراضي السورية، وفي الاشهر الاخيرة تحولت هذه المعسكرات الى مراكز تأهيل خاصة يشرف على التدريب فيها ضباط سابقون في الوحدات الخاصة، وعناصر من شركات أمنية غربية، اشترت قطر والسعودية خدمات هذه الشركة.
وتؤكد (المنـــار) أن طبيعة المهام التي تتدرب عليها هذه المجموعات التي يتم اختيارها بعناية، انها مهام خطيرة للغاية، وحسب المصادر الخاصة، فان كل مجموعة تدخل الى التدريب تضم ما بين 70 ـ 150 عنصرا لكل دورة تدريبية، في المعسكرات الثلاثة، ويخضع هؤلاء لدورات مكثفة تستمر لاسابيع ثلاثة، وفي نهاية التدريب، يتم تقسيمهم الى فرق على رأس كل فرقة ضباط عسكريون من دول خليجية واوروبية ومن منشقين عن الجيش السوري، متواجدين في ساحة تلك الدولة لتحقيق الهدف من وراء التدريب المكثف لهذه المجموعات الارهابية الخاصة، وحسب المصادر ذاتها أنه حتى الان تم تدريب 1500 عنصر في المعسكرات الثلاثة، ويجري نقلهم الى داخل سوريا لنشرهم في أماكن محددة على طول الحدود مع هضبة الجولان، فهؤلاء قد اوكلت اليهم مهمة محددة، وهي السيطرة على حزام جغرافي في المنطقة الحدودية، واستهداف القوات العسكرية السورية المنتشرة هناك، ومنع أي مجموعات مقاتلة من الاقتراب من هذه المنطقة.
وتضيف المصادر الخاصة لـ (المنـــار) أن عملية الانتشار لهؤلاء الارهابيين تتم بعلم العديد من الأطراف المتورطة في الازمة السورية، بمساندة تامة من الولايات المتحدة واسرائيل وبتمويل قطري سعودي، وتقوم اسرائيل بمساندة هذه المجموعات التي بدأت بالفعل تكثيف هجماتها على المواقع السورية في المنطقة الحدودية، وهذه المساندة الاسرائيلية من خلال استهداف المواقع المحصنة للجيش السوري المستعصية على المجموعات الارهابية، وهناك مساندة طبية لهؤلاء الارهابيين داخل المراكز الصحية في العمق الاسرائيلي، بالاضافة الى توفير المعلومات الاستخبارية بعد تشكيل “هيئة اتصال وتنسيق” بين الارهابيين والقوات الاسرائيلية التي تتابع لحظة بلحظة ما يجري وراء السياج.
وفي محاولة للتعرف أكثر على أهداف هذا الانتشار ومدى استجابته لمخاوف اسرائيل الأمنية، تقول المصادر الخاصة لـ (المنــــار) أن المعلومات المتوفرة لدى الجانب الاسرائيلي وأطراف التآمر على سوريا تشير الى وجود العديد من المجموعات “الجهادية” التي لا يمكن السيطرة عليها مستقبلا، ولهذا السبب استقدمت المجموعات الارهابية المدربة الى المناطق الحدودية لمنع أي سيطرة على القرى السورية المحاذية لهضبة الجولان، باستثناء المجموعات التي يجري تدريبها والتي أشرنا اليها وبالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر والسعودية، والمقبولة والمدعومة اسرائيليا، وذلك لتشكيل حزام آمن حماية لاسرائيل وخلق تواجد أمني يمكن الوثوق به والتعاون معه في تلك المنطقة، واشارت المصادر الى أن طبيعة الاسلحة التي تسلم الى هذه المجموعات التي تدربت في المعسكرات الثلاثة تختلف عن الاسلحة التي بحوزة باقي المجموعات الارهابية التي تواصل سفك دماء أبناء سوريا.
سيريان تلغراف