المنار : اوباما يخشى على استقرار النظام السعودي
كشفت مصادر خاصة واسعة الاطلاع لـ (المنـــار) أن الموضوع السعودي كان من بين المسائل والامور التي طرحت في لقاء الرئيس الأمريكي المغلق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، وهو موضوع خطير وحساس ليس فقط على المصالح الامريكية وانما على أمن المناطق الجنوبية في اسرائيل، واتفق اوباما ونتنياهو على ان الوضع السعودي يجب متابعته ومراقبته عن قرب، بسبب التطورات الداخلية في هذا البلد. وتقول المصادر أن الملفت هنا، هو حجم الاستياء وفقدان الأمل الذي يشعر به الجانب الامريكي من عدم قدرة النظام السعودي على قمع المحتجين وصد أي تسلل “لرياح الربيع العربي”، وذلك من خلال اجراءات داخلية تساهم في ضمان اخماد حالة الغليان المتصاعدة في الشارع السعودي.
وحسب هذه المصادر فان الاستياء الأمريكي والمخاوف من سقوط النظام السعودي أو على الأقل حدوث ارباك أمني غير محمود يزعزع النظام بحيث يصبح من الصعب اسناده امريكيا بشكل يضمن بقاءه ركيزة لمصالح الولايات المتحدة في منطقة الخليج.
وتضيف المصادر أن الوضع في السعودية صعب وخطير وارسال طواقم اصلاحية امريكية لوضع النظام السعودي على بداية طريق الاصلاح السياسي ليس كافيا، على الرغم من أن النظام في الرياض وهروبا من خانة “التصفية الامريكية” للانظمة في الساحة العربية استجاب ومنذ صعود “الحركات الاحتجاجية” في العالم العربي للكثير من الاملاءات الامريكية التي ترجمتها السعودية بصورة أمنية ومالية وأخرى سياسية، فمن الناحية العسكرية نشطت أذرع الأمن السعودي عسكريا واستخباريا بقوة، وما زالت تقوم بمهام مرسومة محدودة في اليمن والبحرين وفي سوريا، وفي كل ساحة من هذه الساحات تنشط أجهزة الأمن السعودية بشكل وأسلوب مختلف، ففي اليمن تعمل القوات السعودية بشكل سري وعبر أساليب عدة الى جانب القوات الأمريكية في التأثير على الاوضاع الأمنية في هذا البلد، وايضا مشاركة الولايات المتحدة في توفير جميع أنواع الدعم الممكن لعمليات استهدف العناصر المسلحة المعادية لمصالح أمريكا في اليمن.
كما تنشط السعودية في تجنيد المرتزقة من الشبان وارسالهم الى “الجهاد” في الساحة السورية، وفي البحرين، تبارك الولايات المتحدة وتوفر المظلة المطلوبة سياسيا ودبلوماسيا للتدخل السعودي ، حيث تتعامل السعودية مع البحرين كمنطقة تحت الحكم العسكري لافشال أي تحرك ديمقراطي يسقط العائلة الحاكمة في المنامة، وما يحدث في سوريا من تورط سعودي فله دافعان:
الدافع الأول: ضرورة مشاركة أمريكا ماليا ولوجستيا في تغيير الواقع في منطقة الشرق الأوسط لضرب ما يسمى بـ “محور الشر”.
الدافع الثاني: ما يجري في سوريا هو سباق بين أطراف عديدة في المنطقة ترغب في تقديم ما يثبت ولاؤها لأمريكا طمعا في مكانة مميزة في الشرق الاوسط الجديد الذي تعمل واشنطن على رسم خريطته في هذه الأيام.
وتؤكد المصادر أن اوباما خلال لقاءاته في اسرائيل اعترف بأن الاوضاع في السعودية معقدة وصعبة الى درجة أن الجيش السعودي قد يفشل مستقبلا في توفير الحماية المطلوبة للنظام ومنعه من السقوط، وتعزز حالة الاستياء والمخاوف لدى أمريكا، الوضع الصحي المتدهور لأبرز رموز النظام السعودي من الملك الى ولي العهد الى العديد من الأمراء في الدائرة المقربة من العاهل السعودي.
ويرى البعض أن النظام السعودي قام باجراءات مختلفة في محاولة لتدعيم الاستقرار ووقف حالة الاهتزاز التي تهدد بقاءه، الا أن هذه الاجراءات الشكلية تزول اثارها سريعا، وتعود الاوضاع الى المربع الأول كما أن الاجراءات التي يقوم بها الملك في قمة الهرم العسكري وبشكل خاص الحرس الوطني العمود الفقري للنظام، تهدف بالاساس الى منع أي تسرب لعناصر غير مرغوب بها الى مواقع حساسة، ولضمان السيطرة على القوى العسكرية والاستخبارية في المملكة، ولم يستبعد مسؤول أمريكي رافق اوباما في زيارته لاسرائيل حدوث اقتتال داخل العائلة المالكة، ويضيف المسؤول الامريكي، أن العائلة السعودية تستغل بشكل كبير الاماكن المقدسة لتعزيز مكانتهم السياسية وتحصين حكمهم أمام أية انتقادات، الا أن هذه الطريقة فشلت.
سيريان تلغراف