تصدر الموضوع السوري المباحثات التي اجراها سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا مع نظيره الاردني ناصر جودة في موسكو يوم 5 مارس/ اذار الجاري. وقال لافروف في اعقاب المباحثات انه سيناقش الاوضاع السورية مع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الجامعة العربية يوم 10 مارس/اذار في القاهرة.
وقال لافروف إن “روسيا والاردن ينطلقان من منطلق أساسي حاليا هو وقف اعمال العنف من أي طرف كان كما جاء في المبادرة الاساسية للجامعة العربية التي اعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 والتي حظيت بدعم روسيا. إن هذه المبادرة كانت اساسا لمشروع القرار الروسي الذي قدمناه الى مجلس الامن الدولي في نهاية السنة المنصرمة”. وأكد أن روسيا مازالت على استعداد لقبول حلول موحدة للمجتمع الدولي على اساس هذه المبادرة.
وأضاف أنه ” تدور حول سورية حاليا احداث مختلفة جدا. المعلومات ترد من مصادر مختلفة وهذه المعلومات غير مشجعة من ناحية المسألة الرئيسية – وقف العنف. وهناك معلومات تفيد بأن الامر لا يقتصر على توريد الاسلحة للمجموعات المسلحة التي تقاتل ضد القوات الحكومية، بل وبدخول مقاتلين من دول اخرى لمساندة هذه المجموعات”.
واعرب لافروف عن الأسف “لأن بعض قادة المعارضة السورية يعلنون عن رغبتهم في استمرار الكفاح المسلح”. وقال: “لذلك فإن الموافقة على ضرورة وقف العمليات العسكرية والطلب من الحكومة السورية سحب قواتها من المدن والمراكز السكنية الاخرى، لابد أن يقابلا بنفس الشيء من جانب الطرف الاخر”. واضاف “وإلا من غير المعقول أن ننتظر من احد الأطراف وقف العنف، في الوقت الذي سيقوم فيه الطرف الاخر باحتلال المواقع التي تنسحب منها القوات الحكومية”.
وقال: “حول هذا الموضوع نريد أن نتحاور يوم 10 مارس/ اذار في القاهرة، حيث سيجري لقاء مع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الجامعة العربية. نحن نشكر اصدقاءنا في الاردن لمساندتهم مثل هذا الحوار. نحن نثمن هذا عاليا”.
روسيا تتطلع الى لقاء القاهرة كفرصة للخروج بتحليل للاوضاع في سورية
قال لافروف إن روسيا تتطلع الى لقاء القاهرة كونه فرصة للخروج بتحليل للاوضاع السورية من جميع الجوانب.
وقال: “نعتبر اللقاء مع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الجامعة العربية يوم 10 مارس/أذار، مرحلة مهمة وفرصة للتوصل الى تحليل للاوضاع من جميع الجوانب”. واضاف: “لا أعتقد بأن هناك حاجة الى مبادرات جديدة، لأن المبادرات الموجودة كافية: مشروع القرار الروسي ومبادرة جامعة الدول العربية”. وأشار إلى أن هاتين المبادرتين لاتختلفان في المسائل المبدئية. وقال إنهما متطابقتان من الناحية الإستراتيجية.
واشار لافروف الى أن ” المهم من الناحية التكتيكية هو كيفية ترتيب تعامل المجتمع الدولي. وأعتقد هنا أن لقاءنا في القاهرة يوم 10 مارس/اذار، يمكن أن يثمر عن أفكار مهمة نستطيع تقديمها سوية ضمن سياق دولي واسع”.
لافروف: دعوة المجلس الوطني السوري الى تشكيل مايسمى بالمكتب العسكري يؤجج النزاع في سورية
قال لافروف، إن دعوة المجلس الوطني السوري الى تشكيل ما يسمى بالمكتب العسكري يؤجج النزاع في سوريا وقال: “دعا غليون زعيم احدى المجموعات المعارضة الى تسليح المعارضة بخلاف ما صرح به في موسكو، اضافة الى دعوته العلنية لتشكيل مايسمى بالمكتب العسكري على الاراضي التركية، أي انه يضع مسائل محددة من اجل تأجيج النزاع، وليس من أجل اخماده”.
وقال لافروف، إن روسيا مستعدة كالسابق لقبول حلول المجتمع الدولي بشأن سورية على اساس مشروع القرار الروسي المقدم الى مجلس الامن الدولي.
وقال: “نحن على استعداد لقبول حلول المجتمع الدولي استنادا الى مبادرة جامعة الدول العربية المؤرخة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني ومشروع القرار الروسي المقدم الى مجلس الامن الدولي.. تجري في سورية احداث كثيرة والاخبار غير مشجعة”.
وحسب قوله، إن روسيا والاردن ينطلقان من أن “الشئ الرئيسي حاليا هو وقف العنف من أي طرف كان”.
واشار لافروف الى أن روسيا والاردن تساندان بداية ايصال المساعدات الانسانية الى سورية.
وقال ” نحن متفقان على ضرورة الاسراع في البدء بإيصال المساعدات الانسانية الى سورية”.
ناصر جودة : الاردن ضد التدخل العسكري في شؤون سورية
من جانبه قال ناصر جودة وزير خارجية الاردن، إن بلاده ضد أي تدخل عسكري خارجي في شؤون سورية.
وقال: “إن ما يجري في سورية يدعو الى الاسف والقلق، وإن تلك القرارات التي اتخذت في اطار جامعة الدول العربية، تعكس تماما موقفنا في ما يخص الوقف الفوري لاعمال العنف وضد التدخل العسكري”.
وعبر ناصر جودة عن أمله بأن ” يبقى حل المشكلة السورية ضمن إطار جامعة الدول العربية، ومن الضروري بذل المساعي لوقف النزاع”.
لافروف: روسيا خصصت مليون فرنك سويسري لعمل الصليب الاحمر الدولي في سورية
اعلن لافروف أن روسيا خصصت مليون فرنك سويسري لعمل منظمة الصليب الاحمر الدولي في سورية لتقديم المساعدات الانسانية الى سورية.
وقال: “قبل ايام قررنا تخصيص مبلغ مليون فرنك سويسري لعمل منظمة الصليب الاحمر الدولي في سورية، وسوف نستمر في تقديم المساعدات الانسانية الى الشعب السوري باشكال اخرى ايضا”. واضاف ” وسوف ندعم مهمة كوفي عنان الذي عينته الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كمبعوث لها الى سورية”.
وقال “اننا نعلق الامال على هذه المهمة، فهو دبلوماسي قدير والتفويض الممنوح له يتضمن ضرورة خلق ظروف لبدء الحوار بين الحكومة السورية وكافة اطراف المعارضة”.
واشار الوزير الروسي الى انه على طاولة مجلس الامن الدولي ” مازال مشروع القرار الروسي مطروحا. نحن نعول جدا على انهم لم ينسوه ونحن نذكر بقية الشركاء في مجلس الامن الدولي”.
لافروف يعرض على الغرب ممارسة نهج مشترك مع روسيا ازاء سورية
يرى سيرغي لافروف ان الغرب يجب الا يدعو موسكو الى الضغط على نظام بشار الاسد بل يتعاون معها في العمل على تسوية النزاع في سورية. وقال في مؤتمر صحفي عقد يوم 5 مارس/آذار :” ليست كل القرارات بيدنا. واننا نقتنع مرة اخرى بضرورة عدم انتظار اتخاذ خطوات سحرية ما بل الجلوس الى طاولة المفاوضات والاتفاق على ممارسة نهج مشترك من شأنه ان يؤثر على كل الاطراف السورية والحيلولة دون ان يتبادل بعضها مع الآخر بالنيران ويتوصلان الى اتفاق. واضاف قائلا:” قد سمعت اكثر من مرة من ممثلي وزارة الخارجية الامريكية والبيت الابيض انه يجب علينا الضغط على الاسد. فيما نود يضا ان تتخذ الولايات المتحدة خطوات ما وخاصة فيما يتعلق بالتسوية الفلسطينية الاسرائيلية واجتثاث صناعة المخدرات في أفغانستان. لكننا نفهم جيدا ان اية مشكلة دولية لا يمكن حلها باتخاذ جهود من قبل دولة واحدة. ولا بد من اتخاذ جهود مشتركة”.
وقال لافروف ان موسكو قلقة من ان ممثل المعارضة السورية برهان غليون دعا مؤخرا الى تسليح المعارضين السوريين واستحداث مكتب عسكري في تركيا. ويعني ذلك انه يخطط لتضخيم النزاع وليس لاجتثاثه.
لافروف : صريحات بان احدا لا ينوي التدخل في الوضع بسورية لا يعكس تماما مواقف بعض الدول
قال لافروف ان الصريحات بان احدا لا ينوي التدخل في الوضع بسورية لا يعكس تماما مواقف بعض الدول. وقال: “هناك بعض الشكوك بشأن تصريحات ادلى بها ديفيد كامرون رئيس الوزراء البريطاني حيث رد على سؤال وجه اليه عما هو فرق بين الوضع في ليبيا وسورية وقال شيئا مثيرا جدا مفاده انه ليس هناك قرار صادر عن مجلس الامن الدولي بالنسبة الى سورية. ويعني ذلك ان كل التصريحات التي تفيد بان احدا لا ينوي التدخل في سورية”.
موسكو تشيد بالجهود الاردنية الرامية الى تطوير الحوار بين اسرائيل وفلسطين
وأعلن لافروف في أعقاب محادثاته مع نظيره ناصر جودة ان موسكو تشيد بالجهود الاردنية الرامية الى تطوير الحوار بين اسرائيل وفلسطين. واضاف قائلا:” يجب مواصلة تلك الحوارات وبالطبع على اساس القوانين الدولية.
واشار ناصر جودة الى ان القضية الفلطينية تتصدرالقضايا في المنطقة فيما يتعلق بحق الفلسطينيين بإنشاء دولة مستقلة على اساس القرارات الدولية والقانون الدولي”. واضاف قائلا:” كانت الاردن على اتصال دائم مع كل اطراف النزاع”.
واطلع جودة لافروف على الوضع في بلاده والاصلاحات التي تجرى هناك والنتائج المتوصل اليها.
ودعا جودة الى تعزيز العلاقات بين الاردن وروسيا.