المنار : “المأذون الأمريكي” يشهر العلاقة بين أنقرة وتل أبيب وعطاء “التطبيع” يرسو على أردوغان
افتتح الرئيس الأمريكي موسم تدشين المراحل الجديدة، القائم على تأسيس الشراكات والتنسيق عالي المستوى، بمرحلة العلاقة المميزة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، ورفض أوباما مغادرة المنطقة قبل أن يحقق المصالحة التي طال انتظارها بين أردوغان رئيس الوزراء التركي وبنيامين نتنياهو في مرحلة تجديد التحالفات، والهدف الرئيس من التلاحم التركي الاسرائيلي الأمريكي يعود لاحتياجات ومصالح أمنية حساسة تستدعي ابقاء قنوات الاتصال دافئة بين الدول الثلاث، فالمرحلة المقبلة مليئة بالمفاجآت، وتستدعي من هذا التحالف تحركات مشتركة، وتعاون في العلن حيث لم يعد اللعب في الهامش المظلم وخلف الكواليس كافيا لاستيعاب التحركات الضخمة التي ستشهد المنطقة في الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة، وهي تحركات سياسية وعسكرية، وغير مقتصرة على الساحة السورية فقط، فالقيادة التركية تقنعت بالتوتر مع اسرائيل وافتعال الاحداث معها للتسلل الى الساحة العربية، وبدأت مرحلة جديدة تستدعي التعاون العلني بين أنقرة وتل أبيب وواشنطن، يحتاج فيها أردوغان الى خطوة للتغطية على الدور الموكل اليه، فكان الاعتذار من جانب نتنياهو، بعد اتصالات مكثفة لعبت فيها واشنطن دور الوساطة من خلال وزير خارجيتها، وتواجد مستشار نتنياهو المحامي اسحق مولخو في أنقرة لعدة أيام.. انه الاعتذار لتعميق التسلل التركي في الساحة العربية، والتمهيد لخطوات ومواقف خطيرة ستتخذها أنقرة في المرحلة القادمة وتخدم المصالح الامريكية الاسرائيلية.
وتقول مصادر سياسية أمريكية واسرائيلية لـ (المنــار) أن اعلان عودة المياه الى مجاريها بين تركيا واسرائيل يهدف بالاساس الى منح تركيا في المرحلة القادمة دورا اساسيا تحلم به وتتمناه في عدة ملفات اضافة الى دورها في تخريب وتدمير الدولة السورية، وهو الدور الذي تحتاجه أمريكا وترحب به اسرائيل وتتمناه قطر والسعودية في ملف الصراع العربي الاسرائيلي، فالسعودية تدرك مدى حاجتها للدور التركي الذي تمكن من تسويق نفسه في الساحات العربية بشكل يثير غيرة وحسد آل سعود، فأزمة الحملة العسكرية الاسرائيلية على غزة وحادث سفينة “مرمرة” جعلت تركيا تضطر الى التخلي عن دور كانت تعتبره مدخلا لاعادة بريقها وتسليط الضوء عليها في الشرق الاوسط، وهو دور رعاية مساعي البحث عن السلام بين العرب واسرائيل.
وتضيف المصادر أن اشهار العلاقة من جديد بين أنقرة وتل أبيب يعني تسهيل مهمة عودة التأثير التركي بتنسيق اسرائيلي في ملفات المنطقة، ودعم التطبيع العربي ـ الاسرائيلي، وهذه العودة العلنية تأتي بعد خطوة أمريكية جعلت نتنياهو وأردوغان يسقطان بعض الحسابات، فقامت تل أبيب بخطوة دراماتيكية من خلال الاعتذار واجراء استطلاع سريع للآراء داخل الحكومة الاسرائيلية وخلال تواجد الرئيس اوباما، سمحت بتحقيق ما سعت اليه الولايات المتحدة.
وتؤكد المصادر أن هناك خطوات مرتقبة للولايات المتحدة في المنطقة وضعها الوزير الامريكي جون كيري أمام أردوغان وأطلع اوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي عليها خلال زيارته، هذه الخطوات وضعت أنقرة وتل أبيب أمام خيار واحد فقط، وهو ضرورة تنقية الاجواء بين البلدين، لضمان نجاح عملية اعادة رسم خارطة المنطقة حسب رغبة واشنطن وحلفائها في المنطقة، وتفيد المصادر أن اوباما الذي يدرك حجم المسؤوليات التي تنتظره في الولايات المتحدة بعد رحلة “الاستجمام” في اسرائيل هي تحديات كبيرة جدا، لذلك، يغب الرئيس الامريكي في تقوية وتعزيز التعاون بين أبرز “مقاولي” امريكا في الشرق الاوسط اسرائيل وتركيا، وترى واشنطن أن الدور الاسرائيلي مكمل للدور التركي، والعكس صحيح، كما أن المصالحة واشهار عودة العلاقات بين تل أبيب وأنقرة سوف تسهل مهمة رئيس الدبلوماسية الامريكية كيري الذي سيبدأ قريبا تنفيذ هذه المهمة الموكلة اليه، كما أن المنطقة تستعد خلال الاسابيع القليلة القادمة لاستقبال وزير الدفاع الامريكي حاملا الهدايا وتلقي الاثمان، وبالتالي، كان لا بد من مصالحة تركية اسرائيلية حتى لا يفسد التوتر مجريات ترتيبات مختلفة سياسية وعسكرية في المنطقة.
سيريان تلغراف