اغتيال إمام الشام الأكبر محمد سعيد رمضان البوطي بفتوى من القرضاوي وقناة “الجزيرة”الوهابية
انتحاري من”جبهة النصرة” يفجر نفسه داخل جامع “الإيمان” في حي المزرعة بدمشق ويودي يحياة عشرات الشهداء والجرحى من المصلين وطلاب دروسه ..
استشهد إمام الشام الأكبر الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وأكثر من 40 من المصلين في جامع “الإيمان” في حي المزرعة بدمشق مساء أمس على أيدي أحد الانتحاريين من أتباع الإسلام الوهابي (من عصابة “جبهة النصرة” على نحو شبه مؤكد) .
وجاء في المعلومات الأولية المتوفرة أن أحد الإرهابيين المندسين بين المصلين الذين كانوا يحضرون درسه الإسبوعي ، والذي يحضره المئات من الناس مساء كل اثنين وخميس في جامع “الإيمان” ، نهض وكبر ثلاث مرات وهو يتوجه صوب المنبر قبل أن يضغط على الحزام الناسف الذي كان يزنر به نفسه .
وقد أدى التفجير الجبان إلى استشهاد الشيخ البوطي وأكثر من 25 مصليا في الحال ، وإصابة العشرات الآخرين بجروح خطرة في معظمها ، أسعفوا إلى المشافي المجاورة ، لاسيما مشفى “الحياة” . وجاء في معلومات لاحقة أن عدد الشهداء المغدورين ارتفع إلى 40 بينهم حفيد الشيخ البوطي نفسه .
الشيخ البوطي ، المولود في دمشق العام 1929 ، والمنحدر من أبناء القومية الكردية ، القومية الثانية في سوريا ، يعتبر من أهم الإئمة الذين عرفتهم دمشق وبلاد الشام منذ إمام الشام الأكبر محي الدين بن عربي في القرن الثالث عشر الميلادي ، الذي تأثر به البوطي كثيرا ، رغم أنه لم يكن صوفيا على غرار ابن عربي بل “أشعري” مناهض بشدة للسلفية بأشكالها ، لاسيما السلفية الوهابية ـ التلمودية .
ويكتسب استشهاده في هذا اليوم ، 21 آذار /مارس ، مغزى آخر بالغ الدلالة ، فهو عيد النوروز ـ العيد القومي للشعب الكردي ، رغم أن الانتماء القومي لم يكن يعني له أي شيء .
كان الشيخ البوطي ، الذي ينتشر الآلاف من أتباعه وتلامذته في سوريا والعالم ، من أندونيسيا إلى المغرب ، على خلاف عميق طوال تاريخه مع “الأخوان المسلمين” و “الإسلام ـ الأميركي ـ الإسرائيلي” الذي يمثله الأخوان وأتباع الإسلام الوهابي التلمودي السعودي . وقد تصدى لهم أيضا خلال محنة الثمانينيات ، ما دفع عصابة الأخوان المسلمين وجناحها العسكري (الطليعة الإسلامية المقاتلة) إلى اغتيال أحد أبنائه آنذاك .
كان البوطي عفيف النفس ، وصاحب كرامة شخصية ، وزاهدا زهد الصوفيين الحقيقيين ، كما كان خصما عنيدا للعلمانيين ، لكنه لم يكن تكفيريا في أي يوم من الأيام . ولهذا فإن اغتياله لا يشكل طعنة للعلمانيين فقط ، بل أيضا وفي المقام الأول لـ”الإسلام الشامي” و المدرسة الفكرية التي يمثلها هذا الإسلام ، الحصن الأخير والقلعة الأخيرة في وجه برابرة و وحوش وذئاب الإسلام الوهابي ـ التلمودي الذي يريد أن يستولي على سوريا ويحولها إلى إمارة سعودية ـ قطرية .
وبهذا المعنى ، فإن اغتياله جاء في سياق الحرب على “الإسلام الشامي” أكثر مما جاء في سياق سياسي يرتبط بالصراع بين النظام وحلف العصابات الممول والمدعوم أمريكيا وإسرائيليا ووهابيا .
تبقى الإشارة إلى أن مفتي الحلف الأطلسي ، الديوث المرتزق وإمام الدعارة السياسية الأطلسية ـ الوهابية ، يوسف القرضاوي ، كان أول من كفر الشيخ المغدور ووصفه بالمجنون والمعتوه مرات عديدة من على شاشة الحلف الأطلسي ، قناة “الجزيرة” .
وتبقى العلامة الأبرز في حياته هي أن المغدور كان من أبرز من أدرك خطر الإسلام الوهابي ـ التلمودي ـ الإسرائيلي على سوريا والعالم ، الذي يمثله “اتحاد علماء المسلمين” وزعيم عصابته يوسف القرضاوي ، فكان وراء تأسيس “اتحاد علماء بلاد الشام” الذي أراد له أن يقف في وجه الوهابية وانتشارها السرطاني المدمر .
سيريان تلغراف
مواضيع ذات صلة :
استشهاد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في تفجير إرهابي انتحاري قرب جامع الإيمان بمنطقة المزرعة بدمشق
الأسد يقدم التعازي لذوي الشيخ البوطي الذي اغتيل في تفجير انتحاري بدمشق