دخلت الأراضي السورية في العامين الاخيرين الاف الاطنان من الاسلحة مختلفة الاشكال والأنواع تسليحا للارهابيين الذين يواصلون اراقة دماء أبناء الشعب السوري ، وجذبت الأزمة السورية العشرات من شركات الاسلحة والوسطاء وتجار السلاح ورجال الاعمال للعمل في هذا الميدان ، وتحولت الساحات القريبة من سوريا والبعيدة منها الى مواقع ومحطات تعقد فيها صفقات السلاح ، وممرات لتمرير الاسلحة الى داخل الاراضي السورية .
ويقول وسيط السلاح الاوروبي صاحب العلاقات الواسعة مع قيادات مهمة في العالم العربي ومع العديد من المسؤولين الأمنيين السابقين والحاليين في العديد من الساحات المؤثرة في المنطقة والعالم أن الطلب على السلاح يتصاعد ولم يتراجع ، ويستغرب الوسيط المذكور من حديث البعض عن اقتراب الأزمة السورية من نهايتها ، الا اذا كان المقصود هو وجود أسواق استهلاكية اخرى للبضائع التي يبدع هذا التاجر في ترويجها ، ويعترف هذا الوسيط خلال لقاء له مع “بعض الاصدقاء” في العاصمة الفرنسية أن بعض مسارات تهريب السلاح التي كانت معروفة منذ سنوات طويلة بهدف الاتجار بالسلاح على مستوى محدود، قد تطورت وبات العمل فيها بحرية وبأشكال وطرق مبتكرة ، وأن ما يسهل وصول الاسلحة هو التعاون الكبير من جانب الدول المجاورة لسوريا ، وايضا القرار السياسي المتخذ على مستويات عالية والقاضي بضرورة دعم الارهابيين والعصابات المسلحة بشتى أنواع السلاح للابقاء على الأزمة السورية التي تستهدف تدمير الدولة وضرب وحدة شعبها وتفتيت أراضيها ، ويكشف الوسيط أيضا أنه وغيره من وسطاء السلاح يتلقون أثمانه من قطر والسعودية وبعض الدول الاخرى ، وتحدث بصورة أكبر عن التنافس بين شركات اوروبية وامريكية كبرى واسرائيل اللاعب المهم في توريد السلاح ، وأن نجوم سياسة سابقين في تلك البلدان تلعب دورا مهما في انجاز الصفقات وضمان وصولها الى العصابات الارهابية .
سيريان تلغراف