طفى على سطح الأحداثفي الايام الاخيرة جدل واسع بين علماء أهل السنة والجماعة في العالم العربي وبين الوهابيين النجديين وأتباعهم والمتمولين منهم في بلدان الثورات العربية المضادة .
وأصل الجدال هو رفض الكثير من علماء السنة والجماعة لفتاوي التكفير والدعوات إلى الفتنة وإلى القتل التي تصدر عن رجال الوهابية في الإعلام الديني ، وقد رفض كثير من علماء أهل السنة والجماعة دعوات الفتنة التي صدرت عن الوهابيين وأتباعهم ورأى بعضهم أن الفتنة الحاصلة في سورية لا تحتاج إلى فتاوى تستغل تأثير الإعلام على الرأي العام لتوسيع شعبية مصدرها .
وقال العلماء من أهل السنة والجماعة في الأردن:
هناك فريق شاسع بين من يكفر ويستبيح قتل الابرياء ويروج لضرورة الاقتتال بين المسلمين وبين عالم الدين الرباني الذي يسعى لؤاد الفتن . وعن الفتوى الاخيره للهيئة الوهابية في مصر التي تسعى للحلول مكان الأزهر الشريف بتمويل قطري والتي تطلق على نفسها إسم ” الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ” وهي الفتوى التي دعت إلى أستباحة دماء السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الاسد قال جمع من علماء أهل السنة في الأردن :
من يصفون انفسهم بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والذين افتوا بتكفير نظام الرئيس بشار الاسد إنما يبررون جرائم شهدت الشريعة السماويه ببشاعتها وحذرت منها، وفي الفتن من الصعب الحكم على الأمور من خلال شاشة التلفزيون وعلى علماء الأمة الموثوقين أخذ المبادرة من هؤلاء المدعين قبل أن ينجر الشارع خلفهم ويصح فينا قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ” يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحواعلى ما فعلتم نادمين ” صدق الله العظيم هذه الملاحظات وغيرها وردت على لسان بعض من علماء أهل السنة والجماعة في الأردن وقد كان لـ “عربي برس” حوارات مطولة مع بعضهم وهذه مقتطفات منها :
فضيلة الشيخ علي الحلبي
س: فضيلة الشيخ علي الحلبي حول فتوى اباحة دم المسلمين وفتوى اباحة دم الرئيس بشار الاسد التي أصدرتها هيئة وهابية في مصر ماذا تقولون:
ج: إن هذه الفتاوى ما هي إلا قلة في الدين وجهل في التخوض في الدماء المحرمة، فنبي الله قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري من حديث ابن عمر :
” لا يزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما “.
ولو لم يكن إلا هذا الحديث لكفى في تنزيه الإنسان نفسه عن التخوض في الدماء والتبرؤ من كل عمل فيه فتك بمسلم يشهد ألا اله إلا الله وان محمد رسول الله” والرئيس السوري يشهد بذلك وهو مسلم يرعى المساجد والمدارس الدينية، وقد شهد له بالتدين والإيمان كبار علماء الشام فما لنا وبعض المراشقين بالفتاوى من بعيد على غير هدى؟
وأضاف فضيلة الشيخ الحلبي :
إن على المسلمين اطاعة ولي الامر طالما انه لم يخرج عن طاعة الله وسنة نبيه. وعن ” الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ” قال الشيخ الحلبي:
إن الكثير ممن يسمحون لأنفسهم بالفتوى يستخدمون كلام الله في غير مكانه فمثلا {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]. فهم يستخدمون كلام الله لتضليل الناس وتطميعهم بالجنه من اجل تنفيذ غاياتهم وهم بذلك ضالون ومضللين للمسلمين فمن قتل مسلما كأنما قتل الناس جميعا ومن احيا مسلما وكأنما أحيا الناس جميعا واشار الحلبي الى ان الرسول محمد (ًص) قال”
” إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَفي ِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ،فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا؛ فَلْيَغْرِسْها ” .
فضيلة الشيخ محمد الأحمد الصوفي وفي إتصال هاتفي لمراسل عربي برس في عمان مع الشيخ محمد الاحمد الصوفي ، أوضح الأخير:
أن هذه الفتوى تعتبر كارثة عظيمة جدًّا فالشرعية واضحة (لَا تَرْجعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) كما أن المصلحة واضحة جدًّا لأن لا مصلحة للأمة في أيَّ تدميرٍ لوحدةِ ابنائها ويجب الحفاظ على قوة الأمة وقدرتها بدل أن تكون سهام بعضهم موجهةً إلى بعضٍ.
فضيلة الشيخ محمد شتوان
عربي برس سألت الشيخ محمد شتوان حول فتوى الهيئة الوهابية المصرية المعروفة بإسم ” الحقوق والإصلاح ” ضد الرئيس بشار الأسد فقال:
إن هذه الفتوى تأتي من باب الكفر والمفسدة فمن اعطى هذه الفئه الحق لتكفير اي مسلم، فكيف بتكفير ولي أمر يحكم شعبا وقد يخطيء وقد يصيب وعلينا نصحه لا تكفيره . و القرآن الكريم واضح في رفضه لمسألة قتل المسلمين ودعا إلى قتال الفئة التي لا تقبل بالصلح وسماها الفئة الباغية.
مُشيرا إلى أن الإنسان يشعر بألم في قلبه كلما تذكَّر أن المسلمين يقاتلون بعضَهم بعضاً، لافتًا إلى أن الشرعَ واضحٌ في الحلال والحرام، كما أن الشريعة لم تعطِنا فرصةً في التأوُّل في الدماء المسلمين، كما وان تكفير واباحة دم مسلم هو من علامات الساعه التي اخبرنا بها الرسول الكريم وان على الأمة الإسلامية أن لاتستمع لمثل هذه الفتاوى الضاله، لأن الله سيحاسب كل من تسبب بسفك قطرة دم من مسلم ، وعقاب هدر دم المسلم هو اشد عند الله من الكفر به .
المصدر : عربي برس