الصحافة الاسرائيلية : اذا قرر الاسد ضرب اسرائيل فإنها لن تستطيع منعه من الانتصار
تطرق الكاتب الاسرائيلي أمير أورن في مقال له في صحيفة هآرتس تحت عنوان «شيفرة الشمال» إلى التوتر السائد حاليا على الحدود بين إسرائيل من جهة ولبنان وسوريا من جهة أخرى، وكتب يقول: القوات الجوية والبحرية لإسرائيل وسوريا اصطدمت بينها في المرة الأخيرة في معركة الفرق والأسراب الجوية في تموز 1982 وفي معركة جوية لحظية – في تشرين الثاني 1985. منذ ربع قرن، الجبهة السورية هادئة، ولكن قابلة للانفجار – ويشهد على ذلك الفزع الذي ألم بالحكومة وبهيئة الأركان في الصيف المتوتر لعام 2007. منذ نحو 3 سنوات ونصف السنة وقائد المنطقة الشمالية هو جادي ايزنكوت، بعد استقالة اللواء أودي ادام من منصبه، يطارده فشله في لبنان، رفض ايزنكوت ان يتسلم المنصب محله. وفي ضوء موقفه، سعى وزير الدفاع عامير بيرتس الى نقل يوآف غلانت شمالا من قيادة المنطقة الجنوبية. رئيس الاركان، دان حالوتس، لم يوافق، وامتشق بيرتس، الواحد تلو الاخر، لواءين متقاعدين في سن اكثر من 60 سنة، ايلان بيران وعميرام لفين (هو ايضا اراد ان يعين اللواء المتقاعد عوزي ديان رئيس اركان أعلى في وزارة الدفاع). لم تنجح أي من هذه الخطط، وعندما استدعي ايزنكوت مرة اخرى الى غرفة بيرتس بحضور حالوتس، تبين ان معارضته للتعيين ليست قاطعة بهذا القدر. ومع ان رئيس الاركان غابي اشكنازي وكذا نائبه بني غنتس كانا في السنوات السبع قبل اودي ادام قائدين للمنطقة الشمالية، فان ايزنكوت هو الآن افضل الخبراء في شؤون الجبهة ومن سيكون مطالبا بأن يقود القوات فيها اذا ما اندلعت حرب. مرؤوسه الكبير سيكون قائد فيلق 446، اللواء غرينشون هكوهن. ايزنكوت وهكوهن بسطا قبل يومين مذهبيهما في معهد بحوث الامن القومي في تل ابيب. وكلاهما ضابطان مهمان ومجربان، يجيدان تحليل الاوضاع والتفكير في معانيها، ولكنهما يكتفيان بعرض علني لمقاولي تنفيذ صغيري الرأس. الثنائي الشمالي يصمت بينما الثنائي السياسي، بنيامين نتانياهو وايهود باراك، يقودان اسرائيل الى مصيبة سياسية وأمنية. الهدوء على الحدود وهمي، كذاك الذي أنام اسرائيل في بداية السبعينيات، في ثلاث سنوات بين نهاية حرب الاستنزاف واندلاع حرب يوم تشرين الأول. باراك، وزير الدفاع في الحكومة الذي ادار محادثات مع الفلسطينيين في مساء مؤتمر انابوليس، ساعد في دفن المسيرة اذ اتاح لنتانياهو اماتة ما لا ينجح الان في احيائه.
دون التقدم مع الفلسطينيين لن يكون تقدم مع السوريين. المبادرة هي في يد الاسد، الذي يستطيع العمل عسكريا في جملة من الاساليب: بصواريخ ارض ارض، للكوماندوس الذي يتسلل الى جبل الشيخ او الى بلدة درزية في الجولان، في عمليات حزب الله، وكبديل أخير اضطراري – لتحريك المدرعات نحو الخط. ستقع جلبة، والامريكيون سيتدخلون والمسيرة ستستأنف بأجواء من التصميم السوري لاستعادة الكرامة والأرض. من أقوال ايزنكوت وهكوهن يتبين ان للجيش الاسرائيلي في السيناريوهات المختلفة “ردا” ولكن ليس لديه جواب. اذا ما قرر الاسد اقتداء أبيه في 1973، وضرب اسرائيل لاصابتها بجراح، في قواعدها الجوية ومنشآتها من البنية التحتية وعزتها، فانها لن تتمكن من منعه من تحقيق انتصار في الوعي وفي السياسة، مهما كان الثمن العسكري والاقتصادي الذي ستجبيه منه.
هذه هي شيفرة الشمال، التي يعمد قادته على حل لغزها للجمهور الاسرائيلي الذي سيتحمل نتائجها. وفي صالحهم يحتمل ان يكونوا يخشون اجتياحا للارض المجردة من السلاح التي بين القيادة السياسية والعسكرية او تخوفهم من ان يكشفوا امام السوريين عن المزاج في القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي. وفي طالحهم، فان هذه خيانة لمسؤوليتهم العليا وهي منع حرب لا داعي لها