دماء دنماركية تسيل في سورية .. والفرنسية تنتظر .. بقلم عبدالله علي
بات من المؤكد أن أعداداً كبيرة من اتباع السلفية الجهادية تدخل إلى سورية من كافة اصقاع العالم، وإذا كانت النسبة الكبيرة من هؤلاء ينتمون إلى جنسيات عربية فإن عدداً لا يستهان به يأتي من القوقاز وكوسوفو وتركيا، ولعل ما يثير الإستغراب والدهشة أن يكون بعض هؤلاء الجهاديين ينتمون إلى جنسيات غربية وأوروبية تحديداً.
فقد أعلنت مواقع جهادية خبر مقتل المدعو “أبو عائشة الدانماركي” مؤكدة أنه مواطن دانماركي ميلاداً وجنسيةً وأنه أسلم منذ حوالي عشرة أعوام، ولم تذكر هذه المواقع الاسم الذي كان يحمله الجهادي الدانماركي قبل إسلامه، لكنها ذكرت أن اسمه الجديد هو “عبد المالك آدم” ولديه ثلاثة صبية وابنة كبيرة تدعى عائشة هي التي يكنى بها.
ومن المعلومات حول أبو عائشة أنه سبق له الذهاب إلى اليمن حيث كان مرافقاً لـ “أنور العولقي” القيادي الكبير في تنظيم القاعدة قبل مقتل الأخير، وقد تعرض أبو عائشة للإعتقال في اليمن قبل أن يفرج عنه ويلتحق بتنظيم جبهة النصرة في سورية. وفي سورية أصيب أبو عائشة جراء حادث سيارة حيث سقطت به في حفرة عميقة ونقل على إثر ذلك إلى مشفى في تركيا للعلاج من إصابته، وخرج بعد قضائه ثلاثة أيام في المشفى ليلقى مصرعه قبل مرور 24 ساعة على خروجه منها، حيث قتل بسبب شظية دخلت في ظهرة وصولا لقلبه، حسب ما ذكرت المواقع الجهادية.
وفي نفس السياق تجدر الإشارة الى مقتل المدعو “مارك أبو اسامة السويدي” الذي كما هو واضح من اسمه ينتمي إلى التابعية السويدية، والذي أسلم وتزوج بإمرأتين رغم أن تعدد الزواج ممنوع في بلده، وحسب ما نقلت عنه صحيفة الاكسبرس السويدية فإن “مارك” يملك شركتين تجاريتين واحدة بإسمه والأخرى باسم زوجتيه، واعترف مارك أنه جاء إلى الجهاد ليس طمعاً بالمال، وإنما لإقامة دولة الخلافة الاسلامية، ولكنه أقر أنه جاء بعد أن زوجته هددته بالطلاق، إذا لم يذهب إلى سورية.
من جهة ثانية أصبح من المؤكد تواجد الفرنسي المدعو “جاك أبو عبدالله الفرنسي” في صفوف جبهة النصرة على الأراضي السورية حيث يقاتل منذ أشهر عديدة. وقد بثت فضائية الشروق الجزائرية فيلماً وثائقياً بعنوان “الشام أرض الخلافة الغائبة” وكان من بين الذين ظهروا في هذا الفيلم المدعو أبو عبدالله الفرنسي.
وهنا يمكن أن نستذكر ما كتبه الداعية الوهابي عثمان آل نازح الذي يقيم دورات رعوية لنشر المذهب الوهابي بين صفوف السوريين، حيث أكد أنه التقى بـ “مجاهد” فرنسي ذي لحية بيضاء أسلم منذ مدة قصيرة، وهو وصف يطابق الصورة المنشورة لأبو عبدالله الفرنسي الذي له أيضاً لحية بيضاء، وهذا يؤكد أن أبو عبدالله متواجد حالياً في ريف اللاذقية بمنطقة سلمى حيث ينشط الشيخ آل نازح، وهي منطقة تشهد حالياً معارك ضارية يستهدف الجيش السوري من ورائها إعادة بسط سيطرته على خطوط الإمداد بين ريفي اللاذقية وإدلب.
عبدالله علي | عربي برس