تائب يكشف أسرار الإخوان في الإمارات : طقوس البيعة أشبه بالماسونية .. بقلم احمد قنديل
ثروت الخرباوي إخواني سابق يكشف أسرار البيعة الإخوانية التي تشبه طقوسها إلى حد بعيد طقوس الماسونية، وينبه من غسيل الأدمغة الذي تمارسه الجماعة مع الشباب، بشعارات رنانة.
أحمد قنديل – أبوظبي
قال ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، إن تاريخ حسن البنا، مؤسس الجماعة، في حاجة لإعادة دراسة وكتابة، “فالذين كتبوا عنه قدموه على أنه قديس وهذا غير صحيح، ولا يعقل أبدًا أن تصدق كلام عباس السيسي، أحد أعمدة الإخوان، عندما يقول إن البنا لم يقع في خطأ أبدًا، وكذلك عندما يقول القرضاوي إن الله ألهم هذه الأمة وأنعم عليها بحسن البنا، وكذلك عندما قال أحمد سيف الإسلام حسن البنا عن أبيه إنه كان رجلًا ملهمًا لم يقع في خطأ أبدًا”.
ولفت الخرباوي إلى أن البيعة لم تكن محل خلاف على طول تاريخها، وأن هذه الفكرة وضعها حسن البنا ليكون هناك بيعة خارج الحاكم، وقد اختلف الفقهاء في هذه الفكرة خصوصا أنها تسبب ازدواجية في الولاء.
كان الخرباوي يتحدث خلال ندوة حضرتها “إيلاف” مساء الأحد في أبوظبي، نظمها مركز المزماة للدراسات والبحوث، بعنوان “تحديات ومخاطر الإخوان المسلمين على الإمارات ودول المنطقة”، فأشار إلى أن مسألة البيعة وضعها حسن البنا الذي أطلق على نفسه لقب المرشد والإمام وطلب من أنصاره أن يبايعوه على أن تكون البيعة في كل شيء.
وقد جاءت الفكرة في وقت انهارت فيه الخلافة الإسلامية، وكان هو يسعى لاستعادتها عبر مخاطبة مشاعر الناس البسطاء.
أشبه بالماسونية
أضاف الخرباوي أنه وفقًا لتجربته الشخصية مع الإخوان، فإن للبيعة طقوسًا سرية إذ يدخل الشخص إلى غرفة مظلمة ويجلس على الأرض وأمامه طبلية أي مائدة صغيرة، وعليها المصحف والمسدس، ولذلك شعار الإخوان عبارة عن سيفين وكلمة وأعدوا. قال: “يدخل المبايع وسط هذه الطقوس الظلامية ويأتي شخص مقنع يخفي وجهه وسط هذا الظلام الدامس، والمبايع لا يعرف من يبايع، وعند أداء قسم البيعة يضع يده على المصحف واليد الأخرى على المسدس ويقسم على الولاء والطاعة، وتتضمن البيعة إقرار هذا الشخص المبايع بحق الجماعة في قتله من قبلها إذا خرج عنها، وهي نفس الطقوس التي تأخذ بها الماسونية”.
وأشار الخرباوي إلى أن الإمارات استقبلت الإخوان المفلسين، وذهبوا إلى الكويت والسعودية ودول أخرى، بعد أن فروا من بلادهم نتيجة الظلم من نظام الحكم في الستينيات. وقال: “كنا نبكي عندما نسمع عن مزاعمهم وما تعرضوا له هناك، وكنا نقول عليهم ناس بتوع ربنا، وقدم لنا الإخوان المفلسون أنفسهم كجماعة مضطهدة، وإخوان الكويت دعموا إخوان الإمارات التي استقبلتهم وغيرها بحسن نية”.
بيعة بالوكالة
وروى الخرباوي حكاية شخص اسمه محمد المنصوري من الإمارات، جاء إلى مصر قبل سنوات وسأل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السابق مصطفى مشهور حول مسألة بيعة إخوان الإمارات للمرشد في مصر، ورد عليه مشهور وقتها: “قل لهم إننا سنعمل بيعة بالوكالة وتضمن هذه البيعة حضور أحد الأشخاص من الإخوان في الإمارات إلى مصر وأداء البيعة نيابة عن إخوان الإمارات أمام المرشد، ونحن نفوضك في الحصول على البيعة”, وبالتالي تغيرت طريقة وطقوس أداء البيعة ولم تلغ البيعة التي ظلت كما هي للمرشد.
ونوه الخرباوي بأن الإخوان يسعون دائمًا للسيطرة على وزارتي التربية والتعليم والإعلام، حيث أنهم أقاموا عددًا من المدارس الإسلامية التي تستهدف الأطفال الصغار، يدرسون فيها الطلبة أن الوقوف للسلام الوطني شرك بالله، “ولهذا لم يقم نواب الإخوان لأداء السلام الوطني في مجلس الشعب الذي دخلوه في حين أنهم قاموا وقوفا للسلام الأميركي في السفارة الأميركية”.
غسل الأدمغة
قال الخرباوي إن “للإخوان طقوس معقدة في خداع الشباب وغسل الأدمغة، وأنا أحببت كثيرًا أن أكون من دعاة الإخوان عندما كنت شابًا، لكنني وجدت كلامهم مجرد شعارات، وأنصح الشباب بألا يلهثوا وراء الشعارات، والقرآن الكريم يقول (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب)، وهذا ما يفعله الإخوان المفلسون اليوم في مصر وغيرها”.
أضاف: “أدعو الشباب والمجتمع العربي والإسلامي بصورة عامة إلى تأمل مزاعم جماعة الإخوان، بحيث لا تمر هذه الأفكار المريضة من جانبهم في عقول شبابنا”.
وكشف عن أن كتب الإخوان تؤكد ضرورة إيمانهم بدعوة الإخوان المسلمين، “فهذا كان ما يقوله لهم حسن البنا، ولا يكتمل إيمان المرء إلا إذا آمن بدعوة الإخوان وبحسن البنا شخصيًا، ونقول لهم إن صاحب الدعوة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والبنا مجرد مبلغ، وهنا نختلف معهم، وعلينا أن نفضح مزاعمهم”.
وتابع راويًا: “حدثت واقعة غريبة في الفترة الماضية عندما عرض وزير المالية المصري على الرئيس محمد مرسي مشروع قانون فرض الضرائب على الخمور، فرفض مرسي متسائلًا كيف ذلك والخمور قد حرمها الله تعالى، فرد عليه الوزير أن المشروع سينعش الخزانة العامة للدولة، فما كان من مرسي إلا أن قال له على بركة الله ووقع على القانون”.
دليلك لتصبح إخوانيًا
في سياق متصل، أشار الدكتور علي بن تميم، رئيس تحرير الموقع الإخباري 24 خلال الندوة، إلى أن “جماعة الإخوان المفلسين تحيط نفسها بالقداسة، وترسم الدين كما تشاء، ويرصد مصطفى مشهور المرشد السابق للإخوان في كتابه مراحل دخول الفرد للجماعة، ويقول أول ما نبدأ بالشخص، نبدأ بالحديث العاطفي ثم حديث الإيمان ثم نلقنه أن الإخوان هم أهل الصلاح ثم يتم عزله عن أصدقائه فكريًا واجتماعيًا، ثم تأتي مرحلة الحديث عن الجهاد، وهو جهاد بعيد عن ولي الأمر، ثم مرحلة التمكين حين يلقن بأن الإخوان هم الجديرون بالحكم، ثم المرحلة السادسة والتي يتم فيها إلغاء الخصوصية الفردية واستبدالها بخصوصية الجماعة، ثم المرحلة السابعة وهي مرحلة احتكار الصواب، فالجماعة هي الوحيدة الصالحة للحكم، وباسم المقدس يعزل عضو الجماعة عن أهله وإخوته”.
ولفت بن تميم إلى أن مبدأ الأخونة يقوم على الاستحواذ، قال: “نحن في الإمارات ابتلينا بهم في الثمانينيات، وسيطروا على وزارة التربية والتعليم، وأصدروا المناهج وفقًا لفكرهم ونموذجهم المريض، وبعد أخونة التربية بدأت الدولة تغيير هذه المناهج التي تقوم على إقصاء الآخر وعدم التعددية ونبذ التسامح، وهم يروجون أنهم وحدهم ظل الله على الأرض، خصوصًا في مسألة الحاكمية، ويؤلون الآيات بما يخدم هذه المزاعم”.
أضاف: “اليوم، في مصر هناك 8 من الإخوان في الرئاسة و18 محافظا و9 وزراء، واستولوا على 13 ألف وظيفة”.
قطر الشاذة
من جهته، قال قينان الغامدي، رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق السعودية: “ما يهمنا هو الخطر الذي يواجه دول الخليج، ونحن لا نحتاج أن يصبح في كل بيت خليجي تجربة أخرى مثل ثروت الخرباوي، يخوض التجربة وهو شاب ثم يعود”، لافتًا إلى ضرورة قيام دول الخليج بتعزيز خطواتها الإصلاحية، وأن تكرس الحريات والعدالة وتطور من أنظمتها بما يواكب القرن الحالي وبما ينسجم مع ثورة الفضاء الإلكتروني.
أضاف: “لا بد من الإصلاح السياسي، وتوحيد سياسات دول الخليج من الناحية الخارجية، فهناك ست دول متوافقة، فيما نلاحظ أن قطر تشذ عن هذا الاتفاق، وعلى الجميع أن تصارحوا ليتمكنوا من توحيد هذه السياسات، فاستمرار هذه التناقضات أمام شعوب المنطقة لا يخدم أحدًا، خصوصًا أن الشعوب المختلفة تطلع اليوم على مستندات سرية في نفس اللحظة، وإذا لم تتوحد دول الخليج فإن الخطر يظل محدقا”.
ونوه الغامدي بأن الجميع يعرف ماذا يحصل في دولة قطر، التي سعت لإقناع أميركا بأن الإخوان هم حصان الرهان للمرحلة الحالية، “وإذ كانت قطر فعلت ذلك مع مصر وليبيا وتونس وتريد أن تكون زعيمة هناك فما الذي يمنعها من أن تفعل ذلك في دول مجلس التعاون الخليجي؟”.
أحمد قنديل | ايلاف
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)