مقالات وآراء

اللعبة الصهيونية الكبرى انتهت وسورية اقتربت من إعلان نصرها و الإحتفاء به .. بقلم دنيز نجم

مضى عامان على التآمر الكوني على سورية وأنفقت أمول لا تحصى و لم تنفق في سابق عهد بأي حرب مع الكيان الصهيوني و دخلت سياستهم القذرة بمتاهات حتى وصلت قذارتهم لاستخدام الدين ليخدم أغراضهم الدنيئة في التشكيك بطهارة الدين الاسلامي علّهم يحققون شيئاً من أحلامهم، غير أن السحر بدأ ينقلب على الساحر و المؤامرة الكونية على سورية هدفها الأساسي هو الاستنزاف البطيء لتحطيمها من الداخل كونها محور المقاومة و جذر عصبها . و تورط الناتو في سورية جزء من إستراتيجية الولايات المتحدة للهيمنة على الشرق الأوسط و عندما قررت الولايات المتحدة الأميركية طوي صفحة الجيش الحر و التضحية به بدأت تعطيهم تعليمات تؤدي بهم إلى الموت الحتمي من خلال هذه التفجيرات اللعينة ، و ما حصل من تفجيرات في دمشق هو محاولة فاشلة من قبل الجماعات الارهابية لتخفيف الضغط عنهم في حلب و ريفها التي قرر الجيش السوري العقائدي تطهيرها بالكامل و بهذا تكون أموال الخليج قد ذهبت أدراج الرياح و سقطت أحلامهم و اهتزت عروشهم و بقي نظام الأسد الذي بات قاب قوسين أو أدنى من إعلانه الإحتفال بيوم النصر رغماً عن أنوف الجميع وسقط الرهان على إسقاط دور الجيش السوري العثائدي خلال الأزمة . و كانت سورية هي المحرقة ليفرغوا نجاستهم فيها فحاولوا بذل جهودهم الرخيصة لاستنزاف جيشنا العقائدي فما كان لأحلامهم إلا أن تداس تحت أقدام جنودنا البواسل الذين خبروا أساليب قتال العصابات الارهابية و نالوا منهم بخطط إبداعية

و وصول كميات من الأسلحة إلى الارهابين في سورية ليقاتلوا بها الجيش السوري يعتبر أكبر دليل على أن الارهابيين في سورية قد نفذت ذخيرتهم و أنهم أصبحوا في موقف الدفاع عن النفس و ليس الهجوم و أن الجيش السوري قطع عصبهم الرئيسي و ما تبقى منهم يتم قضمه بوتيرة عالية و أن الجيش العقائدي انتصر عليهم و دمر أحلام أمراء و ملوك النفط و سقطت مؤامراتهم القذرة

إن إدراك جيشنا لمخططهم التآمري و التعامل معه بذكاء و احتراف شكل حالة من الإحباط لصناع المؤامرة و لمكنة إعلامهم التي ما زالت تضخ الأكاذيب على أصحاب العقول الضعيفة و المعاقة فكرياً لتغسلها و تلمعها على أمل أن ينشروا لهم غسيلهم المتسخ أمام الرأي العام لتغيير المواقف و تبديلها ليتحقق غرضهم الأساسي في التخلص من حجرة العثرة بشار الأسد و جيشه للنيل من الشرق الأوسط بهدف تجزئته و نهب خيراته و هذه الحرب الكونية على سورية هي واجهة لحرب سرية متعددة الأبعاد ضد ايران و حزب الله ليقع الوطن العربي فريسة الصهاينة في مواجهة غلاف مرعب ينطوي على أبعاد و أهداف و تداعيات شديدة الخطورة فهو يرسم وجود و هوية و انتماء و حاضر و مستقبل و يبقى خيار المقاومة الاسلامية و التمسك به خياراً حتمياً ليس له بديل للتخلص من هيمنة الصهاينة على الأمة العربية فالمقاومة هي جبروت الأمة و عمودها الفقري و بدونها يحني الشموخ رأسه ذليلاً .

سورية كدولة ذات سيادة صمدت صمودا أسطوريا بقيادة الرئيس الذي قاد الأزمة بإقتدار و بثبات مواقفه و الإصرار على التفاوض مع الجميع و لكن بشروطه و هو في موقف قوي و من دعم روسيا و الصين و ايران له. و ظاهرة الاخوان المسلمين في مصر أثرت تأثيراً سلبياً على الاخوان المسلمين في الأمة العربية الاسلامية مما جعل من الرئيس الأسد بطلاً عربياً قومياً يقاتل الجماعات الارهابية التكفيرية التي جاءت من كل البلاد لتعيث بالفوضى و الخراب في وطننا و موقفه البطولي بالتصدي لأميركا و محاربة اسرائيل زاد من شعبيته و مؤيديه في بعض الدول العربية .

العلم السوري

و الأزمة الاقتصادية التي عصفت بأميركا جعلتها تنسحب من العراق و أفغانستان و استبعدت واشنطن خيار الحرب على سورية وجاء قرار تعيين جون كيري المفاوض المحنك سياسياً هادفاً لاتمام عملية السلام التي بدأت تقترب في محاولة لاستئناف الحوار على الحلول و أن قراراً روسياً أميركياً قد اتخد و المفاوضات بدأت تتبلور بطريقة أدق بوجوده على رأس الديبلوماسية الأميركية و خيار الحرب على سورية قد أسقطته أميركا و موسكو تعتزم المشاركة في حل الأزمة السورية بالطرق السلمية و روسيا نشرت أسطولها بالقرب من السواحل السورية لتقدم دعماً عسكرياً لنظام بشار الأسد بما في ذلك تنظيم عملية إنزال لقوات المشاة البحرية تحسباً من دول الناتو الرئيسية التي ما زالت تراهن على الحل العسكري للصراع الناشب أكثر من أي شيء آخر و ذلك حين نشرت منظومات الدفاع الجوي من طراز باتريوت على الحدود التركية السورية .

ان مجرد التفكير بشن الحرب على سورية فان روسيا ستحولهم إلى فتات و طعام للأسماك البحرية و كذلك ايران لن تترك أية محظورات تتقيها و القواعد الأميريكية المنتشرة في بعض الدول العربية كالعراق و دول الخليج النفطي ستصبح أهدافاً مشروعة لا محال و اسرائيل ستزول من الوجود كما ذكر ثعلب أميركا المحنك سياسياً هنري كيسينجر مؤخراً أنه لن يكون هناك ما يسمى إسرائيل بعد عشر سنوات.

لقد أثبتت سورية للعالم أنها تجيد قراءة الوقائع الدولية و تراهن على عامل الوقت و قد تجاوزت أخطر المواقف في هذه الأزمة و ما تبقى هو قاب قوسين أو أدنى من إعلان النصر العروبي القومي على الصهاينة و العرب المتصهينيين الذين تسابقوا للتكالب عليها .

دنيز نجم | بانوراما الشرق الاوسط

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock