الاساطير المؤسسة للطفرة الوهابية .. بقلم خضر عواركة
تشهد دول عديدة انتشارا غير مسبوق لنشطاء وهابيين يطلقون على انفسهم اسم ” السلفيون ” ويصدق على اوصافهم الاعلامي العربي.
الهروب من الاسم الحقيقي ” الوهابيون” مدروس. اللعبة الاساس في هذا المجال هي اخفاء الانتماء الى صاحب مدرسة ” التكفير الشامل ” . في عيون الفقراء في مصر وتونس واليمن والجزائر والمغرب ولبنان والعراق والصومال ومالي وموريتانيا وسورية ، السلفية هي تيارات متدينة سنية، واما الوهابية فهي تلك التي قتلت السُنة وذبحت علمائهم في الحجاز ومكة وفي المدينة وفي الطائف وهي التي منعت اجدادهم من الحج لانها كانت تقتل كل مخالف لها يمر في طرقات القوافل التي سقطت تحت سيطرتهم في قرون خلت. الوهابية في وجدان الشعوب الاسلامية هي المذهب ” البدعة ” المخالف لكل مذاهب المسلمين المعروفة والمعترف بها عند اهل السنة والجماعة. الوهابية عند كل مسلم هي التي حاربت التدين الشافعي والحنفي والمالكي وحتى الحنبلي وهي التي تمنع شيوخ المذاهب الاربعة من امامة الصلاة في الحرم المكي او في المسجدي النبوي وهي التي تمنع كتب المذاهب الاربعة من النشر والطباعة في مملكة الوهابيين.
اما السلفية فهي تسمية مجهولة بالنسبة للشعوب تعني بالنسبة للعامة ” رجل متدين يملك الكثير من المال يوزعه على المحتاجين” وحين يحتاج الامر ” فالسلفي يقاتل دفاعا عن أهل السنة والجماعة حتى يستشهد دونهم”
واقع الامر ان الثورة الايرانية هي سبب انتشار الوهابية المتخفية بتسمية السلفية. لولا انتصار آية الله الخميني في ثورته لما استشعرت اميركا الخطر الاسلامي ولما لجأت الى الوهابيين لينقذوا نفوذها ، فاجتياح حمى الثورة الشعبية المستندة على الاسلام لم يكن من الممكن وقفه الا بثورة اسلامية مضادة حملت الوهابية شعلتها في افغانستان برعاية اميركية ، والمضحك المبكي هو مشاركة البعثي العلماني صدام حسين في الترويج لمضمون الاساطير المؤسسة للتكفير الوهابي حين ساهم اعلامه في تصوير الثورة الايرانية بوصفها ثورة مذهبية ضد السنة العرب لا ضد الاستكبار واميركا.
في سورية وفي العراق، استفاد الوهابيون من جهل العامة بالفرق بينهم وبين اهل السنة والجماعة، فرق يجعل من كل وهابي ذئبا في مواجهة حمل سُني هو في الاصل العدو العقائدي والديني الجذري للوهابي.
الوهابي يكفر ويحلل نساء ودماء ومال كل سني غير وهابي. لا داعي لكثير شرح، يكفي مراجعة المنشور على الشبكة العنكبوتية بأي لغة تريدون ولتقرأوا عن حادثتي دخول الوهابيين الى المدينة والى الطائف والى مكة . ولتقرأوا للأستزادة عن ثورة السنة في الشام ضد الوهابيين بعد ما ذبحوا مؤذنا سنيا لانه نادى الناس على احتفال بالمولد النبوي.
الوهابيون يكرهون النبي ويحرمون الاحتفال بذكره ويعتبرونه شيئا انقضى ” ولو ارسل الله عصى مكانه لحمل الرسالة فلا فرق بينه وبين تلك العصى بعد موته” (فضلا راجع خطبة محمد عبد الوهاب في معنى الرسالة ودور الرسول ).
الوهابيون غير المسلمين واساطيرهم عن انتمائهم للأسلام اشبه بانتساب ذئب لقطيع من الغنم يعلن نفسه حارسا لهم.
الاعلام الاميركي والعربي الموالي للاميركيين حمل لواء التماهي الوهابي السني ونجح في الترويج لخطر الوهابيين على اميركا فاصبح الوهابيون ابطال التحرر الوطني في العالم العربي وسواء صدقنا العداء بين الطرفين ام نفينا صحته الا ان الواقع يثبت انهما طرفان متحالفان يقاتلان سوريا في معركة واحدة هي معركة التحريض المذهبي والفتنة السنية الشيعية ومعركة السيطرة الوهابية على الطائفة السنية في العالم العربي عامة وخاصة في سورية وفي العراق وفي مصر وفي لبنان وفي فلسطين وذلك لاهداف اسرائيلية ترى في سنة تلك البلاد اعداء حقيقيين وفي الوهابية حليفا ضد سُنة تلك البلاد.
في ايران لا يملك السنة حرية كاملة لبناء ما يشاؤون من مساجد في طهران نظرا الى ان النظام يعتبر مساجده مساجدا لكل المسلمين سنة وشيعة. ولكن في محافظات ايران ذات الغالبية السنية ، هل يملك السنة حرية بناء المساجد ؟ كلا والسبب ليس النظام الايراني بل الوهابيون الذين يسيطرون بالنفوذ وبالقوة على المؤسسات الاهلية هناك ويفرضون نمطا معاديا لسلوك اهل السنة التقليدي . الوهابيون يحكمون السيطرة على محافظتين ايرانيتين بقوة الحراك وبسبب نشطائهم الممولين سعوديا وهم يضطهدون اهل السنة والجماعة هناك، وحتى الحرس الثوري لم يستطع ضمان حرية الشعائر الدينية الصوفية في مناطق ايرانية يوجد فيها وهابيون .
الاساطير المؤسسة للثورة الوهابية في سورية جعلت من النظام وحشا كاسرا مع ان اهل حلب السنة واهل دمشق والرقة والحسكة وكلهم من السنة يخالفون القول السابق ويتمسكون بالنظام الحالي ويتمنون عودته الى السيطرة على الاوضاع في سورية . الاعلام العربي يبث يوميا الاف الاخبار المتعلقة بجرائم النظام العلماني ولكنه لا يتحدث ابدا عن جرائم الوهابيين ضد السنة السوريين. في دير الزور وفي حلب وفي ارياف المدن السورية كافة قتل الوهابيون من السنة الافا بحجة انهم من العوايينية ، ويسيطر دعاة وهابيون من ليبيا والعراق ومن السعودية ومن الكويت على فصائل مسلحة تقاتل باسم الثورة السورية وكتائبهم تنشر بالقوة وبالمال وبالخبز في قرى الارياف مذهبا اقل ما فيه من عقائد انه يكفر اهل سوريا من اهل السنة والجماعة ويعتبرهم كفارا تجب عقوبة التعزير (التعذيب والقتل وتقطيع الاعضاء ) فيهم لانهم ببساطة لا يؤمنون بعقائد الوهابية التكفيرية التي يعتبرها دعاة الوهابية اسلاما صحيحا لا نسخة اخرى صحيحة منه ولا فرع اخر للاسلام غير فرعهم الذي اسسه بعد الف ومئتي عام من وفاة النبي محمد ص الغوغائي الجاهل محمد بن عبد الوهاب، الذي كان وثيق صلة بممثل المستعمر البريطاني في الكويت وبآخر في البحرين وبثالث في عدن .
اساطير الوهابية تجد جيوشا من الجمعيات الخيرية بخدمتها لنشر عقيدتها بين الفقراء بقوة العطايا المجانية التي تدفع الدول البترولية ثمن حاجياتها وتكاليف استغبائها للفقراء في طول العالم الاسلامي وعرضه.
اساطير الوهابية تجد ايضا في جحافل المثقفين المتأمركين والعاملين في خدمة البترودولار السعودي – القطري سندا يسوق لها ويغطي جرائمها ويحارب اعدائها.
اساطير الوهابية مدعومة بجيوش من المرتزقة المعممين من اهل السنة والجماعة ، شيوخا باعوا دينهم بدينار وهابي يعترفون للوهابيين بصحة ايمانهم مع انه باطل بين وبدعة موصوفة، لا لقناعة منهم بل لان لكلمتهم ثمن والثمن كبير ومغرٍ.
الوهابية انفع لاسرائيل من جيشها ، فهي بذرة شر اينما حلت. يسميها المسيحيون ” قرن الشيطان ” ويسميها القدماء ” بلعزبول” ويسمها القرآن ” حمير تحمل اثقالا” ويسميها ” المنافقون ” ويسميها ” الذين افسدوا في الارض ” .
الوهابية رجس من عمل الشيطان فاحذروه.
خضر عواركة | السفير