المقداد لـ”شبيغل ” : نحن من سينتصر وسقوط الأسد سيؤدي لسقوط سوريا في الموت والدمار
حمّل نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، خلال مقابلة مع موقع «شبيغل أونلاين» الألماني الغرب مسؤولية ما يحدث من عنف في سوريا، وفيما يلي ما جاء في المقابلة التي اجرتها دير شبيغل الالمانية:
وأنت العائد للتو من زيارة لموسكو، هل عرضت الحكومة الروسية على الرئيس الأسد اللجوء السياسي إليها؟
– لماذا ينبغي عليهم القيام بذلك؟ لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع فنحن من سننتصر في النهاية. ليست مسألة المنفى سوى عنصر من عناصر الحرب النفسية. لقد قال الأسد إنه ولد في سوريا وسيموت في سوريا أيا كان موعد ذلك.
– نحن متفائلون ونتمتع بالقوة اللازمة لمواجهة هذا التحدي، حتى لو كنا أمام تحالف من الدول الغربية ودول الخليج، التي تزعم أنها تنادي بالديمقراطية والحرية. كانت حلب واحدة من أكثر المدن أمنا في العالم حتى أربعة أشهر مضت. لذا أود أن أهنئ نشطاء حقوق الإنسان ودعاة الديمقراطية على الدمار الذي لحق بالمسجد الأموي والسوق التاريخية والبلدة القديمة بحلب.
يؤمن النظام السوري بنظرية المؤامرة: هل لك أن تشرح لنا كيف ستستفيد الدول الغربية وحلفاؤها من سقوط النظام
– ستفوز إسرائيل والولايات المتحدة، فإذا انقسمت سوريا ووُضعت تحت الوصاية الدولية، سيُنسى الصراع العربي – الإسرائيلي. ويمكن لإسرائيل حينها أن تعيش في سلام وتظل محتفظة بهضبة الجولان والقدس وتستمر في بطشها بالفلسطينيين. نحن دولة الطوق الوحيدة التي لا تزال تمثل الموقف العربي.
قال الكثيرون إنه تم إلقاء القبض عليهم بسبب المشاركة في مظاهرات سلمية وكانوا على وشك الموت من جرّاء التعذيب.
– لمَ لا تسألون السوريين الآخرين عن رأيهم؟ إن هؤلاء لا يمثلون الأغلبية. لقد استجاب الرئيس لمطالب المتظاهرين. أصبح هناك دستور جديد، وانتهت سيطرة حزب البعث، ومن المرجح أن يتم تأسيس أحزاب جديدة، وتم إجراء انتخابات برلمانية جديدة، وسنّت قوانين لتنظيم المظاهرات. لقد تم تجاهل كل ذلك ولم يذكره أحد في الخارج. على العكس من ذلك، لقد بدأ التصعيد بعد تعديل الأسد للقوانين. ما الذي يريده هؤلاء الذين يدعون أنفسهم بالثوار؟
من الواضح أن الإجراءات التي تحدثت عنها لم تكن كافية …..
– هناك أطراف خارجية وراء هذه الاحتجاجات . إنه عمل مرتزقي عالمي ممول بمليارات الدولارات. لقد استمع الرئيس الأسد إلى المطالب السياسية لشعبه، وهو يسعى خلف المصالحة كما أعلن في خطابه في السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي. على الدعم الخارجي أن يتوقف وعلى القتال الداخلي أن يتوقف. حينها يجلس الجميع على طاولة حوار واحدة ونبدأ في رسم مستقبل بلدنا.
لكن القوى الخارجية والمعارضة السياسية لم تتأثر بالخطاب الذي تحدث عنه. إن القتال يدور الآن من أجل “التخلص من الأسد”، فكيف يمكن أن يكون هو من يدعو الأطراف إلى الحوار؟.
– لا يحق للدول الأخرى اتخاذ قرار بشأن الرئيس السوري، فليتركوا هذا للشعب السوري وصناديق الاقتراع. لن نسمح لأي شخص بتقويض سيادة الدولة. إذا استسلم الرئيس، لن يكون هنا سوى الموت والدمار.
ظلت سوريا تتمتع لفترة طويلة بعلاقة جيدة مع تركيا. لماذا تتخذون موقفا معاديا تجاه الدولة الجارة الآن؟
– لقد حاولنا كثيرا الحفاظ على العلاقات الطيبة، لكننا اكتشفنا أن الأخ المسلم رجب طيب أردوغان كانت لديه خطة مختلفة تماما. لقد أراد بالتحديد إعادة الإخوان المسلمين إلى سوريا بمساعدة تنظيم القاعدة وجبهة النصرة والجماعات الدينية المتطرفة الأخرى من أجل إقامة شبكة قوية من مصر إلى تونس وليبيا وسوريا والعراق لتكون إمبراطورية عثمانية جديدة. أردوغان ووزير خارجيته، أحمد داود أوغلو، يتحملان مسؤولية آلاف القتلى من السوريين لأنهما يؤويان كل أشكال الجماعات المسلحة وفتحا الحدود مع سوريا لهم.
لماذا برأيك تريد الولايات المتحدة أن تشهد سوريا أكبر قدر ممكن من العنف والدمار؟
– إن حماية إسرائيل هي التفسير الوحيد لذلك. لقد بدأ الأمر بفرض العقوبات، ووصل إلى ما نحن فيه الآن. من يطلقون على أنفسهم أصدقاء سوريا، الذين يتقابلون في الدوحة وإسطنبول ومراكش، هم في الواقع أعداء سوريا ويأتمرون بأمر السفراء الأميركيين. ومع ذلك خرج الأمر عن سيطرتهم. على الأقل لقد وضعوا جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية، لكن مع الأسف لم يدرجوا أسماء الآخرين الكثير هنا الذين يقتلون أهل بلدي يوميا.
يروج الإعلام السوري يوميا أن المعارضة المسلحة لا تضم سوى إرهابيين، هل هذا الكلام حقيقي؟
– إنها تضم كل أشكال الجماعات، والكثير منهم مضل. بالطبع ارتكب النظام أخطاء على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، لكن المعارضة المسلحة أرادت التصعيد منذ البداية. لقد اتخذوا هذا الموقف منذ اليوم الأول. وتخفى مثيرو الشغب وسط صفوف المتظاهرين السلميين وكانوا يطلقون النار على أفراد الشرطة والمتظاهرين على حد سواء.
قال الذين شاركوا في المظاهرات في مرحلتها المبكرة إن النظام كان يقوم بممارسات قمعية منذ البداية،…..
– لم تكن تلك سوى أكاذيب دعائية مثل المذبحة المزعومة في حمص التي قيل أن قوات النظام ارتكبتها قبل يوم من اجتماع مجلس الأمن بشأن سوريا. لقد ألقينا القبض في النهاية على الجناة. ذبحوا 60 شخصا بالسكاكين بتحريض أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذي طلب منهم تنفيذ هذا الهجوم بالتحديد قبل يوم من اجتماع مجلس الأمن.
تقدم “الثوار” وأصبحوا على بعد 600 متر من البلدة القديمة في دمشق. ويسمع أهل دمشق دوي القنابل وطلقات الكلاشنيكوف ليلا ونهارا. إلى متى تستطيعون الصمود أمام ذلك؟
– نستطيع الصمود إلى أقصى مدى يريده الطرف الآخر.
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق إن على سوريا الاختيار بين الحل السياسي والجحيم.
– نحن نريد الحل السياسي. وينبغي أن تعمل جميع الأطراف المشاركة على إنقاذ سوريا من الجحيم.
سيريان تلغراف