تشهد المنطقة اصطفافا خطيرا تديره بالخفاء الولايات المتحدة واسرائيل وتقوم على تنفيذه عمليا قطر والسعودية وتدفع بميزانيات ضخمة لانجاح هذا الاطفاف، ويلاحظ أن قوى وتيارات كانت لوقت قريب في صفوف المتصدين للسياسة الامريكية الاسرائيلية، قد قفزت من سفينة المقاومة والممانعة لتنتقل الى الخندق الاخر الذي بات يحظى بدعم وتأييد الاسلام السياسي الذي يشارك اليوم بقوة وباسناد امريكي خليجي تركي لضرب ارادة الشعب السوري الى درجة تجنيد مرتزقة للقيام بتفجيرات ارهابية دموية.
وبوضوح أكبر، حركة حماس التي تمارس دورها في ساحة تعيش ظروفا استثنائية، ومنذ قيامها احتضنتها الجماهير السورية رغم مواقف الجهات المعادية وتعرضت سوريا للضغوط واشكال الحصار المختلفة من أجل دعمها لحركات المقاومة، ومن بينها حركة حماس، غير أن الحركة ضربت عرض الحائط هذه السنوات الطويلة من الاحتضان، وراحت تتجنى على القيادة السورية الى درجة وقوفها الى جانب امريكا ودول الخليج، وغادرت قيادات الحركة الى قطر وغيرها من البلدان العربية.
حركة حماس لم تلتزم باستثنائية الظروف في الساحة الفلسطينية وضرورة التقيد بذلك، والابتعاد عن الاجندات الخارجية، وهي تناست الدعم السوري لها، وخضعت لحركة الاخوان وقطر، وتوجهات ومسلكيات ومواقف، وهي بعيدة كل البعد عن مصالح شعوب الامة العربية وقضيتها المركزية.
والتساؤل المطروح، بقوة، هو:
هل يعقل أن تصطف حركة حماس داخل الخندق الاسرائيلي الامريكي الخليجي التركي، ضد شعوب الامة، وشعب سوريا الذي يتعرض لحرب كونية، وهل تقبل حركة حماس بتدمير شعب سوريا الذي احتضن قياداتها، وان تتعاون في ذلك مع قطر وامريكا، وهل يعقل ان تتجاهل حماس قضية الامة المركزية ارضاء للتقارب وفتح القنوات بين حركة الاخوان وامريكا واوروبا، وكيف سمحت حماس لنفسها أن تنزلق الى هذه الطريق الوعرة التي قد تفقدها شعبيتها وقواعدها في الساحة الفلسطينية.
ان قيادات حماس تدرك ان المؤامرة التي تتعرض لها سوريا تستهدف وحدة شعبها واراضيها، وفتح الساحات امام التغلغل الاسرائيلي، وصولا الى تصفية القضية الفلسطينية، وتدرك هذه القيادات ان ما تتعرض له سوريا هو مؤامرة شرسة امريكية اسرائيلية خليجية، عبر حرب ارهابية دموية.
كان الاجدر بحركة حماس أن “تحتمي” وراء الظروف الاستثنائية التي تعيشها الساحة الفلسطينية، وهي بالتالي، ترفض الوقوف الى جانب امريكا وعملائها ضد سوريا شعبا وقيادة؟!
هذا الشعب الذي احتضن الحركة عشرات السنين، وعانى الكثير بسبب الحرص على هذه الحركة، التي قلبت ظهر المجن خدمة لحقد امريكا وعداء اسرائيل وخيانة دول الخليج.
حركة حماس لم تكتف باللحاق بالركب المتآمر على سوريا، بل، انطلق قادتها يهاجمون سوريا وشعب سوريا، وكأنها لم تكن يوما في رعاية هذا الشعب