رويترز .. “القاعدة” تبسط سيطرتها على بلدة “الميادين” وتحولها إلى “إمارة طالبانية”
إزالة “مانكانات” عرض الملابس من واجهات المتاجر ومنع النساء من ارتداء البنطلونات وإجبار الناس على إغلاق محلاتهم خلال أوقات الصلاة ، ودروس لتعليم “الجهاد ضد النصيريين” !؟
نشرت “رويترز” يوم أمس تقريرا ميدانيا من بلدة “الميادين” في محافظة دير الزور شرقي سوريا رصدت فيه تحول المدينة إلى ما يشبه إمارة طالبانية . وكان لافتا أن الوكالة صدرت تقريرها بملاحظة تقول “إن التقرير أنجزه صحفي زار المدينة ، لكننا عمدنا إلى إغفال الاسم لأسباب أمنية” . وفيما يلي الترجمة الكاملة للتقرير :
في بلدة صغيرة في شرق سورية أزال متشددون إسلاميون تماثيل عرض الملابس العارية التي يرونها مثيرة جنسياً من المتاجر . كما منع أعضاء «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» النساء من ارتداء السراويل (البنطلونات) مفضلين على ذلك ارتداء لباس فضفاض أسود لا يحدد الجسد ويغطيه من الرأس إلى القدم .
وتعطي بلدة الميادين ، التي يبلغ عدد سكانها 54 الف نسمة والمطلة على نهر الفرات ، لمحة عما يمكن أن تكون عليه الحياة إذا سيطر المعارضون الإسلاميون على مناطق مهمة في سورية . ومن بين مئات من وحدات المعارضة المسلحة ، تعتبر «جبهة النصرة» الأكثر فاعلية ، وحقق مقاتلوها الذين يسعون للاستشهاد في المعارك انتصارات في هجمات ضد العديد من القواعد العسكرية في أنحاء البلاد . وعلى رغم أنهم يمثلون قطاعاً ضئيلاً من الجماعات المسلحة المناهضة للأسد لكن أعدادهم ونفوذهم في ازدياد .
وحارب مقاتلو الجبهة -مدعومين من عراقيين مخضرمين قاتلوا القوات الأميركية- إلى جانب وحدات المعارضة من الجيش الحر من اجل السيطرة على بلدة الميادين التي غادرتها القوات الحكومية في تشرين الثاني (نوفمبر) وفر نصف سكانها أثناء القتال . وتم إثر ذلك تقسيم البلدة إلى مناطق نفوذ بين «جبهة النصرة» والجيش الحر وميليشيا محلية وجماعات قبلية ، ويتراوح عدد المسلحين فيها بنحو 8 آلاف .
ويقوم مسلحون أطلقوا لحاهم بحراسة الشوارع وفرض تفسيرهم للشريعة الإسلامية . وأزيلت الخمور من المتاجر . وتقدم جبهة النصرة تعليماً دينياً يومياً لأطفال البلدة الذين يحصلون على أرغفة خبز مجانية إذا حضروا الدروس . وقال فتى يحضر هذه الدروس إن التلاميذ يتعلمون كيف يصلون ويتلقون دروساً في شأن دور المرأة وتعدد الزوجات والجهاد ضد «نظام الأسد العلوي” .
ويمثل مقاتلو «جبهة النصرة» تهديداً لمن يرغبون في الديموقراطية في سورية . وبدلاً من ذلك ، فهم يتصورون قيام الخلافة الإسلامية وفرض الشريعة الإسلامية وفق رؤيتهم ، ويجبرون المتاجر على إغلاق أبوابها وقت الصلاة وتوجيه الناس في الشوارع إلى المساجد للصلاة عند كل أذان .
ويحاول السكان الليبراليون مواصلة حياتهم المعتادة ، لكنهم يشعرون بالتأثير اليومي للتطبيق الصارم لأحكام الشريعة . وقام كثيرون منهم بتخزين مشروب العرق المستخلص من العنب عندما علموا بأن مقاتلي جبهة النصرة يغلقون المتاجر . ويمكن شراء زجاجة العرق حالياً في بلدة الميادين بخمسة أمثال سعرها في دمشق ، لكن هذه المعاملة بجب أن تتم في السر .
وسيطر مقاتلو جبهة النصرة على حقل «الورد» للنفط والغاز القريب وتوجهوا مباشرة الى صوامع الحبوب . وباتوا يسيطرون على الموارد التي تمنحهم القوة . وفي شوارع الميادين يمكن شراء الوقود بأسعار مرتفعة ، وتقبل الجبهة التعامل مع الأعداء إذا كان ذلك يعني الحصول على مكاسب نقدية إضافية .
وقال سكان الميادين إن جبهة النصرة تنقل النفط الخام في صهاريج ضخمة إلى دير الزور التي تبعد 45 كيلومتراً إلى الشمال حيث تسيطر القوات الحكومية . ويقولون إن السلطات المحلية في دير الزور منهكة للغاية حتى أنها مستعدة لشراء الوقود من الجماعة التي تصفها دمشق بأنها إرهابية .
وتعاقب الحكومة بلدة الميادين على وجود المعارضين فيها . ويبتعد المدنيون عن الجبهة وكتائــب معارضة أخرى لأنها مستهدفة بالضربات الجوية وهجمات المدفعية بعيدة المدى من مواقع الحكومة إلى الشمال منها . ويقول سكان إن دمشق ما زالت تسيطر على إمدادات الكهرباء وتقطعها بشكل متكرر . وهناك نقص في الخبز والمياه ولا توجد خدمات هاتفية أو إنترنت كما أغلقت المدارس . ويأكل الناس الأعشاب من نهر الفرات ، والبعض يسافر إلى دير الزور لشراء الطعام على رغم مخاطر التعرض للاعتقال أو الموت ، وهم يعبرون خطوط التماس .
يقول السكان إن أعمال النهب والسرقة متفشية ، وتصبح الشوارع مهجورة بعد حلول الظلام . ورغم ذلك ، يقول السكان إن التأييد لجبهة النصرة يتسع في شرق سورية ، وأقام متشددون نقاط تفتيش عند مداخل المدينة حيث يحاولون تجنيد رجال وفتيان .
قال محمد (19 عاماً) وهو طالب يدرس القانون ونشأ في الميادين : «سأتبع أي شخص يقاتل النظام» . وهو يوافق على أن مقاتلي الجبهة يقدمون إطاراً أخلاقياً مشوهاً ، لكنه يقول إنهم تمكنوا من صد قوات الأسد التي يعتبرها هدفه رقم واحد . ورفض أعضاء الجبهة إجراء أي مقابلة مع مراسلة ، لكن مقاتلي المعارضة الذي يعملون معهم يتحدثون عن تسلسل قيادي وتنسيق صارم .
ويرى حسين ، وهو مقاتل يبلغ من العمر 28 عاماً في لواء أسامة بن زيد التابع للجيش الحر ، فائدة استراتيجية من أعضاء جبهة النصرة المدججين بالسلاح والذين يضمون مقاتلين أجانب قادرين على تقديم المشورة في الحرب . وقال: «اعضاء جبهة النصرة أناس طيبون . يجب أن نقاتل هذا النظام . وهم منظمون جيداً ومعهم مقاتلون أشداء» .
لكن أبو محمود ، وهو عامل عمره 55 عاماً يقول إنه يخشى انجذاب أولاده للانضمام لهذه الجماعة . وأضاف : «لا نخرج من البيت إلا للضرورة القصوى . أرسلت أطفالي الصغار إلى قريب لي في الحسكة لأنني لا أريد أن يتم تسليحهم» مشيراً إلى المدينة الشمالية القريبة من الحدود مع تركيا . ويأمل آخرون في أن يمنع النظام القبلي في شرق البلاد الصحراوي سيطرة الإسلاميين على المنطقة .
وقال عماد (22 عاماً) وهو يدرس الهندسة : «لا أعتقد أن الجبهة ستكون قادرة على عمل ما تريد . لدينا تقاليدنا وقبائلنا لن تسمح لهم بذلك» . لكن الكثير من السكان نظموا تظاهرات ضد جماعات المعارضة ، بما فيها جبهة النصرة ، التي يرون أن أعضاءها لصوص . وفي أنحاء البلاد استولى المعارضون على مدارس ومستشفيات لاستخدامها كقواعد وأخذ الإمدادات الطبية والمعدات لحربهم .
وقال يامن، وهو طالب عمره 20 عاماً يدرس الرياضيات : «الحكومة تخلت عنا ولا يوجد شيء هنا . لا حياة ولا خدمات . الوضع السيء سيجعل كل شبابنا ينضم الى الجبهة» . وأضاف «يريدون محاربة النظام ويرون أن جبهة النصرة الحل الأخير لسورية» . ويشعر كثيرون باليأس .
وقالت فادية وهي زوجة عمرها 22 عاماً : «فقدنا مدينتنا وأطفالنا والآن سنخسر مستقبلنا» . وأضافت: «لا يوجد شيء هنا . إنني أكره كل الأطراف ، النظام والمعارضة والجيش الحر وجبهة النصرة ، لأن لا أحد منهم يهتم بالمدنيين” .
سيريان تلغراف
كفاكم تشويهاً لنا ولبلدنا ولحضارتنا…………
الميادين بلدة أطفالي……….
لاأعرف من هو المراسل (المهني) الذي كتب هذا التقرير؟
* لايوجد في الميادين أي محل مرخص لبيع الخمور لاقبل الثورة ولابعدها قطعاً وليس الأمر إزالة تهمة ولكنه توصيف فقط!….أما عن ارتفاع سعر(العرق) فهو مألوف في المناطق المحافظة…وهذا قبل الثورة نظرا لارتباط منعه بقيم اجتماعية ودينية….
* على معد التقرير أن يتعرف اللباس التقليدي في المنطقة، وكلامه حول منع لبس(السراويل)كما يسميها و(بالمناسبة هذه التسمية ذات طابع سلفي!) غير صحيح فزائر الميادين يلحظ وجود اللباس (السبور)، وكلامه هاهنا غير صحيح إطلاقاً……. أما ما ذكر أن القاعدة أزالت من المدينة (مليكانات) اللباس فهو دليل على أن كاتب التقرير لم يزر الميادين فأسواقها بسيطة وليست الحمرا والصالحية..!
* الميادين التي أنجبت هذا الكم الكبير من الفنانين والمخرجين والكتاب لايمكنها أن تتحول إلى (تورا بورا سورية!)…. علماً أن التعليم الديني الذي يتحدث عنه الكاتب موجود منذ زمن بعيد في المنطقة ومأسسته جاءت بتوجه حكومي وليس المقاتلين فالمدارس الشرعية موجودة قبل الثورة..
*أما عن مقايضة حضور الدروس الدينية برغيف الخبز فمضحك.إذ معلوم أن أهالي المدينة يخزنون القمح ويخبزون مما يزرعون أو مما يزرع الريف المحيط بهم (وليسوا بحاجة لرغيف المتشددين!)
* ثم إن كل من يحمل السلاح في الميادين هم من أهلها….ولاوجود للقاعدة (أو أو لادها هناك)، ثم يتحدث عن مدى أذاهم للأهالي وفي الوقت نفسه يقول إنها تلقى ترحيباً من السكان! عجباً!…
* من أوهام الكاتب قوله: إن البلدة تتعرض لقصف بالمدفعية وهذا غير صحيح واقعياً وعسكرياً لأن أقرب موقع للمدفعية يبعد أكثر من خمسين كيلومترا….أليس للمدفعية مدى مجدٍ؟ ألم يتعلم كاتب التقرير ذلك أيام الفتوة والصاعقة؟
أخيراً: هل ماذكر في التقرير يندرج في سياق المحاولات النشيطة هذه الأيام لتشويه الثورة والثوار؟ حتى بات يعتقد من هم خارج سورية أن بلدنا تحول في بعص مناطقه إلى أفغانستان؟ وهو مايستحيل تحقيقه نظرأ لعمق الحضارة السورية………..
أخيراً من الملفت أن عددا من المترددين و(المتعلمنين) وسواهم……وضعوا هذا الرابط وراح المعلقون يكيلون التهم دون أدنى تدقيق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما أطرف ماورد في التقرير فالجملة التالية (ويأكل الناس الأعشاب من نهر الفرات!) يبدو أن كاتب التقرير متأثر بـ ماوكلي (فتى الأدغال)!