بلدنا اليوم

بعد العنزي .. البخيتان “مجاهد” سعودي جديد يقتل في سورية

نشرت “العربية نت” خبراً عن سقوط ثاني مواطن سعودي في سوريا، وقالت أن المواطن ابراهيم غازي البخيتان سقط قتيلاً إثر قصف جوي في مدينة درعا، وأنه بذلك يكون ثاني سعودي يسقط في سورية حيث كان السعودي الأول هو “حسين بندر خلف العنزي” الذي سقط في تشرين الثاني 2011 في مدينة حمص.
وفي حين أصرت وسائل الإعلام السعودية على التأكيد أن القتيل الأول كان في سورية يزور أقارب له وليس له أي علاقة بحمل السلاح، فإنها اضطرت عند سقوط القتيل الثاني أن تقول أنه كان يقوم بعمل تمريضي في مداواة جرحى المجاهدين والثوار لكنها نفت أن يكون مقاتلاً أو على علاقة بتنظيم جبهة النصرة.
وغاية العربية نت واضحة وهي تبييض صفحة السعوديين وإبعاد أي شبهة عنهم بوجود علاقة لأحدهم مع تنظيم القاعدة أو ممارسة الإرهاب، وقد حاولت العربية جهدها لتحقيق هذه الغاية وأجرت مقابلات مع أهالي القتيل الثاني أكدوا خلالها الصة التمريضية لعمل قريبهم ونفوا أي صلة له بتنظيم القاعدة خلافاً لما تدعي وسائل الإعلام الرسمية في سورية حسب قولهم.
ولكن كالعادة، فإن العربية تضحي بمصداقيتها في سبيل تحقيق أهدافها، وليبست هذه المرة الأولى التي تفعل بها ذلك لاسيما فيما يتعلق بتغطيتها للملف السوري ويكفي أن نذكر فضيحة الوثائق المسربة من إيميل الرئيس السوري واضطرار العربية أن تعتذر عن نشر هذه الوثائق المزورة. فها هي اليوم تضحي بمصداقيتها مرة أخرى وبشكل مضاعف فمن ناحية كذبن بخصوص أعداد السعوديين الذين سقطوا في سورية ومن ناحية أخرى كذبت بخصوص سبب تواجدهم في سورية.
ويكفي لإثبات النقطة الأولى أن نذكر أن صحيفة الوطن السورية نشرت خبراً منذ أيام يكشف عن مقتل أربعة سعوديين هم: ((عادل القاسمي – هزاع الخاجوقي – سعود الوافي – محمد علي الحايلي ))
وقد يخرج علينا من يقول أن صحيفة الوطن موالية للنظام ولا يمكن الوثوق بما تنشره، وبسبب عدم تمكننا من التثبت بطرقنا الخاصة من مقتل هؤلاء السعوديين الذين ذكرتهم صحيفة الوطن، فإننا سوف نغض النظر عنهم ونعتبر الخبر قيد التثبت والتحقق منه.
ولكن ماذا عن إعلان تنسيقيات المعارضة (تنسيقية موحسن مثلاً) عن مقتل السعودي ” فواز غازي العنزي” والذي أكدت هذه التنسيقيات أنه قتل منذ يومين في محيط مطار ديرالزور العسكري وأنه ينتسب إلى كتائب لواء “مؤتة”؟ هل كان يعالج المرضى في محيط المطار؟ أم كان يزور أهله هناك؟ وماذا عن لواء مؤتة ذي التسمية السعودية الواضحة؟.
وبالتالي نكون على الأقل أمام ثالث حالة يسقط فيها سعودي في سورية والحالة الثالثة تثبت أن من سقط هو مقاتل أتى إلى سوريا للجهاد فيها وليس للسياحة والتمريض بحسب ما تذهب إليه وسائل الإعلام السعودية والعربية على رأسها.
والحالة الأهم (تصبح الرابعة) هي إعلان جبهة النصرة عن تبنيها تفجير مدينة السلمية الذي راح ضحيته عشرات القتلى ومئات الجرحى، وقالت أن منفذ التفجير هو المدعو “أبو عبدالجبار النجدي” كي نكتشف فيما بعد أن “النجدي” هو سعودي الجنسية واسمه الحقيقي “سليمان بن ابراهيم الهاجري”، وهذه الحالة لا تكتفي بإثبات أن السعوديين يقدمون إلى سورية بهدف القتال وإنما منهم من يقوم بتنفيذ عمليات انتحارية لحساب جبهة النصرة التي هي فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام. فماذا ستفعل العربية لتنفي صلة “الهاجري” بتنظيم القاعدة؟ هل ستدعي أن النظام خطفه وأجبره على تنفيذ العملية اقتداءً بكثير من أطياف المعارضة التي سارعت إلى اتهام النظام بتفجير السلمية قبل أن توجه لهم جبهة النصرة صفعة قوية من خلال إعلانها مسؤوليتها عن التفجير.

البخيتان
هذا ويذكر أن المرجعيات الدينية في السعودية قد أصدرت عدة فتاوى تحذر من السفر إلى سورية بغرض الجهاد. ففي حزيران الماضي أصدر أحد أعضاء هيئة كبار العلماء السعودية فتوى تقضي بتحريم الجهاد في سوريا على السعوديين دون إذن من السلطات. وأوائل الشهر الجاري أصدر حذَّر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ من دعوة الشباب السعودي إلى ما سماه الجهاد في سوريا مبررا موقفه بأنهم -أي الشباب- سيذهبون إلى أماكن غير معروفة ولا يعلمون تحت أي لواء ينخرطون، وأن ذلك “قد يوقعهم في أشياء غير مناسبة ويكونون هدفا سهلا لأعدائهم”.
ولكن من الواضح أن مثل هذه الفتاوى لا يجري الالتزام بها من قبل الشباب السعودي لأسباب منها: أن الشباب السعودي يتأثر أكثر بالفتاوى الصادرة من مشائخ تغلب عليهم النزعة السلفية الجهادية، وأن الموقف السياسي السعودي قد يخفف من تأثير فتاوى رجال الدين السعوديين الرسميين لأن الموقف السياسي للمملكة كان منذ البداية داعماً لتسليح المعارضة، مما يتنافى منطقياً مع منع الجهاد مما قد يضع الشباب السعودي في ارتباك لا يحسمه إلا التطابق بين الموقف السياسي الرسمي للمملكة الداعم للتسليح والقتال وبين موقف رجال الدين السلفيين مما يعزز في أذهان السعوديين احتمال أن فتاوى المنع من الجهاد ليست سوى ذراً للرماد في عيون بعض الجهات المتربصة بمملكتهم حسب وجهة نظرهم.

سيريان تلغراف | عربي برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock