على خطى رياض الترك .. قيادي في “الائتلاف” و “المجلس الوطني” يدعو المسلحين إلى نقل المعركة إلى “المدن والقرى النصيرية” لأن الهجوم خير وسيلة للدفاع
دعا عضو مجلس شورى جماعة الأخوان المسلمين في سوريا ، وعضو “المجلس الوطني” وممثل هذا الأخير في “الائتلاف الوطني” ، ملهم الدروبي ، إلى نقل المعركة إلى المناطق التي تسكنها أغلبية “علوية” في سوريا ، معتبرا أن الهجوم خير وسيلة للدفاع .
وقال الدروبي على صفحته على موقع “فيسبوك” يوم أمس ما حرفيته “إلى الزملاء المعنيين بالعمل الدفاعي ومن له علاقة بالجيش الحر، وصلتني عدة اقتراحات ممن أثق بصدقهم وإخلاصهم، لا بد من نقل المعركة لمدن وقرى النصيرية في الساحل السوري. الهجوم خير وسيلة للدفاع” !
اللافت هو أن جورج صبرة ، عضو قيادة “حزب الشعب الديمقراطي” (رياض الترك) ، ورئيس “المجلس الوطني” ، كان معه على الصفحة في الوقت الذي كان يكتب فيه عبارته هذه ، لكنه امتنع عن التعليق !؟
ولكن من هم الذين أرسلوا له هذه الاقتراحات !؟
في الواقع لا نعرف ،، ولكن لا بد للمرء هنا من أن يربط بين ما قاله الدروبي وما نقله السفير الفرنسي “إريك شوفالييه” عن رياض الترك أوائل شباط / فبراير من العام الماضي ، أي قبل مغادرته دمشق ببضعة أسابيع . وطبقا لما نقله ديبلوماسي بريطاني في دمشق عنه ، وحدث به كاتب هذه السطور ، فإن شوفالييه أبلغ سفراء “الترويكا الأوربية” في حينه أنه التقى للتو (أي حوالي أواخر كانون الثاني/ يناير 2012) رياض الترك في منزل السفير الأميركي حيث يتخفى الترك بشكل شبه دائم منذ صيف العام 2011، وقد اقترح عليه الترك فكرة “نقل المعركة إلى عقر دار العلويين ، لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها منع بشار الأسد من إقامته دولته العلوية وإعلان الانفصال بعد هزيمته في دمشق وفراره إلى الساحل” !!
ويضيف الديبلوماسي القول “لقد نقل إلينا (شوفالييه) انطباع رياض الترك عما يحصل في حمص (كانت معركة حمص وبابا عمرو على أشدها) ، وهو يتوقع هرب الأسد إلى الساحل خلال فترة قريبة لإقامة دولته العلوية تمهيدا لسلخها عن سوريا . وقد سألني الترك ما إذا كانت فرنسا ستعترف بدولة من هذا النوع باعتبارها أول من أحدثها في عشرينيات القرن الماضي مع بداية الانتداب” !
ما قاله الدروبي ، وما نقله الديبلوماسي البريطاني عن شوفالييه ، ليس وليد أفكار في الهواء . فقضية “نقل المعركة إلى عقر دار العلويين في الساحل” جرى الحديث عنها رسميا ، بالتعبير نفسه ، من قبل قيادة “المجلس الوطني” (زمن الغليون برهان) والفرنسيين والأتراك إلى حد أنه جرى استمزاج آراء بعض العسكريين ورجال المخابرات الفرنسية والتركية في الأمر ، لكن هؤلاء نصحوا بنزع هذه الفكرة من رؤوس من يفكر بها ، ليس فقط “لأنها سترغم حتى العلويين المعارضين على الالتفاف حول الأسد ، ولكن أيضا لأن حصول مثل هذا الأمر سيعني حربا طائفية سافرة سترغم العالم على التعاطي معها بوصفها حملة لإبادة طائفة لن تتأخر روسيا وإيران وغيرهما عن التدخل العسكري بدعوى حمايتها . هذا فضلا عن أن الأمر سيضع حدا نهائيا للثورة في سوريا” !
تبقى الإشارة إلى أن الدروبي ، المقزز للنفس إلى حد التقيؤ ، هو ضابط الارتباط بين الأخوان المسلمين والإسرائيليين عن طريق صديقه الشخصي برنار هنري ليفي الذي نظم بالشراكة معه ، ومع الوزير الإسرائيلي وعضو الكنيست عن حركة “تسوميت” العنصرية ، ألكسندر غولدفارب ، أول مؤتمر للمعارضة السورية الأميركية ـ الخليجية في باريس صيف العام 2011 !!
وهو ، إلى ذلك ، أي الدروبي ، شخص معتوه لا يتردد في وصف نفسه على إحدى صفحاته بأنه “الأستاذ ملهم الدروبي” ، على غرار زميله المعتوه الآخر بسام جعارة الذي وضع هو الآخر على صفحته اسم “صفحة الأستاذ بسام جعارة” !!
سيريان تلغراف